كرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، 10 من حفظة القرآن الكريم من مصر ودول العالم. وأعلنت وزارة الأوقاف، أسماء الفائزين فى المسابقة العالمية لحفظ القرآن الكريم، حيث يتم تكريم الأوائل فى كل فرع من فروع المسابقة، وهم: في الفرع الأول للمسابقة: "حفظ القرآن الكريم كاملا بالقراءات السبع المتواترة للدول العربية وغيرها، يأتي في المركز الأول: إسماعيل فؤاد إسماعيل من مصر، وحصل على 150 ألف جنيه، وفى المركز الثانى محمود سعيد ضيف الله من مصر، وحصل على 100 ألف جنيه. وفي الفرع الثانى: "حفظ القرآن الكريم كاملا وفهم أحكامه ومقاصده العامة مع معاني المفرادات للدول العربية وغيرها، وجاء في المركز الأول، بلقاسم خير الدين من الجزائر، وحصل على مبلغ 125 ألف جنيه، والمركز الثانى: فاز به المتسابق: حسن مصطفى بشير من نيجيريا، وحصل على مبلغ 80 ألف جنيه، وفى الفرع الثالث: "حفظ القرآن الكريم كاملا وتجويده للدول غير الناطقة بالعربية، فاز بالمركز الأول: محمد مجاهد الإسلام من بنجلاديش، وحصل على مبلغ 125 ألف جنيه، وفاز بالمركز الثانى: هيثم صقر أحمد من كينيا وحصل على مبلغ 80 ألف جنيه. أما الفرع الرابع: حفظ القرآن الكريم كاملا للناشئة تحت 12 عامًا للمصريين، حيث فاز فى المركز الأول: عبد الله عمار محمد السيد، وحصل على مبلغ 80 ألف جنيه، وفاز بالمركز الثانى مصطفى عبد الغنى محمود، وحصل على مبلغ 60 ألف جنيه، كما فاز بالمركز الأول فى مسابقة القرآن لذوى الاحتياجات الخاصة، عبد الرحمن مهدى من مصر. وطالب الرئيس، بزيادة قيمة الجائزة المالية، لآخر طفل، تم تكريمه وتسلميه الجائزة المالية، من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال خلال كلمته باحتفالية ليلة القدر: "آخر من استلم الجائزة، قدمتوا له 20 ألف، إسمحوا لي أزيد القيمة، اللي قدر يعمل كدة حاجة عظيمة أووي". وأكد أن مبدأ الحضارة الإسلامية لا خير بدون عمل، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "نتوجه إلى الله في ليلة القدر أن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه وسوء وأن ينعم علينا بالخير واليمن والسلام". وقدم الرئيس السيسى، خلال كلمته التحية والتقدير إلى رجال وزارة الأوقاف والأزهر الشريف الذين يقومون بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام. وأضاف الرئيس، تغيير الحكومات أمر ضروري لإعطاء الفرص لبعضنا البعض، مؤكدا على أنه سيتم إقامة احتفالية لتكريم حكومة المهندس شريف إسماعيل. ونوه بأن مصر شهدت تحديات كبيرة، خلال السنوات الماضية، قائلا: "كانت عزيمة الشعب المصرى صلبة أمام هذه التحديات، كان المصريون يدا واحدة فى مواجهة قوى الشر والظلام، التى حاولت هدم وطنهم، وقفوا بحزم أمام محاولات بث الفرقة وإشعال الفتنة، قدموا دمائهم وأرواحهم فداء للوطن الغالى، تحملوا بصبر ظروف اقتصادية صعبة، وبالعمل واصلوا الإصلاح، لبناء دولة عصرية حديثة". وأردف أن "شعب مصر العظيم، فى هذه الليلة المباركة فى الشهر المبارك، شهر البركة، نتوجه لله بالدعاء بأن يسدد على طريق الخير خطانا، وأن يمدنا بمزيد من الإرادة وضبط النفس، ويقظة الضمير، وأن يكلل عملنا وجهدنا بالنجاح". وفيما يلي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بسم الله الرحمن الرحيم * فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، * الشيوخ الأجلاء، * ضيوف مصر الأعزاء، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي في البداية أن أرحب بضيوف مصر الكرام من العالَمَيْن