كشف برنامج تلفزيوني إنكليزي عن العشرات من لاعبي كرة القدم المحترفين في الدوري المحلي الذين فشلوا في اختبار تعاطي المنشطات غير القانونية خارج المنافسات والذين لم يعلن عنهم الاتحاد الانكليزي لكرة القدم. وواحداً من هؤلاء اللاعبين، الذين كشف عنهم برنامج Dispatches التابع للقناة التلفزيونية الرابعة المستقلة في انكلترا الذي بثه مساء أمس الاثنين، تم انتقاله بملايين من الجنيهات الاسترلينية من دون علم ناديه الجديد على أنه تم اختباره ايجاباً بتعاطيه المنشطات. ولم يفشل أي من اللاعبين الذين تم ذكرهم اختبارات ما يمكن اعتبارها تعاطي عقاقير منشطة. ولكن بالعودة إلى عام 2003 فإن وكالة المملكة المتحدة لمكافحة المنشطات حاصرت 43 لاعباً محترفاً في كرة القدم كانوا يستخدمون المخدرات غير القانونية من بينها الكوكايين. وكشف البرنامج الذي جاء بعنوان "الحقيقة عن المنشطات في كرة القدم الانكليزية"، أنه تم "التخلي عن" 240 اختباراً بين نيسان 2007 وآب 2010 مع وصول المختبرين إلى مراكز تدريب الأندية ليكتشفوا أن اللاعبين المستهدفين غير موجودين على رغم أن الأندية واللاعبين لم تكن لديهم معرفة مسبقة لحضور لجنة الاختبار في ذلك اليوم. ولكن هذه الحالات لا يمكن مقارنتها مع واقعة ريو فرديناند مدافع مانشستر يونايتد الذي تم حظره لثمانية أشهر مما تسبب غيابه عن مباريات الدوري الممتاز لنصف الموسم بالإضافة إلى يورو 2004. وادعى الاتحاد الانكليزي أنه سيدرس فحوى البرنامج قبل أن يرد عليه، على رغم أن المسؤولين فيه شعروا مساء الاثنين بخيبة أمل لأنهم كانوا يعتبرون أن اختبارات تعاطي المنشطات غير القانونية كانت أكثر اتساعاً مما هي عليه في أي من رياضات أخرى في البلاد. وقال الاتحاد الكروي إنه يقوم بما نسبته 60 في المئة من الاختبارات أكثر من رياضات أخرى في المملكة، على سبيل المثال الاختبارات التي تجري على رياضيي ألعاب الساحة والميدان. وان سياسته حماية هوية اللاعبين الذين يفشلون في اختبارات خارج المنافسة بسبب تعاطيهم "منشطات ترفيهية" التي لا تخرق لوائح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا). أما الذين فشلوا في الاختبارات أثناء المنافسة فقد تم اتخاذ اجراءات الحظر بحقهم من قبل الاتحاد الانكليزي، إلا أن البرنامج ادعى أن الحظر كان لفترة قصيرة جداً فعلى سبيل المثال تم وقف كولو توري مدافع مانشستر سيتي لمدة 8 أشهر وغاري أوكونور مهاجم بيرمنغهام السابق لمدة شهرين بدلاً من سنتين، الفترة التي ذكرت في لوائح وادا لحظر أي رياضي يتم اختباره ايجاباً لتعاطيه المنشطات، حتى أن توريه كان مع زملائه على مقاعد البدلاء في مباراة ناديه ضد ويغان السبت الماضي. وفي الوقت الذي يعتبر الاتحاد الكرة أن أفضل علاج لمثل هؤلاء اللاعبين هو تثقيفهم من قبل قطاع خاص، فإن سياسة حماية مثل اللاعبين الذين كشفهم البرنامج كان موضع تساؤل من قبل ديفيد هومان رئيس "وادا"، فعندما سُئل ما إذا كان على اتحاد الكرة الكشف عن أسماء اللاعبين الذين تم اختبارهم وعددهم أو عدد الاختبارات التي قام بها؟ أجاب: "الجواب على ذلك هو لما لا؟ وإذا لم تفعل ذلك فأنت عرضة للإدعاء بأنك تخفي شيئاً ما". وأضاف: "انهم يقولون انه لا توجد مشاكل المنشطات لأنه لا توجد اختبارات ايجابية كثيرة. اعتقد بأن الجواب على ذلك هو: ألا يحتاج إلى طريقة أفضل في الأبحاث لنرى مدى انتشار تعاطي المخدرات؟ عندما نستخدم كل الأدلة التي جمعناها فإننا سنكون راضين بعد ذلك. لا اعتقد بأننا في وضع يمكن القول انه لم تكن هناك مشكلة المنشطات غير القانونية في كرة القدم الانكليزية". وعرض البرنامج عضواً سابقاً في الجهاز الطبي لتشلسي الذي انتقد طريقة حقن الحديد في أوردة اللاعبين. وكشف عن أدلة لطبيب سابق في النادي ومانشستر يونايتد الذي حضر إلى مركز طبي خاص في ستامفورد بريدج والذي كان يستخدم "اكتوفيغن" Actovegin الخالي من البروتين الذي يستخرج من دم العجل، وهو الإجراء غير المرخص به في أميركا الشمالية وكندا ولكن يسمح باستعماله في أوروبا، وله تأثير يشبه الانسولين لزيادة استخدام الجلوكوز ويساعد على تحسين الأداء البدني والقدرة على التحمل. إلا أنه ليس على لائحة "وادا" للمنشطات المحظورة. وفي تصريحه للبرنامج أكد الاتحاد الانكليزي: "ان الاتحاد يعمل ببرنامج شامل لمكافحة المنشطات الذي هو الأكبر من أي رياضة في المملكة المتحدة، وتجاوز لوائح "وادا" عن طريق اختبار كل عينات "المنشطات الاجتماعية" بصرف النظر عما إذا كانت قد أجريت الاختبارات داخل المنافسة أو خارجها". وبما أن الاتحاد لا يذكر عدد اللاعبين الذين تم اختبارهم في الدوري الممتاز أو الذين تم تعاطيهم المنشطات، حتى أنه لا يرسل المعلومات إلى الأندية. فقد اشترى بيرمنغهام قبل أربع سنوات المهاجم الاسكتلندي غاري أوكونور (19 عاماً) بصفقة قدرها 3 ملايين جنيه استرليني، إلا أنه قبل سنتين أعلن اليكس ماكليش، المدير الفني للنادي آنذاك، في مؤتمر صحافي أن المهاجم سيتغيب لفترة عن المباريات بسبب إصابته. وفي 19 تشرين الأول 2009 تم حظره لمدة شهرين لتعاطيه المنشطات، ولكن الاتحاد وناديه لم يذكرا ذلك عندما تم بيعه في نيسان الماضي إلى بارنزلي الذي ألغى عقده بعد علمه بالموضوع وعاد اللاعب إلى ناديه السابق هيرنيان الاسكتلندي. وفي الوقت الذي عبر أنصار بيرمنغهام عن سخطهم، رفض النادي واتحاد الكرة التعليق عما ذكر عن أوكونور. وادعى البرنامج أيضاً أن اسطورة ارسنال السابق توني آدامز أسس مركزاً طبياً لمساعدة اللاعبين بموافقة اتحاد الكرة، وكان يرتاده 3 لاعبين دوليين سابقين، لم يسمهم البرنامج لأسباب قانونية، من بينهم مهاجم أصبح مدمناً على منشط "ستيرويد". وثبت أنه تعاطى المنشطات غير القانونية بعد اختباره 3 مرات، الأولى في 2007 والاختبارين الآخرين بعد 5 أشهر، ولكن الاتحاد لم يطلب الاجتماع به لمناقشته وحظره، بعكس ما تفعله الاتحادات الرياضية الأخرى في البلاد.