قال مسئولو شركة لازوردي العالمية لصناعة المشغولات الذهبية إن الاوضاع الامنية غير المستقرة فى مصر أدت إلى إرتفاع تكلفة إنتاج الذهب المشغول فى مصر خاصة النقل الذي زاد بأكثر من 500 في المائة فضلا عن إرتفاع تكاليف تأمين المتاجر والمخازن ما إنعكس على أسعار الذهب المشغول فى مصر وأدى إلى إرتفاع أسعاره بصورة لافتة للنظر. وطالبوا فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الاوسط الجهات الامنية فى مصر بسرعة إستعادة زمام أمور الامن من جديد فى الشارع المصري بما سينعكس على تأمين صناعة الذهب ونقله والذي يشكل أكبر تهديد يوجاه هذه الصناعة سواء على مستوى التصنيع أو البيع داخل محلات الذهب.
يقول إيهاب إبراهيم مدير التسويق والمبيعات بشركة لازوردى العالمية إن حالة الانفلات والاضراب الامني فى مصر جعلت المستهلكين يحجمون عن شراء الذهب، خوفا من عمليات السطو في الشوارع ما دفع بالشركة لتغيير إستراتيجتها التسويقية لتعتمد على فتح المزيد من مراكز البيع فى عدد من المحافظات وصلت الى 5 مراكز وينتظر أن ترتفع إلى 6 مراكز قبل نهاية 2011.
وأضاف أن هذا الاجراء يهدف إلى الوصول إلى العملاء فى أقرب مكان لهم ، مشيرا إلى أن الشركة تتحمل مخاطر كبيرة في عمليات نقل الذهب من مكان إلى أخر ما يدفعها لمضاعفة الاحتياطيات الأمنية.
وأشار إلى أن مخاوف التجار من تعرضهم للسرقة جعلهم يخفضون كميات المشغولات الذهبية التى يقوموا بعرضها في متاجرهم ما أثر على المبيعات.
ونفى مدير التسويق والمبيعات بشركة لازوردى أن تكون الشركة قد قلصت إستثماراتها فى مصر نتيجة الاوضاع الحالية، مشيرا إلى أن " لازرودي" ضاعفت إستثماراتها 5 مرات منذ بداية نشاطها فى مصر عام 2002.
ونوه بأن الشركة وضعت إستراتيجية للتغلب على مشاكل إرتفاع أسعار الذهب وإنخفاض القدرة الشرائية لمعظم الاسر المصرية بعد الثورة من خلال تكنولوجيا جديدة تدخل مصر لاول مرة لتصنيع أطقم الذهب تتميز بالفخامة مع إنخفاض أوزانها وهو ما يطلق عليه تكنولوجيا "زيادة الحجم مع خفض الوزن"، مشيرا إلى أن الشركة طرحت أكثر من 400 تصميم بالتكنولوجيا الجديدة.
وأشار إلى أن المصريين يقبلون على شراء الذهب عيار 21 أكثر من عيار 18 وإن كان هذا يختلف من محافظة إلى أخرى حيث يتركز الاقبال فى محافظات الاسكندرية والقاهرة ومراكز محافظات الوجه البحرى على الذهب عيار 18 فى حين يتركز إهتمام العملاء فى جميع محافظات الصعيد وقرى الوجه البحرى على إقتناء الذهب عيار 21 .
وحول توجه بعض الشركات لإنتاج مشغولات ذهبية ذات أعيرة أقل من 18 مثل عيار 14 و12 وإمكانيه أن تسلك الشركة نفس الاتجاه.. أكد صديق محمد المهدى عضو مجلس إدارة شركة لازوردى أنه لا توجد نيه لدى الشركة لانتاج مشغولات أقل من عيار 18، مشيرا إلى أن المستهلك والتاجر المصري على السواء لا يقبلون على هذه العيارات.
وقال إن إنتاج أعيرة أقل من 18 ربما تكون مجدية إذا ما حدث إزدهارا للسياحة نظرا لإقبال الاجانب على هذه النوعية من الذهب التى يشترونها كتذكار ، وفي هذه الحالة سيتوجه الانتاج إلى المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ وأماكن تواجد السياح ، خاصة أن هذه الاعيرة تلقى رواجا فى أسواق أوروبا وأمريكا.
