حذرت دراسة استرالية حديثة من أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يمكن أن يؤدي إلى تراجع حجم تجمعات الأعشاب البحرية، ما قد يهدد بانقراضها. وبحسب دراسة نفذها فريق بحث بقيادة الدكتور توماس ويرنبرغ من جامعة غرب استراليا فإن مجتمعات أعشاب البحر الحديثة التي تتواجد في جنوب المياه الاسترالية باتت شبيهة بنظيراتها القديمة، والموجودة منذ زمن في الجزء الشمالي من تلك المياه.
وتنبأت الدراسة التي نشرتها دورية "علم البيولوجيا الحالي" بأن نحو ربع الأصناف من أعشاب البحر في جنوب المياه الاسترالية، قد تتراجع نحو الانقراض في ظل الاحترار الذي قد يحدث في المستقبل. وكان فريق الدراسة أجرى مراجعة لقاعدة البيانات لما يزيد عن عشرين ألفاً من "سجلات الأعشاب" الخاصة بالطحالب الكبيرة، والتي جرى جمعها في استراليا منذ أربعينيات القرن الماضي.
وتمكن الباحثون من رصد تغيرات في مجتمعات الأعشاب البحرية الموجودة في المحيط الباسيفيكي والمحيط الهندي، وبما يتفق مع ارتفاع درجات الحرارة سريعاً خلال العقود الماضية.
ويقول الدكتور ويرنبيرغ، الأستاذ المساعد من معهد المحيط بجامعة غرب استراليا:"من المحتمل إن يدفع الاحترار المستمر المئات من الأصناف نحو حافة القارة الاسترالية."، حيث لا ملجأ لها هناك، وفقاً إيضاحه.
ويعتقد الباحثون أنه فيما قد تتمكن بعض الأصناف من إجراء تعديلات للتكيف مع دورات البرودة والاحترار الطبيعية، فإن معدل الاحترار المتنبأ به وقوته قد يدفعان العديد من الأصناف خلال العقود القادمة نحو الجنوب بعيداً عند حدود الموائل المتاح والملائمة لعيشها.
ونوه الباحث في مجال النباتات البحرية إلى وجود مخاوف من انقراض بعض الأصناف البحرية على المستوى العالمي، حيث أوضح أن نحو ربع مجموع الأصناف من الطحالب الكبيرة الموجودة في العالم تعيش قبالة السواحل الاسترالية، فضلاً عن أن تلك الموائل البحرية تشكل داعماً لأنواع فريدة من الأسماك ومجتمعات اللافقاريات على حد سواء.
