ناشد رجال دين فلسطينيون، جمهورية البوسنة والهرسك التصويت لصالح المسعى الفلسطيني لحصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، والتي ينتظر أن يكون لصوتها دور حاسم أثناء التصويت بمجلس الأمن على الطلب الذي تقدم به محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية في أواخر سبتمبر للمنظمة الدولية. وقال مفتي القدس والديار المقدسة الشيخ محمد حسين، في مؤتمر صحفي نظمته "حملة فلسطين تستحق" في رام الله الاثنين: "إننا نتوجه اليوم ونخاطب البوسنة والهرسك، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، لتقف إلى جانب الحق الفلسطيني والعدالة الإنسانية، موجهين رسالة من الأرض المقدسة ومن قلبها القدس مهد الرسالات، والأرض التي تجمع شعوب العالم، إلى شعب وحكومة البوسنة للوقوف إلى جانب طلبنا العادل". واعتبر مفتي فلسطين، أن تأييد البوسنة للتوجه الفلسطيني للأمم المتحدة يضاف إلى كل المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني، وأن الوقوف لجانب هذا التوجه موقف يقدره الشعب الفلسطيني وقيادته، وفق ما نقلت وكالة "معًا" الفلسطينية. وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أعلن مطلع الشهر الماضي أن الفلسطينيين تمكنوا من الحصول على تأييد ثمانية أعضاء من بين 15 عضوًا في مجلس الأمن، بينما يفترض أن يحصل المشروع على تسعة أصوات لتمريره، ما سيحرج الولاياتالمتحدة ويضطرها إلى اللجوء ل "الفيتو". وقد يلعب الدور الحاسم في هذه المسألة صوت البوسنة، التي تشهد رئاستها الثلاثية (من الصرب والكروات والمسلمين) انقسامًا في شأن دعم الفلسطينيين. والأحد، أكد رئيس جمهورية صرب البوسنة ميلوراد دوديك رفض جمهورية صرب البوسنة السماح للبوسنة والهرسك بالتصويت لمصلحة الدولة الفلسطينية في مجلس الأمن. واستنكر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس عطا الله حنا، تصريحات الرئيس الصربي لجمهورية البوسنة والهرسك الذي يعارض الطلب الفلسطيني، واعتبر أن هذا الموقف يتناقض مع مبادئ الكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمي إليها هذا الرئيس، ويتناقض مع الإنجيل، وأنه من المخجل أن يصدر مثل هذا التصريح عن الرئيس، متمنيا أن يتراجع عن موقفه هذا. وناشد حنا، بطريرك صربيا المعروف بمواقفه المؤيدة للشعوب المظلومة، والكنيسة الأرثوذكسية الصربية أن تقول كلمتها وتعبر عن مسيحيتها وقيم الإنجيل المقدس من خلال رفض ما قاله الرئيس الصربي، وإعلان التأييد لفلسطين. وأوضح حنا أن القضية الفلسطينية لها بعد مسيحي؛ وقال، "ألم يولد المسيح في بيت لحم؟ ألم يدفن في القدس؟ أدعوه لزيارة كنيسة المهد وكنيسة القيامة ليكتشف أن فلسطين هي مهد المسيحية". وأشار إلى أن المسيحيين الفلسطينيين جزء من هذا الشعب المناضل الذي يسعى لتحرير أرضه، مضيفا، "وما اجتماعنا اليوم (أمس) من رجال دين مسلمين ومسيحيين، إلا صورة تعكس واقع الأخوة الفلسطينية والتعايش النموذجي بين الفلسطينيين". كما وجه راعي كنيسة اللاتين في رام الله فرح بدر رسالة للعالم، بأن الديانات السماوية كلها تسعى للعدالة والمحبة، وأن السلام يبدأ من داخل الإنسان، ومن ثم ينعكس للخارج إلى المفاوضات والاعتراف بالدولة الفلسطينية.