تمر اليوم 15 من فبراير الجارى، ذكرى رحيل الشيخ التنويرى مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر السابق، والذى توفى 15 فبراير 1947، وهو أحد رموز الوسطية والاستنارة وأحد رواد الحوار المتكافئ مع الآخر، وكان يحرص على زيارة المعارض التشكيلية وكان صديقا لرائد النحت المصرى محمود مختار، وشارك في حملة الاكتتاب التي نودى بها لإقامة تمثال نهضة مصر. من هو الشيخ مصطفى عبد الرازق؟ الشيخ مصطفى حسن عبد الرازق، هو مفكر وأديب مصري، وعالم بأصول الدين والفقه الإسلامى شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، و يعتبر مجدد للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس "المدرسة الفلسفية العربية". تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، واختير شيخا للأزهر في ديسمبر 1945م / محرم 1365 ه. حياته الشخصية ينحدر الشيخ مصطفى من أسرة عريقة، اشتهر كثير من أبنائها بخدمة القضية الوطنية وهو مولود في 1888 بقرية "أبوجرج"، التابعة لمركز بنى مزار بمحافظة المنيا بصعيد مصر، ونشأ في كنف أبيه حسن عبد الرازق الذي كان عضوا بالمجالس شبه النيابية التي عرفتها مصر منذ عصر الخديو إسماعيل. وكان الشيخ مصطفى من الداعمين لأم كلثوم حينما هبطت إلى القاهرة، وفوق كل هذا فإن الشيخ عبدالرازق يعد رائدا من رواد الفلسفة الإسلامية وأول أستاذ جامعى يقوم بتدريسها من وجهة نظر إسلامية خالصة بعدما سادت النظرة الاستشراقية للفلسفة الإسلامية من خلال ربطها بالتراث اليونانى. دراسته قضى مصطفى، طفولته في قريته تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وانتقل وهو في العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ودرس الفقه الشافعي، وعلوم البلاغة والمنطق والأدب وغيرها دعا الشيخ مصطفى إلى التوفيق بين العقل والنقل، وإلى تحرير العقل من التقليد لأن العقل هو أساس الإيمان الصحيح. ودرس عبد الرازق، أصول الفقه على الشيخ أبى الفضل الجيزاوى، والمنطق على الشيخ حسنين مخلوف وأحمد أبوخطوة. انجازاته وبعد حصوله على العالمية في 1908 أخذ الشيخ مصطفى عبد الرازق، يشارك في الجمعيات العلمية والأدبية كالجمعية الأزهرية التي صار رئيسا لها، وكانت معنية بشأن إصلاح التعليم في الأزهر. وفى1911سافر إلى باريس للدراسة العليا، والتحق بالسوربون ودرس الفرنسية والفلسفة والاجتماع والأدب وتاريخه ثم تحول إلى جامعة ليون. ونال درجة الدكتوراه عن "الإمام الشافعى أكبر مشرعى الإسلام"، وبعد قيام الحرب العالمية الأولى عاد في 1914 وفى 1915 عين موظفا في المجلس الأعلى للأزهر، ثم سكرتير المجلس، ثم انتقل إلى القضاء الشرعى سنة 1920. وعمل مفتشا بالمحاكم الشرعية وحين صارت الجامعة الأهلية في مصر جامعة حكومية انتقل إليها في 1927م أستاذا مساعدا للفلسفة بكلية الآداب. واختير وزيرا للأوقاف عدة مرات فكان أول شيخ أزهرى يتولى الوزارة في مصر، ومُنح لقب الباشوية ولم يخلع عمامته طوال حياته، وفى 27 من ديسمبر 1945 عين شيخا للأزهر. مؤلفاته كتب دراسة صغيرة أدبية عن البهاء زهير الشاعر المعروف، ونشرت سنة 1349 ه / 1930م)، وتمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، سنة 1363 ه / 1944م وهو أشهر كتبه وأهمها. وكتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني" في سيرة الكندي والفارابي وصدر سنة 1364 ه / 1945م. وكتاب "الإمام الشافعي"، وصدر ضمن سلسلة أعلام الإسلام سنة 1364 ه /= 1945م. الدين والوحي والإسلام ومحمد عبده سيرته، ونشره في سنة 1365 ه / 1946م، وهو يجمع مقالاته ودراساته عن أستاذه، وركز فيه على الجانب الإصلاحي والفلسفي من حياة الإمام، كما قام بترجمة "رسالة التوحيد" لمحمد عبده إلى الفرنسية بالاشتراك مع برنارد ميشيل، ومذكرات مسافر، ومذكرات مقيم. وفاته توفى الشيخ مصطفى عبد الرازق، في مثل هذا اليوم 15 فبراير 1947م.