تعاني مناطق واسعة في ليبيا من سطوة الجماعات المسلحة والميليشيات المتشددة التي باتت تمثل تهديدا ليس على البلاد فحسب، بل على دول الجوار والمنطقة، الأمر الذي يستعدي دق ناقوس الخطر. ومع تضييق الجيش الوطني الليبي الخناق على ميليشيات طرابلس، في إطار عملية "طوفان الكرامة" التي تسعى لتحرير العاصمة، تسعى هذه الجماعات لتوسيع "دائرة الشر"، وفق ما يؤكد مراقبون. وفي هذا الإطار، تعمل ميليشيات طرابلس على توطيد صلاتها مع جماعات متشددة أخرى غرب البلاد، في محاولة لعرقلة جهود الجيش الليبي والاستمرار في عمليات النهب وانتهاك حقوق الشعب الليبي، حسبما رصدت منصة "مداد نيوز". وتشير التقارير الواردة من ليبيا، إلى أن ميليشيات طرابلس تحالفت مع ميليشيات أخرى في صبراتة ومصراتة والزنتان والأمازيغ وزليتن والزاوية والخمس. وتتكون ميليشيات طرابلس نفسها من مجموعات إرهابية، تضم مجرمين وإرهابيين وهاربين، هي: ميليشيا منطقة تاجوراء، وميليشيا النواصي، وميليشيا كتيبة ثوار طرابلس، وميليشيا قوة الردع، وميليشيا المدينة القديمة، وميليشيا 42 حرامي، وميليشيا أبو سليم، وميليشيا القوة المتحركة جنوزر، وميليشيا فرسان جنزور. وتسيطر عدة ميليشيات على منطقة تاجوراء، تناصر التيار المتشدد وتأوي العناصر الفارة من المواجهات مع الجيش في المنطقة الشرقية. ومن أبرز عناصرها الإرهابي زياد بلعم. أما ميليشيا "النواصي"، فتضم تحالف 3 عائلات من منطقة سوق الجمعة، هي عائلات قدورة، والزقوزي، وأبوذراع. وتتمركز الميليشيات في ميدان أبو سنة بطريق الشط، وفي محيط برج ليلى وأبراج ذات العماد، وتسيطر على مصرف ليبيا المركزي، وميناء طرابلس البحري، وقاعدة أبو ستة البحرية. وتتكون ميليشيا "كتيبة ثوار طرابلس"، من تحالف عدد من الميليشيات الإجرامية في طرابلس، وتتمركز في مقر مزرعة النعام في تاجوراء، وفي منطقة عين زارة في معسكر السعداوي، ومقر الاستخبارات بطريق الشط. كما تسيطر على البريد المركزي، وعدد من الوزارات ومديرية أمن طرابلس، ومن أبرز عناصرها هيثم التاجوري. من جانبها، تتمركز "ميليشيا قوة الردع" في قاعدة معيتيقة الجوية، وتسيطر على مطار معيتيقة وتدير سجنا داخل القاعدة. يشار إلى أنه يسيطر على الميليشيات عدد من العناصر المحسوبة على التيارات المتشددة. وتسيطر ميليشيا "المدينة القديمة" على المدينة القديمة ومحيطها في وسط البلاد، وتتمركز في فندق كورنتيا، ومن أبرز عناصرها جمال إندام. أما ما يعرف ب"ميليشيا 42 حرامي"، فتتمركز في منطقة عين زارة، وتسيطر على مبنى مصلحة الجوازات والجنسية، ومن أبرز عناصرها عبد الحكيم رمضان الشيخ. وتقع منطقة أبو سليم والهضبة وأجزاء من طريق المطار، تحت سيطرة ميليشيا أبو سليم، التي يقودها عناصر إجرامية، أبرزها عبد الغني بلقاسم خليفة الككلي، الملقب ب"غنيوة". وفيما يتعلق بمنطقة جنزور، فتسيطر عليها ميليشيتان رئيسيتان، هما ميليشيا القوة المتحركة، وميليشيا