السيسي: حرصنا على تعزيز الحوار وتوفير بيئة عمل سليمة    رئيس اتحاد القبائل العربية يكشف أول سكان مدينة السيسي في سيناء    المجلس القومي للطفولة والأمومة يطلق "برلمان الطفل المصري"    البنك المركزي يمنح «onebank» الرخصة كأول بنك رقمي في مصر    لمن واجهوا عوائق في التحويلات.. الهجرة تعلن ضوابط الاستفادة من دفع الوديعة للمسجلين في مبادرة السيارات    «التنمية الحضرية»: تطوير رأس البر يتوافق مع التصميم العمراني للمدينة    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    شيخ الأزهر ينعى الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان    فيديو صادم.. الشرطة الأمريكية تعتدي بوحشية على طالبة مؤيدة للفلسطينيين    موسكو ترفض اتهامات واشنطن للجيش الروسي باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا    مصدر رفيع المستوى: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة وسط اتصالات مصرية مكثفة    كولر يعالج أخطاء الأهلي قبل مواجهة الجونة في الدوري    شوبير يكشف مفاجأة عاجلة حول مستجدات الخلاف بين كلوب ومحمد صلاح    بعد صفعة جولر.. ريال مدريد يخطف صفقة ذهبية جديدة من برشلونة    الداخلية: سحب 1393 رخصة لعدم وجود الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    بهدايا وبطاقات خصم.. ضبط 4 متهمين بالنصب على المواطنين بالقليوبية    تحرير 30 محضرًا تموينيًا في الأقصر    ضبط تاجر مخدرات بتهمة تصنيع وإعادة تدوير مخدر الحشيش في البحيرة    الأمن تكثف جهوده لكشف غموض مق.تل صغيرة بط.عنات نافذة في أسيوط    مصادر بالتعليم: أرقام جلوس طلاب الثانوية العامة خلال أيام    رئيس جامعة حلوان يكرم الطالب عبد الله أشرف    هل تلوين البيض في شم النسيم حرام.. «الإفتاء» تُجيب    وزيرة التضامن الاجتماعي تكرم دينا فؤاد عن مسلسل "حق عرب"    120 مشاركًا بالبرنامج التوعوي حول «السكتة الدماغية» بكلية طب قناة السويس    محافظ الجيزة يستجيب لحالة مريضة تعاني مشكلة صحية وتحتاج لإجراء عملية    سليمان: لا توجد مفاوضات مع بيراميدز بشأن الشناوي.. وسنلجأ للقضاء بعد أزمة بوطيب    الفشل الثالث.. رانجنيك يرفض عرض بايرن ويستمر مع النمسا    بنزيما يتلقى العلاج إلى ريال مدريد    محامي بلحاج: انتهاء أزمة مستحقات الزمالك واللاعب.. والمجلس السابق السبب    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    وزير المالية: الخزانة تدعم مرتبات العاملين بالصناديق والحسابات الخاصة بنحو 3 مليارات جنيه    رئيس جهاز بني سويف الجديدة يتابع مع مسئولي "المقاولون العرب" مشروعات المرافق    حادث غرق في إسرائيل.. إنقاذ 6 طلاب ابتلعتهم أمواج البحر الميت واستمرار البحث عن مفقودين    المفوضية الأوروبية تقدم حزمة مساعدات للبنان بقيمة مليار يورو حتى عام 2027    احذروا الطقس خلال الأيام القادمة.. ماذا سيحدث في الأسبوع الأخير من برمودة؟    كوارث في عمليات الانقاذ.. قفزة في عدد ضحايا انهيار جزء من طريق سريع في الصين    وزير الخارجية السعودي يدعو لوقف القتال في السودان وتغليب مصلحة الشعب    رئيس الوزراء: الحكومة المصرية مهتمة بتوسيع نطاق استثمارات كوريا الجنوبية    عزة أبواليزيد: مهرجان بردية يسعى لاستقطاب الشباب لميادين الإبداع |صور    لمواليد 2 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    100 مبدع يُوثق انجاز المرأة الأدبي في معرض أبو ظبي للكتاب    على طريقة نصر وبهاء .. هل تنجح إسعاد يونس في لم شمل العوضي وياسمين عبدالعزيز؟    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    وزير الري: ضرورة التزام الفلاحين بزراعة الأرز فقط في المناطق المقررة    سؤال برلماني للحكومة بشأن الآثار الجانبية ل "لقاح كورونا"    أبرزها تناول الفاكهة والخضراوات، نصائح مهمة للحفاظ على الصحة العامة للجسم (فيديو)    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عائشة نصار تكتب: الوجه النسائى لداعش تونس
نشر في الفجر يوم 29 - 11 - 2021

