قتل ما لا يقل عن 15 متظاهرا أمس، عندما فتحت القوات السورية النار على مسيرات احتجاجية ضمت عشرات الآلاف، خرجوا في عدة مدن وبلدات يطالبون بالديموقراطية، في ما سماه الناشطون السوريون (جمعة النصر لشامنا ويمننا). في الوقت نفسه، استمرت المعارك بين قوات الجيش ومنشقين في حمص (وسط) أسفرت عن سقوط 10 مدنيين، بينهم طفل، و7 عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد. كما قتل 11 مدنيا في حماة في اشتباكات مماثلة بين الجيش ومنشقين، وشهدت القامشلي اشتباكات للمرة الأولى وسط تقارير عن وقوع إصابات، بينما أشارت تقارير عن تفكيك عبوة ناسفة في درعا (جنوب) وضبط سيارة أسلحة تحوي صواريخ وقذائف. وأراد الناشطون السوريون أن يضموا تحركهم هذا الأسبوع الى تحرك أقرانهم في اليمن، الذين يطالبون أيضا بالديموقراطية وبإصلاحات سياسية. وتحت شعار (النصر لشامنا ويمننا.. والشعب أقوى من الطاغية)، خرج عشرات الآلاف من السوريين الى الشوارع بعد صلاة الجمعة، في حماة وحمص ودرعا وريفها ومعرة النعمان وعامودا وإدلب ودوما واللاذقية ودير الزور ومناطق في حلب ودمشق وريفها. أما في دوما في ريف دمشق، فجاء التبكير بالتظاهرة تفاديا للحضور الأمني الكثيف، الذي عادة ما يفرضه النظام عقب صلاة الجمعة مباشرة لمنع المواطنين من المشاركة في التظاهرات. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون إن الأمن السوري أطلق النار مباشرة على المتظاهرين في معضمية الشام، ونفذ حملة دهم واعتقالات، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى. وخرجت تظاهرة تنادي بالحرية من أمام مسجد الجامع الكبير في عامودا في ريف الحسكة، وأخرى أمام مسجد قاسمو في القامشلي التي شهدت اشتباكات أوقعت اصابات في صفوف المدنيين، وفي معرة النعمان في إدلب، حيث سقط عدد من الجرحى برصاص الأمن. وأكدت لجان التنسيق المحلية سقوط قتيل برصاص الأمن السوري وإطلاق نار كثيف بكفر زيتا في حماة، كما قال المرصد إن أكثر من ثلاثة قتلى وجرحى سقطوا في حي الحميدية بالمدينة نفسها. وأضافت اللجان أن دبابات دخلت إلى مدينة القورية في دير الزور، وأن القناصة انتشروا على الأسطح، فيما هتف المتظاهرون (سورية تريد الحرية) في حمص حيث سقط قتلى وجرحى. في مدينة الرستن (60 كلم شمال حمص) حيث تدور مواجهات عنيفة منذ اربعة أيام بين الجيش والمنشقين، استشهد 3 مواطنين، بينهم طفل، برصاص طائش خلال مداهمات أمنية. كما استشهد أربعة مواطنين في حي الخالدية والبياضة أيضا خلال مداهمات وإطلاق رصاص، فيما عثر على جثمان شاب من حي الشماس. وكان المرصد قال إن مواطنين اثنين استشهدا خلال الليل. كما تحدث عن وجود جرحى في حالات حرجة في المدينة يصعب إسعافهم بسبب استمرار العمليات العسكرية هناك. وتحدث ناشطون عن هجمات على المتاريس التي أقامها الجيش قرب بلدة تلبيسة المحاذية والتي تطالها العملية العسكرية أيضا. من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري أن (مجموعات مسلحة) قتلت في الرستن 7عسكريين بينهم ضابطان، أحدهما برتبة عميد، في حين قتل في تلكلخ ثلاثة من قوات حفظ النظام. وأعلن المرصد من جهة اخرى ان اشتباكات بين منشقين وعناصر من الجيش السوري وقعت في ريف حماة ما أسفر عن مقتل 11 مدنيا. كذلك شهدت سراقب (في محافظة ادلب شمال غرب البلاد) ليل الخميس الجمعة إطلاق نار من مدرعات، مما أدى الى استشهاد شاب وجرح آخرين. وأكد المرصد وصول تعزيزات عسكرية الى المدينة. كما تحدثت اللجان المحلية عن اضطرابات في أنحاء البلاد، بما في ذلك حلب ثاني كبرى المدن السورية ومدينة اللاذقية الساحلية، فضلا عن ضواح في دمشق، اذ اكدت حصول إطلاق نار في جنوب حي القابون في دمشق. إلى ذلك، ذكرت أنباء أن وحدات الهندسة في درعا (فككت عبوة ناسفة تزن 12 كلغ كانت مزروعة جنوب الجامع العمري)، وهو المسجد الذي انطلقت منه شرارة التظاهرات الاحتجاجية في المدينة قبل أن تنتشر في أنحاء البلاد. كما ضبطت (الجهات المختصة) في حمص شاحنة تحتوي على مخبأ سري وبداخله 125 بندقية من نوع (بمبكشن اوتوماتيك وكميات من الطلقات الخاصة بالمسدسات يتجاوز عددها 30 ألف طلقة من عيارات مختلفة)، بالإضافة إلى صواريخ كوبرا وقذائف آر بي جي.