دمشق (ا ف ب) - سيطر الجيش السوري الاحد على مدينة الرستن في محافظة حمص بعد مواجهات عنيفة بين عسكريين ومنشقين عن الجيش، فيما اعلن معارضون في اسطنبول ولادة المجلس الوطني السوري ك"اطار موحد للمعارضة السورية". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "الجيش السوري سيطر بالكامل على الرستن" المدينة التي تبعد 160 كلم شمال دمشق، موضحا ان "خمسين دبابة غادرت المدينة الاحد".
واضاف ان "منازل عدة دمرت والوضع الانساني سيء جدا. لدينا معلومات عن عشرات المدنيين الذين قتلوا ودفنوا في حدائق المنازل خلال قصف الجيش الذي استمر اربعة ايام للمدينة".
واعلن ضباط منشقون عن الجيش مساء الجمعة في بيان "الانسحاب من الرستن" بسبب "التعزيزات الكبيرة والاسلحة التي تستخدمها عصابات الاسد (..) فقررنا الانسحاب كي نواصل الكفاح من اجل الحرية".
من جهتها، قالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان "الامن والهدوء عادا الى الرستن وبدأت المدينة باستعادة عافيتها ودورة حياتها الطبيعية بعد دخول وحدات من قوات حفظ النظام مدعومة بوحدات من الجيش اليها وتصديها للمجموعات الارهابية المسلحة".
واضافت الوكالة ان هذه المجموعات "روعت الاهالي واعتدت بمختلف صنوف الاسلحة على قوات حفظ النظام والجيش والمواطنين واقامت الحواجز في المدينة واغلقت طرقاتها الرئيسية والفرعية وعزلتها عن محيطها".
وسقط سبعة قتلى جدد السبت بين المحتجين على نظام الرئيس بشار الاسد، ثلاثة منهم في معارك بين العسكريين والمنشقين في الرستن.
وفي "محافظة ادلب سلمت السلطات السورية جثماني مواطنين اثنين الى ذويهما في مدينة خان شيخون كانت السلطات الامنية السورية قد اعتقلتهما قبل ايام خلال ملاحقة مطلوبين للاجهزة الامنية"، كما اضاف المرصد.
وذكر المرصد ان "قوات الامن السورية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات منذ صباح الاحد في مدينة حرستا بريف دمشق واسفرت الحملة المستمرة عن اعتقال 27 شخصا حتى الان".
من جهة اخرى، افاد المرصد انه "علم ان دورية تابعة لفرع المخابرات الجوية في حمص اعتقلت ظهر امس السبت المعارض منصور الاتاسي من مكتبه في حي الخالدية ولا يزال مصيره مجهولا".
ودعا الى الافراج عن المعارض منصور الاتاسي (63 سنة) القيادي في هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديموقراطي، "وعن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية ويدين المرصد بشدة استمرار السلطات الأمنية السورية ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارىء".
من جانب اخر، دعا ناشطون من اجل الديموقراطية على موقع فيسبوك جامعات دمشق وتشرين (اللاذقية) وحلب وحمص والفرات (دير الزور)الى التظاهر الاحد الثاني من تشرين الاول/اكتوبر.
وجاء في البيان "اليوم يوم انتفاضة جامعاتنا، الجميع يعلم الخوف الذي يتملك نظام الجامعيين".
من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان سارية حسون ابن مفتي الجمهورية السورية احمد بدر الدين حسون اصيب بجروح في كمين على الطريق بين حلب وادلب.
ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة إدلب ان "المسلحين نصبوا كمينا لسيارة الدكتور العمر بالقرب من جامعة ايبلا على طريق إدلب حلب وقاموا بإطلاق النار عليها بكثافة ما أدى إلى استشهاد الدكتور العمر وإصابة نجل مفتي الجمهورية".
وقد اوقع قمع حركة الاحتجاج منذ منتصف اذار/مارس اكثر من 2700 قتيل بحسب اخر تقرير صدر عن الاممالمتحدة قبل اسبوع.
وفي اسطنبول، اعلن المفكر السوري المستقل المعارض برهان غليون الاحد البيان التأسيسي للمجلس الوطني السوري المعارض الذي اعتبر انه يشكل "اطارا موحدا للمعارضة السورية" يضم اطيافا سياسية مختلفة من الليبراليين الى الاخوان المسلمين الى لجان التنسيق المحلية.
وقال غليون في مؤتمر صحافي في ختام ايام عدة من الاجتماعات ضمت معارضين سوريين ان هذا المجلس هو "العنوان الرئيسي للثورة السورية ويمثلها في الداخل والخارج، ويعمل على تعبئة فئات الشعب السورية وتوفير الدعم اللازم من اجل تقدم الثورة وتحقيق تطلعات شعبنا باسقاط النظام القائم بكل اركانه بما فيه رأس النظام، واقامة دولة مدنية دون تمييز على اساس القومية او الجنس او المعتقد الديني او السياسي.. وهو مجلس منفتح على جميع السوريين الملتزمين بمبادئ الثورة السلمية واهدافها".
والشخصيات التي وقعت على البيان بحسب ما اعلن في المؤتمر الصحافي هي سمير نشار رئيس الامانة العامة لاعلان دمشق، وبسمة قضماني الناطقة الاعلامية عضو الهيئة الادارية للمجلس الوطني السوري، المفكر برهان غليون، محمد رياض الشقفة المراقب العام للاخوان المسلمين، عبد الباسط سيدا ممثل القوى والاحزاب الكردية، وعبد الاحد صطيفو عن المنظمة الاشورية الديموقراطية.
ويعتبر الاعلان عن هذا المجلس تتويجا لاتصالات طويلة لتوحيد المعارضة السورية، وافادت اوساط دبلوماسية في دمشق ان الاعلان عن هذا المجلس جاء نتيجة اتفاق بين الاتراك والاميركيين والاخوان المسلمين اتاح توحد التيارات المعارضة الاساسية وهي الاسلامية والقومية والليبرالية.