وسط زحام المواهب المتلاحقة على الساحة، طل من نافذة إحدى دور الأيتام موهبة لطفل في عمر الزهور لم يبلغ نهاية عقده الأول، لكنه يملك حماساً للنجاح والشهرة، ورغبة في إثبات الذات، ساعدته في تعلم وإنجاز العديد من الأعمال الفنية منذ الصغر. على أعتاب مكتبة" خان ليلى" بمنطقة المعادي، وقف الطفل "أدهم" في مساحة مربع صغير إلى جانب طاولة مستديرة تحمل عدد من الأعمال الفنية البسيطة التي تجمع بين مشغولات الكروشيه، ومنتجات الفخار والصلصال، بجانب بعض اللوحات، تقبع إلى جوارهم شجرة "الكريسماس" المصنوعة من خيوط الكروشيه بحرفة ودقة عالية، تبهرك ألوانها. جودة المشغولات اليدوية المعروضة، تجعلك تشعر في قرارة نفسك أن فنان شاب من يقدم تلك الأعمال، ولكن أكثر ما يفاجئك أن طفل صغير هو من يبتكر وينفذ تلك الأعمال الفنية، وبمجرد أن تتحدث معه تجد أنه يحمل قصة مثيرة تستحق أن تُروى"اسمي أدهم عندي 9 سنين، عايش في دار أيتام في منطقة المعادي، بحب الفن والرسم من صغري، وكان نفسي اتعلم، ومشرفين الدار ساعدوني إني أحقق أمنيتي".