هو مؤلف وسيناريست له علامة فارقة منذ ظهوره الأول على الساحة الفنية منذ عدة سنوات، دائماً ما يثير الجدل سواء بشخصيته أو بأعماله التى ربما تتأثر بالجدل المرتبط بشخصيته، يراه البعض «ديكتاتور» فى بعض الأحيان نظراً لتمسكه الشديد بنص حوار أى مسلسل يقوم بتأليفه دون مناقشة أو جدال مع أى شخص مهما كان دوره فى العمل، واستطاع «أمين راضى» أن يحقق نجاحا كبيرا بمسلسله الأخير «مملكة إبليس» رغم عرضه على إحدى منصات المشاهدة. ■ كيف جاءتك فكرة مسلسل «مملكة إبليس»؟ - بعد الثورة فى 2011 تم نشر خبر، أنه تم التحفظ على «بطة» تحمل «ميكروفيلم»، وعندما سمعت الخبر تأكدت من الوصول لقمة العبث، وهذه هى اللحظة أيضاً التى تحولت أنا شخصياً فيها من شخص متعاطف جداً مع الثورة إلى «حزب الكنبة»، لأننى اكتشفت وقتها أن هناك شيئا «غير صحيح» يحدث، وهنا كانت البداية فى رغبتى أن أنفذ عملاً عن العالم بشكل «عبثى» من منطلق «البطة»، وأخذت الفكرة مراحل تطورها إلى أن أصبحت «مملكة إبليس». ■ ما أصعب شخصية كتبتها ضمن شخصيات «مملكة إبليس»؟ وما أصعب مشهد؟ - شخصية «حنية» التى قامت بتجسيدها رانيا يوسف هى أصعب شخصية فى هذا المسلسل، أما عن أصعب مشهد فسوف يكون فى الفصل الثانى من المسلسل، ورانيا يوسف هى بطلة هذا المشهد، وأنا أعتمد على رانيا يوسف كثيراً هى وصبرى فواز وسلوى خطاب على وجه التحديد، وخاصةً رانيا «لأنها مبتقولش لأ وده بقى شىء نادر جداً دلوقتى بين الممثلين، وكمان عندها مساحة تغيرات عالية». ■ ما سبب اختيارك لأغنيات «سعاد حسنى» و»شادية» فى «مملكة إبليس»؟ - هذه ليست المرة الأولى التى أختار فيها أغانى فى أعمالى، لكن السبب فى أن الأغنيات هذه المرة فى ممكلة إبليس مكثفة جداً، ويعود إلى سببها الدرامى، كما أن هذه الأغنيات لم تكن الاختيار الأول، بل كان هناك أغان وطنية ولكن تم رفضها من قبل الرقابة. ■ لماذا اخترت أن يتم عرض المسلسل على منصة إلكترونية، وهذا بعكس أغلب المؤلفين والصناع الذين يفضلون عرض أعمالهم على شاشة التليفزيون؟ ■ فى شهر رمضان 2015، كنت خارج من غرفتى وأختى لديها 3 أولاد أعمارهم تتراوح ما بين 11 و5 سنين، وكل منهم كان بيده «التاب» الخاص به يشاهد عملا مختلفا عن الثانى رغم أن التليفزيون أمامهم لكنهم لم يركزوا معه، وهذه كانت لحظة لفتت انتباهى لأن أغلب الطبقات أصبح أفرادها يشاهدون الأعمال الفنية، وخاصةً الدرامية عبر «الإنترنت» على «يوتيوب» وعلى هواتفهم وليس من خلال شاشة التليفزيون، وأنا منذ 2015 أحلم بعرض «مملكة إبليس» على منصة، «والحمد لله توقعاتنا فى المشاهدة فاقت كل شىء. ■ هل عرضت أدوار «مملكة إبليس» على ممثلين بعينهم ورفضوا؟ - حدث بالفعل وكانت هذه هى أول مرة يحدث فيها ذلك، فتم رفض دور «أزهار» الذى جسدته غادة عادل، كما تم رفض دور «حنية»، وهناك ممثلة رفضت «أزهار» لأنه بطولة جماعية، وهناك ممثلة أخرى رفضت «أزهار» أيضا نظراً لوجود شخصية «حنية» وأن سنها لا يتناسب مع الشخصية. ■ وهل يمكن أن تعيد التعاون مع من رفضوا أدوارًا لك فى أعمال أخرى مقبلة؟ - ممكن لأن أنا مش منفسن.. لكننى أكون أسود القلب إذا قام أحد بإهانتى، أو إذا كان هناك ممثل لا يحبنى ولا يحب «شغلى»، وفى هذه الحالة بالتأكيد لن أبادر بالتعاون معه مرة أخرى. ■ بعض الممثلين علقوا أن هناك صعوبة فى فهم النص الخاص بك.. هل تعتقد أن هذا سبب لرفض بعضهم التعاون معك؟ - المخرج أسامة فوزى قال لى هذا الكلام فى مسلسل «دم مريم» الذى لم يكتمل، وفعلاً بعض الممثلين اتصلوا به وأبلغوه أنهم لم يفهموا السيناريو لذلك رفضوا، لكن هذا حدث فى مسلسل «دم مريم» لأنه كان بالفعل «معقداً» وأكثر تعقيداً من «العهد»، أما بالنسبة لمسلسل «مملكة إبليس» فهو من وجهة نظرى أبسط عمل كتبته بالنسبة للمتلقى وهو ما يجعلنى أستغرب بعض الآراء التى تؤكد عدم فهمهم للمسلسل. ■ لماذا دائماً تتعمد إظهار أبطالك فى المسلسلات بشخصيات «شريرة» وفى الوقت نفسه تجبر الجمهور على التعاطف معهم؟ - الموضوع فى الأصل له علاقة بأن هناك نقصاً فى ثقافة المتلقى العربى لهذا النوع من الأعمال، وهذا يعود لأن أعمال المؤلف الأمريكى «ويليام فوكنر» لم تترجم بشكل واسع فى الوطن العربى إلا مؤخراً، وأنا لم أبتدع هذا النوع من الفن، بل الفضل يعود له، وأنا فقط لأول مرة تبنيت أن يكون «الأشرار» أو الشخصيات السلبية هم الأشخاص الرئيسيون، والأساسيون فى أعمالى وكان هذا هو الجديد وتحديداً فى مسلسل «نيران صديقة»، لكن الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، سبق وقدم شخصيات سلبية، وتعاطف معها الجمهور، لكنهم لم يظهروا بشكل أساسى أمام الشخصيات الإيجابية، وأعتقد أن هذا «التكنيك» الخاص بى ظهر بشدة فى «مملكة إبليس»، وفى أكثر مرة يتعاطف الجمهور فيها مع الأبطال لدرجة أنهم وقعوا فى غرامهم، لكننى طوال الوقت أحرص فى أعمالى أن أضع حدوداً بين حب الجمهور لهذه الشخصيات والتعاطف معهم وبين «التماهى» معهم «لأن ده لو حصل تبقى مصيبة». ■ هل تنوى الاستمرار فى تقديم هذه النوعية من الأعمال.. وأنه سيكون نوع من «المثالية» إذا غيرت طريقتك فى الكتابة؟ - أنا لو قدمت مسلسلا تقليديا و»كلاشيه» الآن سيكون تغييراً كبيراً وضخماً والناس ستندهش، وسيكون فى حد ذاته نجاحاً، لكن بالنسبة لى الكتابة «شبكة» كبيرة، وكل عام أقوم بكتابة فيلم سينمائى، وهذا الفيلم يقوم بالرد على جزء من مسلسلاتى، وأبطالى فى الأفلام مختلفين عن الدراما تماماً، لكن تشاء الأقدار أن هذه الأفلام لم تنفذ ولم تعرض ودائماً ما تتعطل، وهذا ما يؤدى إلى أن الشبكة غير مكتملة بشكل كامل، وبالتالى يعطى وجهة نظر واحدة للجمهور عنى وعن أعمالى بشكل عام، وأنا أقدم فى مسلسلاتى شخصيات طيبة نوعاً ما، لكن الشخصيات الشريرة بطبيعتها تكون «جذابة». ■ تتعمد أيضاً فى أغلب أعمالك مناقشة عنصرى السلطة والدين.. ما وجهة نظرك فى ذلك؟ - بالفعل دائماً ما أتعمد أن أكرر استخدام قضية السلطة والدين فى أغلب أعمالى، لأنها بطبيعة الحال تسيطر على المجتمع، وأناقش أيضاً استخدامهم للخداع وصناعة الوهم، وهذه المرة فى «مملكة إبليس» أنا أطلقت عليه «أسطورة الأساطير»، لأنى أناقش من خلاله صناعة الوهم الأكبر وهو التحكم فى المجتمع والشعب والآخرين، ولكن كلامى لا ينطبق على كل رجال السلطة ولا كل رجال الدين، ولا يمكن لأحد أن يتهمنى بالإساءة لأى من العنصرين لأن أعمالى من أولها لآخرها تناقش الشخصيات السلبية وليس فقط رجال الدين والسلطة. ■ لماذا يراك البعض مؤلفاً مثيراً للمشاكل وهناك من يخشى انتقادك أو التعامل معك من الأساس نظراً لردود أفعالك العنيفة على «السوشيال ميديا»؟ - كتّاب كبار مثل أسامة أنور عكاشة ونجيب محفوظ كانوا بالنسبة للجمهور حاجة كبيرة ولكن مع مرور الوقت المساحة بين صناع الفن بشكل عام وبين الجمهور تقلصت جداً وأصبح من حق الجمهور التطاول على «شخص» الصناع وليس على «فنهم» وأن المؤلف أو الممثل ليس من حقه الرد نظراً لوضعه العام وهذا غير مقبول بالنسبة لى، وكل مشاجراتى هى مشاجرات شخصية لأنى لن أقبل بأن يوجه أحد لى «الشتيمة» وأقوم أنا بالتغاضى عن ذلك، «ويا بخت من بات غالب ولا بات مغلوب»، وأنا أتقبل النقد فى فنى ولكن ليس فى شخصى لأنه ليس من حق أى شخص أن يتدخل فيما لا يعنيه.