عرض التلفزيون السوري الرسمي إعترافات لأحد عملاء الموساد الإسرائيلي إياد يوسف إنعيم الذي تمَّ إعتقاله من قبل أجهزة الأمن السورية والتحقيق معه وثبت تورطه في تسهيل عملية إغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان). وكشف الجاسوس إنعيم وهو فلسطيني يحمل الجنسية الاردنية من مواليد عام 1976 أنه بناء على توجيهات إسرائيلية توجه إلى دمشق مرتين للتأكد من وجود أي تجمع لأي منظمة سياسية غير سورية كتجمع لحزب الله او حركة حماس ولكنه في المرتين لم يتمكن من الوصول إلى هذه المعلومة، واضاف أن الضابط الإسرائيلي الذي كان على تواصل معه طلب منه التوجه مرة ثالثة وزوده باسم شارع فرعي ولكنه جال فيه ولم يجد أي تجمع سياسي. ولفت إنعيم إلى أنه «رأى في الشارع الفرعي شخصا يحمل جريدة وشخصين في سيارة كورية فعاد إلى الشارع الرئيسي ولكن الصهاينة اتصلوا به وطلبوا منه التأكد من وجود سيارة باجيرو وقد رأها تدخل إلى ذلك الشارع الفرعي بالإضافة إلى سيارة مرسيدس فأعطى رقم الباجيرو للصهاينة»، وتابع أن «الضابط الاسرائيلي طلب منه أن يرى أين ستركن الباجيرو لكنه رفض لأن ذلك قد يعرضه للخطر وعاد إلى اللاذقية». وقال الجاسوس إنعيم إن «الصهاينة طلبوا منه التأكد من وجود سيارة نوع باجيرو فضية اللون قرب إحدى الشقق في شارع فرعي بالعاصمة السورية دمشق»، وأضاف أنه «أعطى الصهاينة رقم هذه السيارة قبل يوم واحد من الجريمة»، اي في 12/2/2008 . وانه عرف في اليوم التالي انه تم اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في السيارة عينها التي كان قد رآها قبل يوم من الحادث. وفيما لفت الجاسوس إنعيم الى إنه «تمَّ تجنيده من قبل الموساد الاسرائيلي بعد تخرجه من كلية الفلسفة في مدينة اللاذقية السورية (شمال غرب) في العام 2000»، تابع أن «الصهاينة طلبوا منه معلومات عن ميناءي طرطوس واللاذقية والسفن والحاويات التي بداخلهما»، وأوضح أن «الصهاينة كانوا يسألونه عن طبيعة مدينة اللاذقية وبالمسائل الديمغرافية كطوائف السكان وإذا كان هنالك كنائس أو لا». واوضح ان المعلومات التي كانت تطلبها اسرائيل تتعلق بطبيعة مدينة اللاذقية وبالمسائل الديمغرافية كطوائف السكان واذا كان هنالك كنائس او لم يكن، وبالنسبة لعمل الناس ودواماتهم بالاضافة الى المسائل المتعلقة بميناءي طرطوس واللاذقية، وقالوا لي ان ما يهمنا هو ارقام السفن، والاكثر اهمية بالنسبة لهم هي الحاويات وقدرة استيعاب المرفأ. واشار الى ان المشروبات والنساء والمحادثات الطويلة كانت ممنوعة عليه وكذلك كان مطلوب منه تجنب التواصل مع اي شخص يعمل بمؤسسات امنية. وفد روسي في زيارة ل4 ايام على صعيد آخر، بدأ وفد المجلس الاتحادي الروسي امس زيارة الى سوريا تستمر اربعة ايام يجري خلالها لقاءات مع عدد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية. وقال رئيس الوفد نائب رئيس المجلس الاتحادي الروسي الياس اوماخانوف لوكالة سانا انه انطلاقا من السياسة المبدئية لروسيا الاتحادية التي تؤكد على عدم قبول التدخل في شؤون الدول الاخرى فنحن نؤكد استعدادنا المشاركة والتعاون لدفع الحوار الوطني في سورية والذي يجب ان يحدث في مناخ طبيعي دون عنف موضحا ان الزيارة تأتي في اطار تعزيز الصداقة مع الاصدقاء في سورية. واوضح ان الزيارة تتضمن برنامج عمل مكثفا ولقاءات متنوعة مع ممثلي مختلف الفعاليات السياسية والمستقلة والمعارضة للاطلاع على توجهات هذه القوى السياسية. وقال: على هذا الاساس يمكن التعاون مع مختلف الفرقاء للخروج برؤى توحد المجتمع السوري من اجل افساح المجال لتطبيق الاصلاحات التي يتم الحديث عنها اليوم بشكل فعال. جلسات الحوار وفي مجال آخر، تواصلت في المحافظات والجامعات امس