العربي والإسلامي، وأن أتوجه إليكم، وإلى جميع المصريين والمسلمين في أنحاء العالم، بالتحية والتقدير والتهاني، كل عام وأنتم جميعاً بخير. السيدات والسادة، نجتمع هنا اليوم، لنحتفل بليلة مباركة، لها مكانة خاصة في قلوب مسلمي العالم، هي ليلة من ليالي شهر رمضان المعظم بما فيه من خير وبركة ومغفرة، وهي ليلة خير من ألف شهر، كان قدرها عظيما إذ أنزل الله عز وجل فيها القرآن، واختصها تعالى بشأن كبير، إذ أراد فيها أن يكافئ عباده المؤمنين ويضاعف لهم أجرهم، وإننا إذ نحتفل بهذه الليلة، نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ وطننا الغالي من كل مكروه وسوء، وأن ينعم علينا وعلى أمتينا العربية والإسلامية بالخير واليمن والسلام. ولا يفوتني في هذه المناسبة الكريمة أن أتوجه بالتحية للعلماء المخلصين من رجال الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، الذين يعملون على تصحيح المفاهيم الخاطئة بشأن الدين الإسلامي السمح، ونهجه الوسطى المعتدل، والتصدي للغلو والتطرف ومواجهة الفكر المنحرف، ويعملون على إعلاء القيم الإنسانية والأخلاقية والمحبة بين الناس جميعًا. السيدات والسادة، دعونا نستلهم معاً من ليلة القدر الحكمة والموعظة الحسنة، فرغم ما أكرمنا به الله في هذه الليلة من فرصة مضاعفة للثواب والأجر، إلا أن اغتنام هذه الفرصة اقترن اقتراناً وثيقاً بالعمل وبذل الجهد، فلا يرجى الخير والمغفرة من الله من دون عمل، حتى في ليلة القدر التي أجزل الله فيها العطاء. لا خير بدون عمل، ذلك هو المبدأ الذي قامت عليه الحضارة الإسلامية العريقة، تلك الحضارة التي شهدت ازدهاراً في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والعلمية والثقافية، حتى أصبحت اللغة العربية وقتها هي لغة أهل العلم، وأصبح علماء المسلمين هم أصل العلوم الحديثة. إنه المبدأ الذي يستند إليه كل من يرغب في النجاح أشخاصاً كانوا أو جماعات، وهو المبدأ الذي نستند إليه شعباً وحكومة لتغيير واقعنا، وفرض واقع جديد يزخر بالخير والنماء لنا ولأبنائنا في المستقبل بإذن الله تعالى. السيدات والسادة، لقد شهدت مصر خلال السنوات الماضية تحديات كبيرة، وكانت عزيمة الشعب المصري صلبة أمام هذه التحديات، حيث انتفض حمايةً لوطنه ورغبةً في تهيئة الظروف لغد أفضل، كان المصريون يدًا واحدة في مواجهة قوى الشر والظلام التي حاولت هدم وطنهم، وقفوا بحزم أمام محاولات بث الفرقة وإشعال الفتن، تصدوا لكل من سولت له نفسه تهديد أمن الوطن، قدم أبناء هذا الشعب دمائهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالى ودفاعاً عن استقراره، تحملوا بصبر ظروفاً اقتصادية صعبة، وبالعمل واصلوا الإصلاح من أجل بناء دولة عصرية حديثة ومجتمع متطور، وأبهروا العالم بقدرتهم على تحقيق الإنجازات في العديد من المجالات. شعب مصر العظيم، أيها الشعب الأبي الكريم، في هذه الليلة المباركة في الشهر المبارك، شهر القرآن والمغفرة، والرحمة والصدق والصبر، وفي تلك الليلة التي أنزل الله فيها القرآن الكريم، يهدي به إلى الخير والسلام والبناء، وينهى عن الشر والفرقة والأذى، نتوجه لله سبحانه وتعالى بالدعاء بأن يسدد على طريق الخير والبناء خُطانا، وأن يمدنا بمزيد من قوة الإرادة، وضبط النفس، ويقظة الضمير في العمل والإنتاج والتميز والإتقان، في جميع جوانب الحياة، وأن يكلل عملنا وجهدنا بالنجاح والتوفيق، إنه نعم المولى ونعم النصير. أشكركم، وكل سنة وأنتم بخير، ومصر بسلام وتقدم وازدهار، تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.