يعد الحاجز المرجاني العظيم تشكيل من الشعاب المرجانية وهو أكبر حاجز طبيعي على وجة الأرض ويقع شمال أستراليا بالقرب من ولاية كوينزلاند شاغلًا مساحة 2300 كيلومتر من المحيط الهادي. ويعتبر الحاجز المرجاني موقع هام لعدد هائل من الحيوانات والنباتات البحرية ويمثل مصدرًا لغذائها وثروة غذائية وسياحية. ولم يعد الأمر على ما هو عليه الآن بسبب التلوث الحاصل في مياه المحيط والاحتباس الحراري الذي أدى إلى زيادة نسبة الكربون في مياه غالبية المحيطات. وتعاني الشعاب المرجانية بالمحيط الهادي من حالة تعرف بالإبيضاض وهي تحول معظم الشعاب للون الأبيض بسبب موت البروتوزوا التكافلية التي تشبه الطحالب والتي بطبيعة الحال تفقد صبغتها الهامة لتلك الشعاب. ويشير علماء الأحياء أن أسباب ابيضاض الشعاب تتمثل في زيادة درجة حرارة المياه بسبب الإشعاع الشمسي وكذلك زيادة الأشعة فوق البنفسجية. وقد تحدث أيضا بسبب نقص الإشعاع الشمسي حيث أنه هام للشعاب المرجانية لتقوم بعملية التمثيل الضوئي. ومن ضمن الأسباب التي تسبب ابيضاض الشعاب زيادة العوالق الحيوانية بالمياه محدثةً تغيرًا في تركيب أو كيمياء المياه وملوحتها. وكذلك التعرض للمد الجوي المنخفض أو هبوب الرياح وأخيرًا زيادة ترسيب الطمي الذي يعوق جريان المياه بيسر نحو الشعاب. الشعاب المرجانية.. خزانة الأدوية على سطح الأرض يعيش أكثر من مائتان وسبعمائة وخمسة مليون فرد بجانب أماكن الشعاب ويعتمد خمسمائة مليون فرد على الشعاب المرجانية في الحصول على الغذاء وحماية المناطق الساحلية حيث تشكل حواجز طبيعية تحمي السواحل من قوى ارتطام أمواج المحيط بالتالي تحمي المساكن الساحلية والأراضي الزراعية والشواطئ والقرى الساحلية المجاورة للمحيط. وتعتمد أكثر من نصف أدوية مرض السرطان الجديدة على المواد المستخلصة من الكائنات الحية التي تعيش في الشعاب المرجانية مثل مركب ARA_C ويتم استخدام مستخلصات كيميائية تستخدم في علاج القرح وانسداد الأوعية الدموية وأمراض القلب وكذلك في علاج فيروس نقص المناعة البشرية وغيره من الفيروسات باستخدام مركبي AZT، وARA_A. وتساعد الشعاب المرجانية بنحو ربع مجموع المصيد السمكي حيث توفر الغذاء لنحو مليار شخص بآسيا وحدها. تصادمات نتيجة القلق بشأن شعاب أستراليا وتجري حماية هذا الحاجز المرجاني من التعديات والتغيرات المناخية والبيئية بواسطة لجنة حماية ايكولوجية الحاجز المرجاني وعدة جهات أخرى منها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو ويشير علماء البيئة والبحث العلمي إلى مخاطر وخيمة وتدهور غير مسبق في حالة الحاجز المرجاني بأستراليا مع احتمال تأثره أكثر بوصول ظاهرة تعرف ب " لنينيو " وهي ارتفاع درجة حرارة المحيط واحتباسها بحلول فترة الصيف بأستراليا وصدم العلماء بقرار لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو بعدم إدراج الحاجز المرجاني إلى قائمة المواقع الطبيعية المعرضة للخطر على الرغم من الأدلة الظاهرة الوضوح التي تؤكد تعرضه لخطر ابيضاض كامل بنهاية الصيف المقبل من جانبها صرحت اللجنة خلال اجتماعا لها في باريس أن الحكومة الأسترالية تحرز تقدم في الحفاظ الشعاب المرجانية وحمايته من التغيرات البيئية وتلوث المحيطات.