جلسات الحوار الوطني بمشاركة فعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية وممثلي النقابات والمؤسسات الأهلية وشخصيات أكاديمية مستقلة ومعارضة للوصول إلى صياغات وطنية مشتركة تعزز الديمقراطية والتعددية السياسية وتستجيب لهموم وطموحات المواطنين وترسم ملامح المرحلة المقبلة في سورية بما يحفظ الوحدة الوطنية ويعزز دور سورية الاقليمي والدولي ويحافظ على استقلالية القرار الوطني ويحصن المجتمع ضد المؤامرات الخارجية. وفي دمشق استمرت لليوم الخامس على التوالي جلسات الحوار الوطني التي تنظمها محافظة دمشق بمشاركة 350 شخصية سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وإعلامية وفنية وثقافية يمثلون مختلف فئات الشعب بكل توجهاته تحت عنوان «رؤية مستقبلية لبناء سورية» وذلك في مدينة المعارض الجديدة. وتركزت مناقشات امس حول المحور الاقتصادي والاجتماعي الذي تضمن السياسة المالية والضريبية والسياسية التجارية كالتصدير والاستيراد وحماية المنتج الوطني والتشغيل والاستثمار المحلي والأجنبي وأولويات قطاعات التنمية. الوضع الميداني على الصعيد الامني، ذكرت وكالة الانباء السورية «سانا» ان عنصرا من قوات حفظ النظام استشهد واخرا اصيب بجروح في كمين نصبته مجموعة ارهابية مسلحة لسيارة خدمة عند مدخل مدينة خان شيخونن. وقال مصدر في قيادة شرطة ادلب ان المجموعة الارهابية استهدفت سيارة مخصصة لنقل الطعام حيث ترصدتها عقب عودتها من قرية الهبيط التابعة لمنطقة خان شيخون وقامت باطلاق النار على العناصر واحراق السيارة بشكل كامل. وذكرت الوكالة ان العنصر الجريح استشهد عقب قيام المسلحين بملاحقته الى احد بيوت المنطقة واطلاق النار عليه وان المجموعة اطلقت النار اثناء فرارها عشوائيا ما ادى الى جرح كل من المدنيين ليندا ابو عماش وزياد طعان. وفي حمص ذكرت سانا نقلا عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة ان خمسة عناصر من قوات حفظ النظام اصيبوا بجروح اثر تعرضهم لكمين من قبل مجموعة ارهابية مسلحة قبل ظهر امس قرب قرية الضبعة شمال منطقة القصير بحمص، واوضح المصدر ان المسلحين اطلقوا النار على عناصر حفظ النظام ما ادى الى اصابتهم بحروح متوسطة اسعفوا لتلقي العلاج اللازم. كما ذكرت الوكالة ان الرقيب اسماعيل سليمان العايد من قوات حفط النظام استشهد وجرح اربعة اخرون في بصر الحرير بدرعا بعد تعرضهم لهجوم من مجموعات مسلحة من جهات عدة بينها اطلاق نار من مئذنة احد جوامع المنطقة، كماتم اعتقال عدد من المسلحين المهاجمين. وبث التلفزيون العربي السوري لقطات مباشرة وصورا حية من الساحات والشوارع العامة في معظم المحافظات السورية تبين حالة الهدوء والنشاط الطبيعي للمواطنين وهم يمارسون اشغالهم اليومية المعتادة خلافا لما تبثه قنوات التحريض والتضليل ضد سورية من اخبار كاذبة تدل على افلاس هذه القنوات ومن يقف وراءها. وصرح مصدر اعلامي امس انه لا اساس من الصحة لما تبثه بعض الفضائيات عن اعداد القتلى في بعض المحافظات السورية مؤكدا ان هذه الاعداد لا وجود لها. واضاف المصدر ان ما تبثه هذه القنوات الفضائية يندرج في اطار حملة التحريض وتزييف الحقائق التي تعتمدها منذ بدء هذه الاحداث في سورية. المعارضة وكان نشطاء قالوا امس إن قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 20 شخصا يوم الجمعة وانتشرت بكثافة في المناطق الريفية حول دمشق في محاولة لقمع. وعلى الرغم من هذا الوجود المكثف لقوات الامن قال نشطاء ان المظاهرات اندلعت على اطراف العاصمة وفي محافظة ادلب في الشمال على الحدود مع تركيا وفي مناطق اخرى في سوريا وان المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها «مستمرون حتى اسقاط النظام».