داعشيات تونسيات نجحن فى تجنيد «أمنيين» تجسسوا لصالح التنظيم
تونس تفكك «خلية نسائية» لصالح «أجناد الخلافة».. وزوجة قيادى تونسى تفجر نفسها مع رضيعتها

قبل أقل من شهر أعلنت السلطات الأمنية التونسية، عن ضبط خلية إرهابية نسائية، تتبع تنظيم داعش الإرهابى وفرعه فى تونس»أجناد الخلافة»، وتنشط فى المنطقة بين محافظتى الكاف شمال غربى البلاد وتوزر الواقعة فى جنوبها الغربى.
كشفت التحقيقات أن العناصر النسائية فى هذه الخلية الإرهابية، على صلة مباشرة ووثيقة بعناصر تنظيم «جند الخلافة» الذى برز بعملياته الإرهابية على الساحة التونسية منذ عام 2015، وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية على قوائم الإرهاب عام 2018.
وتتولى الخلية استقطاب وتجنيد النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعى داخل الأراضى التونسية، لصالح التنظيم الداعشى.
وركزت وسائل إعلام محلية وعربية على أنها وإن لم تكن المرة الأولى التى يتم إلقاء القبض فيها على عناصر نسائية، تدين بالتبعية والولاء، وتضطلع بأدوار لصالح التنظيمات الإرهابية المسلحة فى تونس، إلا أنها المرة التى يعلن فيها الأمن التونسى عن تفكيك «خلية إرهابية نسائية» تعمل بشكل منظم داخل البلاد، فى نقلة نوعية فى الأداء التكتيكى والحركى ل»أجناد الخلافة».
يمكن أيضًا فهم خطورة ومحورية الدور الذى كانت تتولاه هذه الخلية النسائية، إذا وضعنا فى الاعتبار أن تونس يتم تصنيفها كواحدة من أكثر الدول العربية استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعى، خاصة بين الشباب والفتيات، وأيضًا إذا كان التجنيد الإلكترونى يأتى فى مقدمة المهام التنظيمية التى تحتل الأولوية حاليًا لدى تنظيم داعش، خاصةً بعد انهيار «دولة الخلافة» المزعومة، فى سوريا والعراق.
هذا إلى جانب وجود تقارير أمنية واستخباراتية دولية، أطلقت تحذيراتها أكثر من مرة من تكثيف التنظيمات الإرهابية لنشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، استغلالًا لحالة العزلة التى فرضها وباء كورونا، ما حتم زيادة عدد الساعات التى يقضيها الشباب فى العالم الافتراضى للتواصل مع الآخرين.
فحذرت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية مؤخرًا من ما أطلقت عليه «عاصفة كاملة» من التطرف.

من ناحية أخرى تتصاعد خطورة الدور النسائى للتونسيات المنتميات لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وفرعها «أجناد الخلافة» على المستوى المحلى، بعد سقوط «دولة الخلافة» وتوقف موجات الهجرة إليها، كما كان الحال خلال السنوات الماضية.
حيث احتلت النساء التونسيات النسبة الأكبر عربيًا داخل صفوف التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق، وتقلدن المناصب القيادية النسائية والحساسة داخل التنظيم، كل وفق مستواها التعليمى، ومؤهلاتها الدراسية.
وعرف عن الداعشيات التونسيات، أنهن أخطر نساء داعش، وأكثرهن احترافية، وانضوين تحت قيادة الداعشية «أم مهاجر» المسئولة عن كتيبة « الخنساء الشهيرة فى مدينة الرقة السورية عاصمة الخلافة الداعشية، قبل زوالها.
فضلًا عن أن عددا كبيرا من النساء التونسيات المنضمات من المراهقات أو الشابات الصغيرات كن يتم تجهيزهن كانتحاريات فى صفوف التنظيم ويتم الدفع بهن فى الخطوط الأمامية فى المعارك، وفق المركز الأوروبى لدراسات الإرهاب والاستخبارات.
وتسببت داعشيات تونسيات فى صدمة للشارع التونسى، وقد ظهرن منتصف أبريل 2019 من داخل مخيمات التنظيم فى سوريا، يرددن أمام الكاميرات أنهن غير نادمات على الانضمام لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وأن عقيدتهن باقية وتم غرزها فى أطفالهن ولن يمكن اقتلاعها أبدًا.

