صرح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي أن اتصالات مباشرة تجري بين بلاده والنظام الجديد في ليبيا، المجلس الوطني الانتقالي، الذي لم تعترف به الجزائر بعد، وأكد أن هذه الاتصالات أصبحت مباشرة منذ 15 يومًا. وقال مدلسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المالي سوميلو بوباي مايغا في ختام اعمال الاجتماع الحادي عشر للجنة المشتركة في الجزائر: "نحن نعمل كي يتطور هذا الحواروإن الجزائر ومالي وعددًا من دول الاتحاد الأفريقي سوف يعترفون بالمجلس الوطني الانتقالي عندما يتم تشكيل حكومة تمثل الشعب الليبي". وأضاف: "أعتبر أننا كنا واضحين تجاه إخواننا في المجلس الوطني الانتقالي الليبي حيال ضرورة تشكيل حكومة تمثل الشعب الليبي بكل أطيافه، وبعد ذلك سوف نعترف به فورًا". وكانت تقارير صحافية قد كشفت عن تفاصيل عملية هروب عائلة القذافي ودخولها إلى الأراضي الجزائرية والتي تمت عبر ممر صحراوي سري في ظل عملية تمويه دقيقة. وذكرت صحيفة الخبرالجزائرية استنادًا إلى "مصادر مطلعة"، أن أسرة القذافي دخلت الجزائر يوم 28 أغسطس عبر ممر سري صحراوي، يستخدمه المهربون للعبور من مدينة غدامس الليبية إلى تينالكوم على الأراضي الجزائرية. وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الليبيين عن أمن الموكب لجأوا إلى التمويه على دخوله ب7 سيارات دفع رباعي مصفحة، توجهت نحو معبر الدبداب الحدودي، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذت، بعد استلامهم معلومات حول نصب الثوار كمائن مسلحة لموكب أقارب القذافي عبر طريقين رئيسيين يربطان غدامس بالشمال الليبي، أحدهما يمر بمنطقة ميزدة والثاني عبر القرية الشرقية، وزيادة احتمال تعرض الموكب للقصف المدفعي أو الجوي في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين الجزائر وليبيا. كما كشفت نفس المصادر للصحيفة عن أن الموكب وصل تينالكوم الجزائرية بعد مسيرة أربعة أيام انطلاقًا من مدينة سيرت الليبية. وبأنه كان محميا بمسلحين مرتزقة طوارق يصل عددهم إلى 100 عنصر. وأشرف موظفون ليبيون بالزي المدني يرجح بأنهم قدموا من العاصمة خصيصا لهذا الغرض على دخول عائلة القذافي إلى الجزائر، واعتمد في اختيارهم معرفتهم الدقيقة بالمنطقة ومسالكها وطبيعة النشاط فيها، وتم تنفيذ عملية نقل العائلة من الحدود إلى مهبط جوي عسكري في سرية تامة إلى درجة أن مسؤولين أمنيين ومدنيين كبارا في ولاية إليزي لم يعلموا بأي تفاصيل حول العملية. واضافت الصحيفة أن الموكب حمل حوالي 50 فردا، منهم ثلاثة من أبناء القذافي وزوجته وبعض أحفاده و15 من الخدم، ومكون من أكثر من 14 سيارة لا تحمل غالبيتها وثائق، بعضها للمرافقة المسلحة ومر على 3 دفعات زيادة في التمويه عبر طريق صحراوي غير معبد يستخدمه الجيش الليبي في تنقلاته، يوصل إلى معبر سري يستغله المهربون.