متابعة كل صغيرة وكبيرة من مهام منصبى وصولًا إلى ضبط أداء المنشأة اقتصاديًا أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، باحث مشارك بمنتدى البحوث الاقتصادية، عمل مستشارا للعديد من المنظمات الدولية كالبنك الدولى والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، ومستشارا ثقافيا لمصر فى إحدى الدول إلا أنه لم يتوقع اختياره رئيسا تنفيذيا لهيئة المتحف القومى للحضارة ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب.. إنه الدكتور أحمد غنيم. فى مكتبه الذى تحتله طاولة اجتماعات طويلة لا تفرغ من الاجتماعات والمناقشات داخل المتحف الموجود فى الفسطاط، حاورت «الفجر» الدكتور أحمد غنيم، لتتعرف منه على طبيعة مهام منصبه وأبرز ما يدور داخل واحد من أهم المتاحف المصرية. ■ بداية.. ما علاقة الاقتصاد والعلوم السياسية بالآثار والمتاحف؟ - اختيارى كان مفاجأة لى شخصيا ولكن عندما التقيت بالسيد وزير السياحة والآثار وجدت أن لديه رؤية بأن يتحول المتحف لهيئة اقتصادية وبالتالى كان فى حاجة لشخص اقتصادى، مع خلفيتى الثقافية نظرا لعملى مستشارا ثقافيا لمصر فى ألمانيا والنمسا. ■ إذن اختيارك كان لأهداف محددة هل من الممكن أن تشرحها لنا؟ - المتحف القومى للحضارة ليس مجرد صرح أثرى فقط لكن هيئة ثقافية بموجب القانون الصادر برقم 20 لسنة 2020، ومن مهام منصبى متابعة كافة الأمور الصغيرة والكبيرة بدءا من مهام الصيانة والتشغيل وخدمات الزائرين، وصولا إلى ضبط أداء المنشأة اقتصاديا وماليا، ووضع رؤية ثقافية بجانب الأثرية. ■ هل يمكن أن تشرح لنا كيف سيكون المتحف صرحا ثقافيا عالميا؟ - لدينا مجموعة من المسارح والسينما وقاعة محاضرات أحاول بالتعاون مع المجموعة التى تعمل معى استغلالهم على الوجه الأمثل خاصةً أننا لاحظنا أن المجتمع متعطش بمختلف فئاته للأنشطة الثقافية لذا نحاول إحياء هذا المكان من خلال إحياء الأنشطة الثقافية ذات الذوق الراقى والتى تعكس الحضارة المصرية أو من خلال شراكات جديدة مع حضارات أخرى،. ■ كيف يمكن للمواطن المصرى أن يعلم بالأنشطة التى يقدمها المتحف؟ -يقدم المتحف بشكل يومى ورش تدريبية تتعلق بالحضارة المصرية أو بحضارات أخرى عبارة عن ورش للخط العربى أو الهيلوغريفى أو ورش لصناعة الخزف أو فن التلى والتكفيت، أو معارض فنية وجميعها يكون متاحا للجمهور كله ويتم الإعلان عنه من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى. ولدينا كذلك الفاعليات المتخصصة كالمحاضرات والحفل الموسيقى وخلافه وتكون عبر توجيه الدعوات للحضور من مختلف فئات وطوائف المجتمع، ويتم بثها مباشرا حتى يتسنى للجميع مشاهدتها أو متابعتها. ■ فيما يخص الأطفال كيف تعاملتم مع المدارس؟ - فى بداية عملى بالمتحف كانت المدارس مغلقة بفعل جائحة كورونا فبدأنا الاتصال بهم ودعوتهم وحرصنا على التنويع ما بين مدارس حكومية وخاصة ودولية ومدارس ذوى الهمم والصم والبكم فنفذنا أكثر من عرض. ■ لدينا فى مدينة واحدة «القاهرة» أكثر من متحف وكل منهم يتميز بالضخامة والأهمية كالمتحف الكبير ومتحف الحضارة والمتحف المصرى وقريبا متحف العاصمة الإدارية.. كيف سيفرض متحف الحضارة نفسه وسط كل ذلك؟ - أكيد وجود كل تلك المتاحف سيؤثر، ولذلك فقد قررنا أن ننافس أنفسنا وأن نستمر فى العمل لتحويل هذا الصرح لأكبر من مجرد متحف فبخلاف كون متحف الحضارة مفتوحًا على جميع الحضارات وغير مختص بحضارة واحدة، فإنه يتميز كذلك بالاعتماد على التكنولوجيا بصورة أكبر بخلاف أنشطة البحث العلمى والتدريب وخلافه فعلى صفحتنا باستمرار نعلن عن دورات فى الترميم وصيانة الآثار وغيرها مما يجعلنا منارة ثقافية حضارية. ■ هل انعكس الافتتاح الأسطورى لمتحف الحضارة على حجم الزيارات؟ - حجم زيارات المتحف كان فى تزايد مستمر حتى نهاية شهر ديسمبر الماضى ثم بدأ يقل بصورة ملحوظة منذ يناير الماضى فى رأيى لعدة أسباب منها انتشار أوميكرون ونشاطه الكبير بمختلف الدول، أيضا بفعل موجات البرد المتتالية، ونضيف على ذلك موسم الامتحانات. وخلال أول أسبوع فى فبراير تحديدا فى اليوم الأول لإجازة نصف العام شهد المتحف عدد زيارات غير مسبوقة بلغ اليوم الأول للإجازة فقط 4712 زائرًا جاءوا رغم سوء الأحوال الجوية ونزول الأمطار، وهو ما يؤكد أن المتحف لا يزال واجهة يرغب الجميع بزيارتها. ■ هل بدأ المتحف فى فتح قنوات تواصل مع مختلف الدول بالعالم؟ - بالفعل بدأنا فى التواصل مع مختلف البلدان وبين يوم وآخر يزور المتحف رؤساء وسفراء ووزراء لدول أجنبية ويستمر التواصل بعد ذلك والتعاون مع الجميع. ■ أعمال التطوير القائمة خارج المتحف هل تؤثر عليه؟ وهل وجوده فى منطقة لا تزال تصنف كمنطقة شعبية يشكل تحديا؟ - أعمال التطوير بالخارج ليس لها أى تأثير على المتحف، ولدينا تواصل مستمر مع المحافظة ووزارة الداخلية فى حال وجود أى تحديات يسرعوا إلينا وينتهى الأمر فورا. ■ كيف يتعامل المتحف مع السلوكيات الخاطئة للمواطنين؟ - نتابع كمسئولين بالمتحف أوضاعه أولًا بأول فأنا وغيرى من المسئولين نمر يوميا مرة ومرتين بأنفسنا فى أوقات مختلفة وندخل حتى دورات المياه لنتأكد أن كل شىء تمام، ونشدد على الكل الالتزام بالنظافة والإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة والمظهر اللائق للمتحف كواجهة لمصر. ■ هل تم وضع المتحف على خريطة الزيارة السياحية العالمية؟ - بالفعل تم التواصل مع غرف السياحة ووضع المتحف على قوائم السياحة العالمية.
