جنود يدخلون مركز اقتراع في قرية كوي-تاش الت تبعد 15 كلم عن بيشكك
فاز رئيس الوزراء قرغيزستان المعتدل الماظ بك اتامباييف في الانتخابات الرئاسية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة لكن منافسيه الخاسرين قالوا ان الانتخابات زورت.
فقد فاز الماظ بك اتامباييف، الحليف المقرب من الرئيسة المنتهية صلاحيتها روزا اوتونباييفا التي تولت السلطات عقب انتفاضة 2010 التي اطاحت بنظام كرمانبك باكييف، ب63 بالمائة من الاصوات في الانتخابات التي جرت الاحد، كما اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية.
ومنح الفوز الساحق على الغريمين القوميين اللذين حصل كل منهما على اقل من 15 بالمائة، اتامباييف الرئاسة دون الحاجة الى خوض جولة انتخابات ثانية.
غير ان المنافسين الرئيسيين لاتامباييف في تلك الانتخابات اتهما السلطات بتزوير الانتخابات، في الوقت الذي اعلن المراقبون الدوليون ان "مخالفات كبيرة" شابتها.
ويواجه اتامباييف (55 عاما) مهمة مداواة جراح امة مقسمة شهدت في غضون عام في 2010 ثورة دامية اطاحت بباكييف فضلا عن اعمال عنف عرقية مروعة راح ضحيتها 470 شخصا.
وقال رئيس اللجنة الانتخابيةالمركزية تويغونالي عبد الرحيموف للصحافيين ان "النتائج الاولية تشير الى انتخاب الماظ بك اتامباييف رئيسا لقرغيزستان".
وتابع "لن تكون هناك حاجة لجولة ثانية، فقد فاز اتامباييف باكثر من نصف الاصوات ويمكننا القول انه فاز من الجولة الاولى".
وقرغيزستان هي الجمهومرية السوفياتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تجري فيها انتخابات رئاسية يجري تنافس حام عليها -- اذ ان بقية بلدان اسيا الوسطى تخضع لهيمنة قادة يتمسكون بالسلطة منذ سنين.
ودان المتنافسان الرئيسيان لاتامباييف على الفور الانتخابات بوصفها مزورة، وحذرا من احتجاجات.
والمتنافسان الرئيسيان هما الرئيس الاسبق للبرلمان اداخان مادوماروف والملاكم السابق كاتشيمبك تاشييف. وقد تصدرا 15 مرشحا منافسا لاتامباييف.
واتهم فريق حملة تاشييف السلطات "بانها اختقلت بوقاحة ارقام لا تمت للواقع بصلة".
وقال مكتب الحملة الانتخابية لتاشييف "لا ننوي الاعتراف بتلك الانتخابات".
كما اتهم رئيس البرلمان السابق صاحب الشخصية الجاذبة مادوماروف السلطات بالاشراف على "انتهاكات غير مسبوقة".
وقال مادوماروف لفرانس برس "اذا زورت نتائج الانتخابات، فإننا سنطلق حركة احتجاج (...) سأدافع عن كل صوت ادلى به انصاري".
ولم تشهد قرغيزستان انتقالا واحدا هادئا للرئاسة خلال عقدين منذ سقوط الاتحاد السوفياتي.
فقد كانت انتفاضة نيسان/ابريل 2010 الثانية منذ استقلال قرغيزستان عن الاتحاد السوفياتي بعد ثورة اطاحت بعسكر عكاييف زعيم البلاد بعد الحقبة السوفييتية اذ حل باكييف محله.
وفي ظل تلك التوترات صرح المراقبون الدوليون ان مخالفات كبيرة شابت الانتخابات.
وقال المراقبون الذين شارك بينهم ممثلون عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا ان يوم الانتخابات شهد "مخالفات كبيرة، خاصة "خلال عمليات فرز الاصوات".
غير ان المراقبين اشادوا بما وصفوه بحملة انتخابية مفتوحة. واضافوا انهم "متفائلون بحذر بشأن مستقبل الديموقراطية في قرغيزستان".
وتحدث رئيس اللجنة الانتخابيةالمركزية عبد الرحيموف عن عدة حوادث منعزلة شهدت مخالفات انتخابية، بينها محاولات حشو صناديق الاقتراع في بعض المناطق ببطاقات اقتراع معدة سلفا، غير ان اللجنة اشارت الى ان تلك الحوادث محدودة التأثير.
وقال عبد الرحيموف "على الارجح سيعلن الغاء النتائج في بعض الدوائر، غير ان حجم تلك المخالفات لن يؤثر في النتيجة الاجمالية".
وكانت هيئة المؤسسات الديموقراطية وحقوق الانسان التابعة لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا قد اشادت في تصريحات اولية بالخيارات التي توافرت للناخبين،
غير انها انتقدت قوائم التسجيل التي لم تكن دائما على المستوى ما حال دون تمكن ناخبين من الادلاء بأصواتهم.
فحتى نجل الرئيسة المنتهية ولايتها اتاي ساديباكاسوف، قال انه ابلغ ان اسمه غير مسجل للتصويت في المركز الاقتراعي التابع له.
وبحسب النتائج بعد فرز 97% من اصوات الدوائر الانتخابية فاز اتامباييف ب63,0 بالمائة ومادوماروف ب14,8 بالمائة وتاشييف ب14,3 بالمائة.
ومازال جنوب قرغيزستان متوترا بعد اعمال العنف العرقية في 2010 بين الغالبية القرغيزية والاقلية الاوزبكية ما اثار مخاوف في وقتها من مدى امكان بقاء قرغيزستان كبلد موحد.
وعشية الانتخابات قالت هيومن رايتس ووتش انه ينبغي ان يولي من سيتولى الرئاسة اهمية قصوى لاجراء محاكمات عادلة للمسؤولية عن اعمال القتل التي جرت خلال اضطرابات 2010.
واضافت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان السلطات استهدفت الاوزبك رغم انهم كانوا ضحايا تلك الهجمات.