■ قادتنى الظروف للتواجد مع أسرة شهيد الإسكندرية الثانى شريف سامى، وشريف لمن لايعرف مهندس بترول فى أوائل الثلاثينات.. متزوج من السيدة لبنى سكر والدها كان مديرا لنادى الصيد السكندرى وشقيقها شريف كان أحد الفائزين فى انتخابات الصيد الأخيرة وجدتها لوالدتها بنت عم رفعت الجمال الشهير برأفت الهجان، شريف يعمل مهندس بترول فى السعودية.. شهر عمل وأسبوع إجازة يقضيه مع زوجته وابنتيه أكبرهما هناء 5 سنوات، وكل ما يفعله فى حياته هو الاهتمام بأسرته ووالدته وعلاقته بربه.. فهو لا ينتمى لأى من التيارات الدينية رغم ذلك من شدة التزامه الدينى يعتقد البعض أنه ينتمى لتيار إسلامى.. حتى إنه بالسعودية عندما تحين صلاة الجمعة وهم بالصحراء يؤم من معه ويقرأ من كتاب خطبة الجمعة حتى لا تضيع عليهم، تروى والدته أنه عندما كان فى الثالثة من عمره لا يعرف شيئا ويشاهد أحداث الفلسطينيين من قبل اليهود كان يردد أنه سيقاتل اليهود ويموت شهيدا ولم يكن يعرف أنه سيموت شهيداً بيد أبناء وطنه، شريف جاء إلى القاهرة قبل اشتعال الأحداث من جديد بأسبوع واحد .. قبل أن يلقى ربه قال لزوجته إنه سيذهب ليأتى بعشاء ..
عرضت عليه أن تذهب معه بعد اطمئنانها على أن ابنتيها قد نامتا وبالفعل أغلقت الباب عليهما وخرحت معه وبعد مرور دقائق سألها هل أغلقت الباب بالمفتاح؟ فقالت نعم فرد: سوف أعود وأفتح الباب وأنظر لهما ربما أموت ولا أستطيع العودة.. كان يقولها دعابة فنهرته زوجته..
ولم تمر دقائق وهما بالشارع حتى وجدا بجوار مديرية أمن الاسكندرية أناساً يجرون ويقولون: «وطوا الأمن المركزى بيضرب فى المليان» نزلا على الارض راكعين وما أن انتهى المشهد حتى رفعت لبنى رأسها وتطلب من شريف أن يرفع رأسه حتى انتهى الأمر لكنه لا يستجيب لها لتنظر فتجد خلف أذنه سهماً صاروخياً بطول 15 سم فى نهايته ما يشبه المروحة فتتت الوريد خلف أذنه وهو مفارق الحياة غارقاً فى دمه وتم نقله للمستشفى لكن بعد أن فارقت روحه.