"الفجر" تسجل شهادة مصرى عن الصين الواقعة أسيرة "كورونا" يعانى المصريون الذين شاءت ظروفهم الشخصية البقاء فى الصين من ظروف عصيبة خصوصاً مع بلد يحارب فيروس كورونا القاتل والغامض خصوصاً هؤلاء الموجودين فى مقاطعات صينية قريبة من بؤر تفشى الإصابة بالفيروس لأنهم جيران للموت. الغريب فى قصة المصريين هناك أن بعضهم كان يمكنه العودة على متن الطائرة التى أرسلتها الدولة لإجلاء الرعايا المصريين فى الصين إلا أنهم رفضوا خوفاً من أن يحملوا الفيروس ويكونوا سبباً فى تفشيه فى مصر، وفى المقابل فضلوا الحياة فى المدن الصينية التى أصبحت أقرب إلى مدن أشباح خالية من البشر. عمرو السعيد، أحد المصريين الذين مازالوا موجودين فى الصين، يعمل ممثلاً وهو المصرى الوحيد الذى يعمل فى المجال هناك، وهو من أبناء مدينة المنصورة، وعمل منذ تخرجه فى مجال الترجمة ثم السياحة حتى قرر استكمال الدراسات العليا فى أواخر عام 2011 فى الصين، وتعرف عن طريق المصادفة بأحد المخرجين الصينيين وتحولا لأصدقاء «أعجبت بمعرفة المخرج الصينى بحضارة مصر وتاريخها الفرعونى». ولأن المخرج الصينى كان معجباً بإتقان عمرو للغة الصينية طلب منه الدخول فى مجال التمثيل بالسينما الصينية لتكون جملة «واحد اتنين ثلاثة.. اضرب» الباب الذى دخل منه عمرو إلى عالم السينما الصينية، حيث كان مسيطراً عليه التوتر والقلق ببداية الأمر، حتى اعتاد الوضع وعشق مهنته الجديدة وشارك فى العديد من الأفلام ك«كومبارس». وفى عام 2013 وعن طريق مصادفة أخرى حصل عمرو على دور رئيسى فى فيلم «حرب الزوارق» لقائد الأسطول البحرى، وبعدها فقد اهتمامه بالتمثيل، ولكن القدر كان يحمل لعمرو مفاجأة أخرى فبعد عرض الفيلم فى دور السينما الصينية وفى إحدى زيارات عمرو للقنصلية المصرية تعرف عليه العديد من الصينيين والتقطوا الصور التذكارية معه، وبعدها أشاد به مسئولو القنصلية المصرية فى الصين كما شجعه القنصل المصرى على الاستمرار فى المجال ليكون أول ممثل مصرى بالصين. شارك عمرو فى العديد من الأدوار السينمائية والتليفزيونية كان آخرها مسلسل «أسطورة السيف الخارق»، مشيرًا إلى فيروس كورونا المستجد قلب الأحوال فى الصناعة إذ تم وقف جميع الأفلام والمسلسلات والأعمال الفنية، خصوصاً مع صرامة الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس فهناك حظر تجوال والجميع ملتزمون بارتداء الكمامات وعدم الخروج من المنازل سوى مرة واحدة يومياً وهو ما تم تشديده ليصبح الخروج عدة ساعات كل يومين. وحسب عمر اقتصر تواصل السفارة المصرية مع المصريين الذين كانوا فى مدينة ووهان أول منطقة ظهر فيها الفيروس كما تم إرسال إخطارات إلى بقية المقاطعات الصينية الأخرى لمعرفة عدد المصريين الموجودين بها. يسكن عمرو فى جنوبالصين وهى المنطقة الثانية من حيث الخطورة بعد مدينة ووهان وعدد المصابين بها كبير، «قررت مرجعش مصر» لأن نسبة الخطورة فى أن يكون حاملاً للفيروس ممكنة جداً فى المسافة من المقاطعة إلى المطار لأنه حتماً سيقابل صينيين كثيرين، وهو قرار شخصى لم يجبره أحد عليه كما أن هناك آخرين بقوا فى الصين لأنهم مرتبطون بعمل ودراسة وهناك نوع ثالث كان لا يريد أن يكون عبئاً على مصر. وينقل عمرو المشهد فى الصين بقوله إن هناك نقصا حادا فى الكمامات وتكاد تكون غير موجودة والشائعات منتشرة بكثافة مثل وجود بعض الأدوية القادرة على تقوية الجهاز المناعى، كما أن هناك نقصاً واضحاً فى المنتجات الغذائية وتتفاقم كل يوم عن سابقه دون وجود بدائل أخرى ولا توجد مطاعم فأغلبها تم إغلاقه ولم يتبق سوى عربات الوجبات السريعة «أنا عايش على البسكوت والأكل البسيط». ويختلف يوم عمرو عن الكثير من المصريين فهو يقوم بتوثيق الأحداث فى الصين عن طريق بعض الفيديوهات التى يبثها عبر قناته على «يوتيوب» كما ينشر فيديوهات توعية للمواطنين حول كيفية التعامل مع الوباء.