تطورت المظاهرة التي قام بها عدد كبير من أمناء الشرطة امام ديوان عام وزارة الداخلية بوسط القاهرة إلى حريق كبير قام بإضرامه المحتجون و المطالبين بتعديل أوضاعهم الوظيفية التي ساءت من وجهت نظرهم منذ تولي الوزير الأسبق /حبيب العادلي خلال المظاهرة بزيادة رواتبهم حسب الوعود التي قدمها لهم اللواء/ محمود وجدي وزير الداخلية السابق في إطار احتواء الاحتجاجات السابقة التي قاموا بها في أعقاب ثورة يناير و ما أعقبها من حالة انفلات امني و اتهامات لضباط و أفراد بالخيانة في ظل تفشى ظاهرة البلطجة في البلاد و كان عدد من أمناء الشرطة قد دعوا زملائهم للتظاهر صباح اليوم على خلفية انتشار شائعات تؤكد أن الزيادات التي قررتها الوزارة لرواتبهم لم ترقى إلي الحد المطلوب و أن الأمور سرعان ما ستعود إلى سابق عهدها بمجرد هدوء الأوضاع إلا أن الأمر سرعان ما تطور إلى حريق كبير تصاعدت منه السنة اللهب و الأدخنة . و كانت ابرز مطالب المتظاهرين رغبتهم في عدم تعين وزير داخلية من القوات المسلحة و إقالة الوزير الحالي منصور العيسوي. و تجري حاليا محاولات مضنية للسيطرة على الحريق الذي كال الأدوار العليا من الوزارة و امتد إلي إدارة الاتصالات بها و قد وردت أنباء عن ضبط عدد من المتسببين في الحادث. يشار إلى أن نظام أمناء الشرطة قد استحدثه وزير الداخلية الأسبق شعراوي جمعة عام1968 و هو من ضباط الجيش و الهدف كان من ذلك هو الارتقاء بمستوى أفراد الشرطة عن طريق إلحاق أفراد حاصلين على مؤهلات متوسطة على يحصل بعدها على معهد لمدة سنة و نصف يتخرج بعدها أمين الشرطة للعمل في الحقل الأمني إلا أن صغر سن الخرجين أسفر مع الوقت عن عيوب أبرزها ضعف الخبرة و التهور و هو ما دفع الوزير حبيب العادلي إلى إيقاف المعاهد القديمة لأمناء الشرطة و جعل رتبة أمين شرطة ترقية للرتب الأقل مثل المندوبين و الشرطيين حيث يكون الأمين بعدها قد أثقل بخبرة العمل لفترة طويلة و من الأشياء التي كانت قد أثارت حفيظة أمناء الشرطة تصريح لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في برنامجه السنوي مع الكاتب الكبير مفيد فوزي " أن أمناء الشرطة هم الابن غير الشرعي لوزارة الداخلية " وقد تنذر الأحداث الجارية داخل وزارة الداخلية إلى وجود تطلعات لأمناء الشرطة و اعددهم بالآلاف إلى الحصول على مميزات وظيفية للمساوه بضباط الشرطة و هو ما قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة في العمل داخل الوزارة
