صنعاء (رويترز) - تعرض مخيم احتجاج تابع للمعارضة في صنعاء لقصف بالمورتر ونيران القناصة يوم السبت وقال الخصم العسكري الرئيسي للرئيس علي عبد الله صالح ان عودة صالح لليمن بعد غياب استمر ثلاثة اشهر قد تثير حربا اهلية. وقد يتعلق الاتجاه الذي سيسلكه اليمن بعد اشهر من الاضطرابات وستة ايام من اعمال العنف الكبيرة في صنعاء على كلمة من المتوقع ان يوجهها صالح عبر التلفزيون الرسمي يوم الاحد. وقال شهود عيان ومحتجون في وقت سابق السبت ان القوات الحكومية هاجمت مخيم الاحتجاج الرئيسي للمعارضة في صنعاء مما ادى الى قتل 17 محتجا وجنديا متحالفين مع المعارضة. وفر المئات من الغارة التي نفذت عند منتصف الليل على مخيم "ساحة التغيير" ومن قذائف المورتر ونيران القناصة التي استمرت حتى الصباح. وقال اللواء على محسن -قائد الفرقة المدرعة الاولى التي انشقت على الرئيس اليمني- ان عودة صالح "كارثة كبرى" ودعا القوى الغربية الي منعه من اشعال حرب اهلية. واضاف محسن في بيان ان بمقدور قواته ازاحة صالح من السلطة. ومضى قائلا "الجيش المؤيد للثورة قادر على المجابهة ويمكنه حسم الوضع واستعادة السلطة التي اغتصبتها عصابته (عائلة صالح)." ويشهد اليمن احتجاجات تطالب بتنحي صالح منذ يناير كانون الثاني. ودعت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما صالح الى التنحي عن السلطة وترتيب اجراء انتخابات رئاسية بحلول نهاية العام. ويتهم زعماء الاحتجاج ادارة صالح بالفساد والعنف ضد المتظاهرين وعدم فعل شيء لتخفيف حدة الفقر الواسع الانتشار. ويواجه اليمن ايضا تمردا من جانب متشددي القاعدة وهدنة غير مستقرة مع مقاتلين شيعة في الشمال وانفصالا في الجنوب. وقال بعض كبار الدبلوماسيين الذين يعملون خلف الكواليس للتفاوض من اجل ابرام اتفاق لنقل السلطة ان هناك علامات"ايجابية" وان جماعات المعارضة السياسية مستعدة على ما يبدو للعمل مع صالح بشأن التوصل لاتفاق. وساد الهدوء صنعاء مساء السبت بعد يوم من الاشتباكات واستعراض القوة عندما اطلقت قوات محسن والقوات الحكومية الصواريخ في الهواء. وقال محتجون ان القوات المهاجمة شملت قوات من الحرس الجمهوري والامن المركزي. غير ان وزير الداخلية مطهر المصري نفى وقوع الغارة منحيا باللائمة في اطلاق النار على "متطرفين". وقال المجلس الوطني للمحتجين ان هذا العدوان الوحشي يتزامن مع عودة صالح من الرياض . واضاف ان هذا النظام العائلي مصر على جر البلاد الى حرب ضروس بمهاجمة ساحة التغيير. وكان صالح توجه الى السعودية للعلاج في يونيو حزيران عندما تعرض لحروق شديدة خلال محاولة لاغتياله. وقال صالح لدى عودته الى اليمن يوم الجمعة انه يريد هدنة لانهاء ايام من القتال العنيف في صنعاء. واضاف ان وقف اطلاق النار سيتيح الفرصة لاجراء محادثات سلام. ونقل التلفزيون اليمني عن صالح قوله "لقد عدت الى الوطن حاملا معي حمامة السلام وغصن الزيتون." ونقلت وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن صالح دعوته ايضا الى اخلاء العاصمة اليمنية صنعاء من "كل العناصر المسلحة" وازالة نقاط التفتيش والحواجز على الطرق. وقال طبيب في مسجد تحول الى مستشفى ميداني ان ما لا يقل عن ستة محتجين قتلوا منذ هجوم السبت . وقال مكتب اللواء علي محسن ان 11 جنديا من الفرقة الاولى المدرعة التي يرأسها لقوا حتفهم ايضا. وتدفق عشرات الجرحى الى مستشفيات مؤقتة خلال الليل. وقال محتجون في مخيم المعارضة الممتد لمسافة اربعة كيلومترات والذي يطلق عليه المحتجون "ساحة التغيير" ان النار اشتعلت في بعض المباني والخيام وان المحتجين تقهقروا لمسافة نصف كيلومتر تقريبا. وصعد المحتجون من مسيراتهم في صنعاء الاسبوع الماضي بدخول منطقة تسيطر عليها القوات الحكومية مما ادى الى نشوب معركة بين القوات الموالية لصالح والمؤيدة للمعارضة. وقتل نحو 100 محتج في خمسة ايام من اراقة الدماء. وتصور يمنيون كثيرون انهم شهدوا نهاية صالح عندما سافر الى السعودية في يونيو حزيران لتلقي العلاج بعد انفجار قنبلة في قصره الرئاسي واصابته بحروق شديدة. وشارك صالح بالفعل في المحادثات التي توسط فيها مجلس التعاون الخليجي من اجل رحيله عن السلطة وسبق ان تعهد اكثر من مرة بالتنحي لكنه تراجع عن وعوده في اللحظة الاخيرة.