بيروت (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الاثنين ان 31 شخصا على الاقل قتلوا في أنحاء سوريا في أحدث موجة من العنف خاصة الاشتباكات بين مسلحين يعتقد أنهم من المنشقين عن الجيش والقوات الموالية للرئيس بشار الاسد. وأضاف المرصد السوري ان القتلى الذين سقطوا يوم الاحد بينهم 17 من افراد الجيش وقوات الامن بالاضافة الى 14 مدنيا كثير منهم في مدينة حمص حيث سمعت اصوات اطلاق نار كثيف في وقت مبكر صباح يوم الاثنين.
وتقول الاممالمتحدة ان حملة الاسد على الاحتجاجات التي اندلعت قبل ستة أشهر ضد حكمه المستمر منذ 11 عاما أسفرت عن مقتل 2900 شخص الامر الذي دفع الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات والسعي لاستصدار مشروع قرار من مجلس الامن ضد دمشق.
وفي لوكسمبورج رحب وزراء الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين بتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض "كخطوة ايجابية للامام" ودعوا الدول الاخرى للقيام بالمثل لكنهم لم يصلوا الى حد الدعوة بالاعتراف بالمجلس المناهض للاسد.
وقال عضو بالمجلس الوطني السوري المعارض عقب اجتماع في ستوكهولم ان المجلس يريد الاعتراف به دوليا بصفته ممثلا للمعارضين للاسد لكنه لا يخطط ليكون حكومة بديلة.
وقال عبد الباسط سيدا عضو اللجنة التنفيذية للمجلس والمقيم في السويد في مؤتمر صحفي "دورنا ينتهي مع سقوط هذا النظام" مضيفا ان مناقشات ستجرى بعد ذلك بشأن الانتخابات المستقبلية والديمقراطية الموسعة.
وقال "سنسعى للحصول على اعتراف...ونقول طوال الوقت ان هناك اشخاصا مهمين..اشخاصا على دراية واسعة يستطيعون عمل كل ما هو جيد لسوريا ومستقبل سوريا."
وهددت دمشق يوم الاحد بأنها ستتخذ "اجراءات مشددة" ضد أي دولة تعترف رسميا بالمجلس الوطني المعارض.
ورحب بعض المنتقدين الغربيين للاسد ومن بينهم الولاياتالمتحدة وفرنسا بتشكيل المجلس الوطني السوري لكنهم لم يمنحوه اعترافا دبلوماسيا أو يعرضوا تقديم مساعدة عسكرية مثلما فعلوا مع المعارضين الليبيين الذين أطاحوا بمعمر القذافي.
وتقول سوريا انها تواجه جماعات ارهابية مدعومة من الخارج قتلت 1100 من الجنود وأفراد الامن.
وتحظر سوريا على جميع وسائل الاعلام الاجنبية تقريبا العمل على اراضيها لذلك لا يمكن التحقق من صحة روايات السلطات او النشطاء.
والمظاهرات في اغلبها سلمية غير انه يجري تفريقها عادة بالقوة. ومع ذلك تتزايد التقارير عن ترك المجندين السنة الخدمة وتحولهم ضد قوات الامن التي تسيطر عليها الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد.
وفي حين تقول اغلب الشخصيات المعارضة انها لا تزال تسعى الى الاطاحة بالاسد بالوسائل السلمية قال ارفع ضابط في الجيش ينشق الاسبوع الماضي ان القوة هي السبيل الوحيد لذلك.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ان من يشتبه أنهم منشقون عن الجيش قتلوا ثمانية جنود في هجمات متزامنة استهدفت ثلاث نقاط تابعة للجيش في محافظة ادلب بشمال البلاد.
وأضاف انه في مدينة حمص قتل سبعة مدنيين بالرصاص وقتل ثمانية اخرون لاحقا في اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين يعتقد انهم من المنشقين.
وتابع ان نيران الرشاشات الثقيلة التي أطلقت ليل الاحد وصباح يوم الاثنين دمرت جزئيا ما لا يقل عن خمسة منازل في حي باب السباع بالمدينة في حين داهمت قوات الامن في حي الخالدية المنازل واعتقلت 27 شخصا.