ونبه صديق محمد المهدى عضو مجلس إدارة شركة لازوردى إلى أن عدم وجود تعليم إكاديمي من خلال المعاهد ومراكز التدريب يعد من أهم مشكلات صناعة الذهب فى مصر ما يدفعنا نحن كشركة عالمية لتدريب ما بين 100 إلى 150 من العاملين في السوق المصرية في مصانع الشركة بالسعودية حيث تتوافر دورات تدريبية تمتد ثلاث شهور من خلال متخصصين من جنسيات مختلفة.
وأشار إلى أن المتدربين من الشركة يقوموا بدورهم بتدريب عدد من العاملين داخل المصنع فى مصر مما أدى إلى توفير عمالة مصرية مدربة ومحترفة فى مجال التصميم بجانب مصممين للذهب من جنسيات مختلفة بالاضافة الى 12 مصمم مصرى يشاركون فى تصميم موديلات جديدة تناسب الذوق المصرى والعربى بشكل عام.
وقال مسئول شركة لازوردي العالمية إن الاسواق العربية تعد من أهم الاسواق العالمية للمشغولات الذهبية لافتا إلى أن مصر تعتبر أكبر أسواق العالم في شراء الذهب نتيجة زيادة الكثافة السكانية المرتفعة حيث يصل عدد السكان إلى اكثر من 85 مليون شخص تليها السعودية فالامارات وعلى صعيد المنطقة الافريقية تأتي جنوب افريقيا.
وأكد أن السوق المصرية قوية وواعدة ، وهو ما أدى إلى استمرار الشركات بها رغم الاحداث التى شهدتها، معتبرا أن لو أي بلد فى العالم تعرضت لما تعرضت إليه مصر فكان ذلك كفيلا بخروج شركات كبيرة كثيرة من السوق وهو ما لم يحدث في مصر بما يؤكد ان مصر سوق قوي وواعد لأى تجارة ومنها تجارة الذهب.
وأوضح أن رغم تراجع مبيعات الشركة بنسبة تصل إلى 40 في المائة هذا العام ، إلا أن المؤشرات تؤكد القدرة على تعويض ذلك وهو ما دفعنا لاتخاذ قرار بزيادة إستثماراتنا فى الفترة القادمة من خلال إضافة مصنع جديد فى مصر يجرى تجهيزه حاليا ومن المنتظر أن يبدأ الانتاج مع بداية عام 2012.
وكشف صديق محمد المهدى عضو مجلس إدارة شركة لازوردى فى مصر عن أن الشركة تدرس حاليا التوجه لأسواق مجاورة إلى مصر منها السوق الليبية التى نعتمد فى تزويدها على مصنعنا فى مصر ومن المنتظر أن يعود التصدير الى ليبيا مرة أخرى فور استقرار الاوضاع هناك وذلك بجانب السودان أيضا وإن كان بكميات محدودة ينتظر زيادتها فى الفترة القادمة.
وأكد أن أقبال البعض على تحويل مدخراته الى سبائك من الذهب لا يؤثر على تجارة المشغولات الذهبية لان هذا العميل مختلف تماما عن العميل الذى يقبل على شراء المشغولات الذهبية سواء لإستخدامه الشخصى أو لجعلها مخزن للنقود لديه.
يشار إلى أن شركة لازوردى بدأت عملها منذ 25 عام فى المملكة العربية السعودية وفى مصر بدأت عام 2002 كشركة مصرية سعودية ويصل عدد عمال الشركة الى 750 عامل فى مختلف التخصصات.
ومن جانبه ..قال نبيل عزت نعيم -وكيل لشركة لازوردي العالمية فى مصر- إن مبيعات الذهب انخفضت هذا العام بنسبة من 30 الى 40 \% عن العام الماضى.
وأضاف أن العميل الذي يدخل سوق الذهب حاليا وهو العميل الذى يستثمر مدخراته فى الذهب بعد الهبوط المستمر فى البورصة والخسائر التى لحقت بها ولكن هذا العميل لا يقبل على شراء المشغولات الذهبية وانما يستثمر امواله فى شراء السبائك او الذهب الكسر .