الوضع إذن أصبح يزداد خطورة فى الداخل التونسى الآن، حيث تحولت تونس، قبل سنوات، من مجرد ساحة خصبة للتجنيد والاستقطاب، إلى ساحة «جهاد» بالفعل ينفذ فيها تنظيم «أجناد الخلافة» عملياته الإرهابية ضد الأمنيين والمدنيين على حد سواء.
وقد شهدت تونس مطلع أبريل الماضى، واقعة بشعة تجسدت فيها بجلاء فاعلية الدور النسائى، وخطورته وقت اللزوم، على المستوى الدموى أيضًا.
فأعلنت أجهزة الأمن التونسية نجاحها فى القضاء على أحد العناصر الإرهابية القيادية فى تنظيم «جند الخلافة» والمتورط فى عدة عمليات إرهابية، ويدعى حمدى ذويب، وكان بصحبة زوجته وابنتيه لحظة ضبطه. فما كان من الزوجة إلا أن فجرت نفسها بحزام ناسف كانت ترتديه، أسفر عن مقتلها ومقتل ابنتها الرضيعة التى كانت تحملها، فيما نجت ابنتها الثانية من الموت.
إلى جانب ذلك فقد كشفت الحالة التونسية، عن نجاح داعشيات تونسيات بالفعل فى استقطاب عناصر أمنية، داخل مؤسسات أمنية تونسية وتجنيدهم فى عمليات تجسسية لصالح تنظيم داعش. كما سبق وأن تولت النساء مناصب قيادية داخل التنظيمات الإرهابية داخل تونس، وأبرزهن فاطمة الزواغى أو «أم قتادة» رئيس الجناح الإعلامى لتنظيم أنصار الشريعة الإرهابى، والتى نجحت عبر وسائل التواصل الاجتماعى وبواسطة حساب حمل اسم «صبرى توبة»، فى تجنيد عدد كبير من الفتيات التونسيات، لصالح التنظيم الإرهابى، وتبين أنها كانت على اتصال وثيق ومباشر مع زعيم التنظيم مباشرة، سيف الله بن حسين المكنى بأبى عياض.
كما اعترفت الزواغى فى التحقيقات أن دورها التنظيمى تمثل فى تأمين التواصل بين عناصر أنصار الشريعة، فضلًا عن استقطابها الشباب عبر موقعى فيسبوك وسكايب للإنضمام لصفوف التنظيم، ودفعهم إلى التوجه إلى جبل الشعانبى للمشاركة فى العمليات الإرهابية ضد الجيش التونسى.

ولا تزال ظاهرة انضمام الفتيات التونسيات إلى التنظيمات الإرهابية مثارا لحالة تعجب واندهاش، فى الأوساط العربية، خاصة أن غالبية هذه العناصر من الطالبات المتفوقات الحاصلات على تعليم متميز، بالتوازى مع كل ما تتمتع به المرأة التونسية من انفتاح وحقوق اجتماعية ودستورية، من المفترض أن تحصنها من الانجراف وراء الأفكار المتشددة.
ففى كثير من الأحيان لا يكون الدافع للانضمام هو التبعية أو التأثر بالرجال، بل إن بعض هؤلاء المنضمات للتنظيم، يكن أشد دموية وشراسة من الإرهابيين الذكور، وأكثر عنفًا فى الدفاع عن أفكارهن، بل وأحيانًا مايتحولن إلى «مصائد» لاستقطاب الرجال للانضمام للتنظيمات الإرهابية.
وهو مايدلل بجلاء على خطورة الآلة الدعائية لتنظيم داعش تحديدًا والتنظيمات الإرهابية الحديثة بالمنطقة، ومدى الاحترافية المسمومة لهذه التنظيمات، ومجاراتها لأسلوب وأفكار هذا الجيل، وقدرتها على صياغة لغة خطاب مناسبة لكل تركيبة واقتناص نقاط ضعفها، وأيضًا كل مناخ ثقافى مغاير لضحاياها باختلاف مجتمعاتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.