وشهدت حمص بعضا من أسوأ أعمال العنف في الاسابيع القليلة الماضية بما في ذلك الهجمات على المسؤولين المحليين وأساتذة الجامعات.
وينحي كثير من النشطاء على الميليشيات الموالية للاسد والمعروفة باسم الشبيحة باللائمة في عمليات القتل لكن بعض الاهداف لها صلة فيما يبدو بالسلطات التي تقول ان مناوئيها يقفون وراء حوادث القتل.
وقالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان في ماليزيا ان هناك اطرافا تمول وتسلح جماعات في سوريا تقوم بنشر العنف الطائفي وخطف المواطنين واغتيال افضل العلماء والاطباء في محاولة لتمزيق هذا البلد.
واضافت انها ابلغت المسؤولين في كوالالمبور ان سوريا ماضية قدما في الاصلاحات التي تلبي المطالب المشروعة للشعب.
وانهى الاسد رسميا عقودا من حالة الطوارئ وتعهد باجراء انتخابات برلمانية متعددة الاحزاب العام المقبل لكن نشطاء يقولون ان هذه الخطوات لم تحدث فارقا مع تصاعد القتل والتعذيب والاعتقال الجماعي ومداهمات الجيش في الاسابيع الاخيرة.
وفي بغداد حث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوريا على انفتاح نظامها السياسي. وقال لرويترز عندما سألته عن الاصلاحات التي تحتاجها سوريا "نعم بالتاكيد ندعم فكرة انهاء حكم الحزب الواحد والشخص الواحد والطائفة الواحدة والقومية الواحدة."
واضاف "وقلت صراحة نحن ندعم فكرة الدولة التي تعتمد على المواطن الدولة والحكومة التي يعينها المواطن وليس التي تعينها الغرف غير المرئية والمنظورة."
وتقول الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة انها تسعى الى التوازن في علاقاتها العربية لكن نهجها تجاه سوريا محصور بين دعم دمشق حليفة ايران الشيعية والمخاوف من امتداد الاضطرابات الى العراق.
وتحذر سوريا منتقديها في الخارج من مساعدة المعارضة.
وقال وزير الخارجية وليد المعلم في مؤتمر صحفي عقد في دمشق يوم الاحد "أي دولة تعترف بالمجلس السوري المعارض سنتخذ منها اجراءات مشددة" وهو تحذير ردت عليه وزارة الخارجية الفرنسية يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسمها برنار فاليرو "تخطيء السلطات السورية عندما تعتقد بأن التهديد او الترويع او الاغتيال سيمكنها من اسكات الشعب السوري او من يدعمون اماله المشروعة في الحرية والديمقراطية."
وفي تطور لاحق اعلن سوريون مناهضون للاسد في باريس انشاء تكتل من التكنوقراط للمساعدة في ملء فراغ الخبرة داخل المعارضة القائمة ووضع خارطة طريق لسوريا عند سقوط القيادة الحالية.
وولد التحالف السوري من اجل الديمقراطية من رحم الاحباط من بطء تشكيل معارضة منظمة. وانشأ التحالف الطبيب والناشط المقيم في الولاياتالمتحدة أيهم حداد وصاحب تلفزيون المشرق غسان عبود.
وقال عبود ان جماعته لن تتنافس مع المجلس لكنها تهدف الى جلب تكنوقراط محايديين من كل مكان لتجميع الخبرات بشأن كيفية تنسيق عملية التغيير في سوريا.
واضاف انه يحترم جميع الجهود التي بذلك لتوحيد المعارضة لكن هذا المجلس يجب ان يكون لديه ارادة الشعب داخل سوريا وان يوضح موقفه.
ومضى يقول ان الجميع الان لديه هدف مشترك وهو ضرورة اسقاط النظام لكن الاحزاب السياسية ليست مستعدة لقيادة البلاد بعد سقوط النظام.