في نهاية شهر أغسطس الماضي، قبل نحو شهر ونصف من عملية "طوفان الأقصى"، أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدًا باغتيال صالح العاروري، القيادي في حركة حماس. حماس ترد على اغتيال العاروري: ساحة الحرب مع إسرائيل "مفتوحة" تصعيد متبادل واغتيال العاروري.. هل يدخل حزب الله على خط المواجهة الشاملة مع إسرائيل؟ العميد سمير راغب: هكذا سيكون رد حزب الله على اغتيال العاروري رئيس بلدية كريات شمونة: واثق أن حزب الله سيرد على عملية اغتيال صالح العاروري جاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد التحريض في إسرائيل ضد العاروري، حيث اتُهم بالمسؤولية عن إعادة بناء البنية التحتية لحماس في الضفة الغربية وتشكيل خلايا للحركة في لبنان.
وكان رد العاروري بسيطًا في ذلك الوقت، حيث نشر صورة له وهو يرتدي الزي العسكري ويجري مكالمة، وأمامه سلاح شخصي طويل، وكان هذا المشهد يعبّر عن التهديدات المتبادلة التي استمرت لسنوات، بدءًا من عام 2014 عندما أصبح العاروري هدفًا للاغتيال، وانتهت باغتياله فعليًا في اليوم الثاني من عام 2024، بعد ما يقرب من 10 أعوام من التهديدات و3 أشهر من عملية "طوفان الأقصى" التي اعتبرت إسرائيل أن العاروري كان وراءها. صالح العاروري من هو صالح العاروري؟ * صالح العاروري هو قائد في حركة حماس، ولم يكن اسمه معروفًا على نطاق واسع حتى تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية في مارس 2010. * ومنذ ذلك الحين، أصبح واحدًا من أبرز المطلوبين للحركة، خاصة بعد أن اتُهمت حماس بإشعال حرب في عام 2014، وظل العاروري في صدارة القائمة. * قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، اضطر نتنياهو لتهديده شخصيًا باغتياله، وتم تنفيذ التهديد في النهاية. * بعد الإفراج عنه من السجن، أصبح اسم العاروري شهيرًا بشكل أكبر، حيث تم إبعاده من الأراضي الفلسطينية ونقله إلى دمشق كجزء من اتفاق الإفراج. * ثم تلاشى اسمه قليلًا، ولكنه نجح في الانضمام إلى المكتب السياسي لحركة حماس والعيش في تركيا بعد الأزمة التي نشبت بين حماس وسوريا على خلفية الأحداث المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. * في عام 2014، تكرر اسم العاروري عدة مرات، حيث اتهمته إسرائيل في يونيو بالضلوع في خطف وقتل 3 مستوطنين إسرائيليين، ورغم إنكار "حماس"، اعترف العاروري شخصيًا بالمسؤولية. في أغسطس من نفس العام، اتهمته إسرائيل بتشكيل خلية للاعتداء على الرئيس الفلسطيني، ورد العاروري بالتسوية مع "فتح". * ظل العاروري مصدر جدل، حيث استُخدم اسمه في هجمات إسرائيل على تركيا. وبعد حرب "طوفان الأقصى"، أصبحت إسرائيل تركز عليه بشكل أكبر، واعتبرته الشخصية الأكثر خطورة داخل "حماس". أُقتحم منزله في الضفة الغربية، وحول إلى مقر للتحقيق الإسرائيلي. * وتحدثت وسائل الإعلام عن حملة دولية للاستيلاء على العاروري، مع اعتباره وصلة بين "حماس"، إيران و"حزب الله". كان مُدرجًا على قائمة العقوبات الأميركية، ووُعد بمكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه أو مقتله. العاروري * العاروري، المنحدر من قرية عارورة شمال غربي رام الله، ولد في 19 أغسطس 1969. * أكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قريته، وأكمل دراسته الثانوية في رام الله، ثم انضم إلى جامعة الخليل حيث درس العلوم الشرعية. * شارك في النشاط الإسلامي وكان "أمير" للكتلة الإسلامية بمجرد انطلاق حركة "حماس" في عام 1987. * ألقي القبض عليه للمرة الأولى في 1990، واتُهم في وقت لاحق بتأسيس "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل "حماس". تعرض للسجن وتردد فيه حتى أُبعد عن البلاد في عام 2010. * في عام 2021، انتُخب العاروري رئيسًا لحركة "حماس" في الضفة الغربية، وكذلك نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.