لم تكن ظروف الحياة سهلة بالنسبة لهم، فالحرب أنهكت ديارهم بسوريا، وجاءت على الأخضر واليابس، فلم يكن أمامهم خيار سوى ترك ديارهم خلفهم، وشق طريقهم إلى مصر من أجل بناء مستقبل جديد لهم برفقة أبنائهم، ولكن بداخلهم تردد أمنية واحدة لا رجاء لهم غيرها ألا وهي "نحن نأمل العودة لديارنا مرة أخرى". قبل أربعة سنوات من الآن حمل "يحيى الشامي" أبنائه الثلاثة "ملك ومارال وأحمد" وجاء بهم إلى القاهرة، برفقة شقيقته ووالدته، هرباً عن طريق السودان، ظل يبحث عن مكان يشبه الريف الدمشقى الذى عاش فيه 35عامًا من عمره، وقرر الاستقرار فى منطقة فقيرة بالقرب من طريق التجمع الخامس المؤدي للعاصمة الإدارية الجديدة، لأنها الأكثر تشابها مع المنطقة التي تربى فيها بدمشق. حين استقر "يحيى" بمصر بدأت معاناة الأسرة السورية، فالبحث عن فرصة عمل تلائمه للإنفاق على عائلته لم تكن سهلة، فالحظ العثر وقف حائلاً في طريقهم"ظروف حياتنا صعبة إحنا بنسكن في شقة بالإيجار بندفع كل شهر ألف جنيه، صاحب العقار لم يقدر ظروفنا، وصمم على المبلغ بالكامل، وما كان قدامنا فرصة غيره، الكل كان بيشفنا أغنية، وإحنا والله ما لاقيين أموال نجيب بها أكل، وكان أهل الخير بيساعدونا، لحد ما لقيت شغل".