فرسان جنزور. وتضم ميليشيا القوة المتحركة، عناصر من قبائل الأمازيغ وجنزور، ويقودها ضابط سابق متقاعد هو أبو زيد زايد أبو الشواشي، وتسيطر على منطقة جنزور الغربية من بوابة كوبري 27، حتى كوبري 17. وتتمركز في عدد من المرافق والمصانع والمصارف بالمنطقة. فيما تسيطر ميليشيات فرسان جنزور على كل المصالح العامة في جنزور، بما في ذلك مديرية الأمن، إلى جانب منطقة سيدي عبد الجليل، التي يقع فيها مقر الأممالمتحدة. وتتمركز هذه الميليشيات في مقر مصنع الصابون جنزور ومصانع الأنابيب. التحالفات في الغرب وبالرغم من تشعب هذه الميليشيات وانتشارها في مناطق مختلفة، فإنها نجحت في إبرام تحالفات لفرض سيطرتها على مناطق أوسع، والاستمرار في نهب الشعب الليبي، ومقاومة الجيش الوطني الذي يسعى إلى تحرير البلاد. ففي صبراتة، أجرت ميليشيات طرابلس تحالفا مع أحمد عمر عبد الحميد الدباشي، الملقب ب"العمّو"، وهو مجرم معني بعمليات التهريب الدولي، واسمه على لوائح المطلوبين دوليا ومحليا. وهرب الدباشي من مدينة صبراتة بعد تحريرها والتحق بميليشيات الزاوية مع غيره من المهربين والمجرمين من صبراتة. وكان يسيطر على مجمع مليته النفطي، الذي يصدر الغاز لشركة "إيني غاز" الإيطالية لسبع سنوات. أما مصراتة، فتشهد وجود تحالف لميليشيات إرهابية وإجرامية، ارتكبت العديد من جرائم الحرب في مدن مختلفة، إذ قتلت واعتقلت مواطنين، ودمرت وسرقت أملاكا عامة وخاصة، في بني وليد ورشقانة وتاورغا وقاعدة براك الشاطئ وطرابلس وغرغور، والهلال النفطي، ومطار طرابلس الدولي. وتضم هذا التحالف ميليشيات "الصمود" بقيادة صلاح الدين محمد بادي، وميليشيا "كتيبة الحلبوص"، وميليشيا "166"، وميليشيا "المتحركة"، وميليشيا "القوة الثالثة"، وميليشيا "كتيبة حطين"، وميليشيا "شاريخان". وفي المنطقة الغربية، تنتشر ميليشيات الزنتان بقيادة أسامة الجويلي وعماد الطرابلسي، وميليشيات الأمازيغ المكونة من مهربين ومجرمي حرب وإرهابيين، وأبرزهم أسامة عبد السلام جويلي. وفي زليتن، يقود عبد الرؤوف الصاري ميليشيا "أحرار زليتن"، التابعة ل"درع الوسطى مصراتة" الإرهابي. وقد شارك في العديد من جرائم الحرب، منها مهاجمة مدينة بني وليد. وفي الزاوية، عقدت مجموعة من الميليشيات الإرهابية والإجرامية تحالفا فيما بينها، وهي ميليشيا "غرفة الثوار" بقيادة شعبان مسعود خليفة هدية المعروف ب"أبو عبيدة"، وميليشيا "النصر" بقيادة محمد الهادي كشلاف "قصب"، وميليشيا "الفأر" بقيادة محمد سالم بجرون "الفأر"، وميليشيا "الأبح" بقيادة الإرهابي نجل عميد الزاوية الغربية قيس كبد الكريم الأبح، وميليشيا "السلوقي" بقيادة فراس عمار السلوقي، وميليشيا "البيدجا" بقيادة عبد الرحمن سالم ميلاد. وتضم هذه الميليشيات مهربين يسيطرون على مصفاة وميناء الزاوية النفطي، ويقومون بعمليات تهريب للوقود والبشر داخل وخارج ليبيا، وقد ارتكبت جرائم حرب في مدينة الزاوية ومحيطها.