جروبات «واتساب الإخوانية» تنفجر بعد مغازلة أردوغان لمصر.. وإسبانيا قبلتهم المنتظرة ها هى الأرض تضيق بأعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى، وحليف الأمس يتخلى عنهم، ليعرفوا أنهم ليسوا بمأمن فى أى مكان استقروا به، مهما طال بهم الزمن، وأحسوا أنهم امتلكوا الدنيا. التصريحات «الناعمة» التى جاءت على لسان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خلال الأيام الماضية، والتى تحمل فى طياتها رغبة فى تصحيح المسار والتفاوض العاجل مع القيادة المصرية، أثارت المخاوف بين أعضاء التنظيم الهاربين فى تركيا. فإذا استمعت للتصريحات التى خرجت على لسان الرئيس التركى بدقة سوف يتضح للجميع أن هناك تراجعا شديدا بشأن الموقف العدائى بين الجانبين، وهو ما أكدته التقارير والمعلومات بأن النظام التركى يبحث الآن عن صيغة واتفاق حاسم لإنهاء الخلاف الدائر مع الدولة المصرية والذى استمر ل7 سنوات متتالية بعد ثورة 30 يونيو. من ناحية أخرى أكدت التقارير الرسمية التركية أنه إذا تمت المصالحة مع مصر سيكون وفقاً لمعادلة حسابية تكون نتائجها مرضية للطرفين. المعلومات الواضحة والقراءة الدقيقة فى هذا الملف تؤكد أن النظام التركى لن يتجه للتقارب المصرى إلا بتوافق مع جماعة الإخوان الإرهابية فعلى العكس تماما قيادات الإخوان ترغب فى هذا التقارب لكونه سينهى الكثير من التضييقات المفروضة عليها، والتى كبدتها الكثير من الخسائر. خصوصاً أن تركيا تتوافق على المستوى الفكرى والسياسى مع توجهات التنظيم الدولى ولن يسعوا للتقارب أو التفاوض مع مصر إلا إذا كان هناك تنسيق واضح مع قيادات الجماعة التى ترغب فى إيجاد هامش أو مساحة تمنحها لتخفيف الضغط على أتباعها فى الداخل وإعادة التنظيم إلى الحياة مرة أخرى، إذ إن الجماعة تدرك أنها لن تتمكن من إحياء تواجدها إلا من خلال ما يعرف باستراتيجية «دار الأرقم» والتى تعنى اختفاء التنظيم على نفسه والتعايش مع أدبيات الجماعة ومنظريها فكلاهما يرغب فى إيجاد شرعية داخل المنطقة العربية والإقليمية، ولعل خير دليل على ذلك الرسائل التى خرجت من قيادات الجماعة لا سيما الهاربة إلى تركيا والتى ثمنت فيها خطوة التقارب وتعتبرها تحقيقا للمصالح. لكن فى نفس الوقت إذا رفض أعضاء التنظيم الدولى الإرهابى هذا التقارب فسوف يكون الحل أمامهم الهروب والرحيل إلى دولة أخرى، فتركيا لن تضحى بمصالحها الإقليمية فى المنطقة أمام تعنت التنظيم الإرهابى فى إيجاد حل للتقارب مع مصر، وستفضل مصلحتها عن مصلحة التنظيم. السيناريوهات المطروحة أمام المجموعة الهاربة فى تركيا متعددة؛ فإما الرضوخ للأمر الواقع أو البحث عن دولة تستضيفهم للهروب إليها، وهى الفكرة التى طرحها أيمن نور على أسلافه من القيادات الإخوانية وهى الهروب والإقامة فى إسبانيا، فهناك إذا تقدموا بطلب اللجوء السياسى ستكون هذه الخطوة بمثابة تعطيل تسليمهم إلى مصر، وهو ما استغله المقاول الهارب محمد على بعد أن اتخذ إسبانيا مقراً له ليشن حرباً كاذبة على الدولة المصرية، فوفقاً للمعلومات أن فكرة هروبه إلى إسبانيا كانت من اقتراح أيمن نور، أيضا، وهو ما يحاول تنفيذه لنفسه ولأنصاره فى تركيا حاليا. وهو ما اتضح بشكل كبير خلال اليومين الماضيين عندما بدأت جروبات الواتساب بين القيادات الإخوانية الإرهابية تتحدث مع بعضهم البعض بعد التصريحات الأخيرة لأردوغان فى مغازلة مصر وقيادتها السياسية، وبدأوا يناقشون اقتراح أيمن نور فى إمكانية الهروب إلى إسبانيا خلال الفترة القادمة إذا عزمت تركيا برعاية أردوغان إجراء المصالحة. حمزة زوبع وافق على الاقتراح وقال إنهم لا بد من فتح قناة اتصال عاجلة مع التنظيم الدولى ليعرفوا ملامح رسم الخريطة القادمة، خصوصاً أن هناك ما يقرب من 15 ألف إخوانى هارب يستقر فى تركيا فماذا سيكون مصيرهم خلال الفترة القادمة؟ وعلى جروب آخر فى الواتساب بين قيادات التنظيم الإرهابى اقترح مدحت الحداد رئيس ما يسمى بمجلس شورى الإخوان بإسطنبول استعرض عضلاته وظهر بمظهر «الهرقل» أمام حلفائه وأنصاره فى الجروب وقال إنه لا يخشى تسليمه لمصر وأنه لشرف عظيم العودة إلى هناك مرة أخرى، حتى رد عليه أحد أعضاء الجروب ساخراً من حديثه و«مرجعتش ليه من زمان»، ومن هنا قرر أحد أنصار الحداد بحذف الشخص الذى مازحه ورد عليه بهذه الطريقة.