بمجرد أن تستمع إلى كلمة "محقق خاص" يقفز إلى ذهنك على الفور مهنة "المحقق السري" ذلك الرجل الذي يرتدي معطف طويل، ويضع نظارات سميكة، وقبعة، ويتتبع آثار المجرمين والقتله، حتى أن بعض الزوجات تستعين بخدماتهم من أجل كشف خيانة أزواجهن. هذا المشهد ليس غريب على الدول الأوروبية فهم معتادون على التعامل مع هؤلاء الأفراد، نظراً للاعتراف بهم وسماح القوانين لهم بذلك، ولكن أكثر ما يثير الدهشة هو ظهورهم في "مصر"، هنا علينا التوقف قليلاً والتحقق من أمرهم، خاصة وأنهم أشبه "بالظل" يمكن رؤيتهم ولكن لا يمكن الإمساك بهم. "احصل على التحقق من الخلفية والسجلات الجنائية لأي فرد.. نحن نساعدك في الوصول إلى اصدقائك القدامى والأهل.. تجدونا رهن إشارتكم أينما كنتم.. مختص في التحقيق، التتبع، توفير المعلومات بمهارة وخبرة وتقنيات جيدة، أحصل على التحقق من الخلفية والسجلات الجنائية لأي فرد".. عبارات كانت منتشرة على أحد الصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي التي تحمل اسم "محقق خاص"، وتعرض خدماتها على المواطنين لتقفي أثر التائهين والغائبين وتتبع المجرمين وتوفير معلومات عنهم، في مقابل مبالغ مالية طائلة. كلمات الإعلان تثير الدهشة للوهلة الأولى، وتدفعك للفضول والتساؤل حول ماهية وطبيعة هذه المنشورات المتداولة، ومتى دخلت وظيفة" المحقق الخاص" إلى مصر، وهل تم الاعتراف بها؟ ومن يقوم على تلك الصفحة! وكيف يقومون بأعمالهم وهل هناك جهة تشرف على أعمالهم.