يخوض نادي ريال مدريد الإسباني بقيادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، مباراة من العيار الثقيل، حينما يصطدم ب باريس سان جيرمان الفرنسي، في دور ال16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، علي ملعب سانتياجو برنابيو. *الظروف التي يمر بها الفريقين : يعيش اللوس بلانكوس حالة من التراجع في المستوي العام والنتائج، حيث يحتل المركز الرابع بجدول ترتيب الليجا برصيد 42 نقطة، وبفارق كبير عن برشلونة المتصدر (19 نقطة)، وودع بطولة كأس الملك علي يد ليجانيس بالدور ربع النهائي.
ونجح الميرنجي في سحق ريال سوسيداد بخماسية مقابل هدفين، في إطار منافسات الليجا قبل موقعة باريس المنتظرة، ليعيد هذا الفوز بعض من الثقة والتماسك والقوة للفريق، قبل الدخول في منافسات دوري الأبطال.
وعلي الجهة الأخرى، يعيش باريس سان جيرمان فترة من التألق تحت قيادة مدربه الإسباني أوناي إيمري، حيث يحتل ال"بي إس جي" المركز الأول بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه مارسيليا، ويسعي للفوز بكأس فرنسا، ويضع نصب عينيه اللقب الأهم وهو "التشامبيونزليج".
واستطاع سان جيرمان التغلب على نظيره تولوز صاحب المركز الخامس عشر، بهدف نظيف، في إطار منافسات الليج وان، ليواصل باريس تصدره، ويدخل المباراة المقبلة أمام الريال بأريحية كبيرة.
ومن ثم، فإن الظروف والأوضاع الحالية ترجح من كفة باريس الذي يسعي لتحقيق الحلم وإحراز لقب دوري الأبطال، ولكن لا ننسي أن أهداف ودوافع الريال لتحقيق الفوز لا تقل عن منافسه بل قد تزيد، وذلك لأسباب كثيرة، لعل أبرزها الحفاظ على لقب دوري الأبطال للمرة الثالثة عشر، والخروج من هذا الموسم بنجاح كبير يغطي علي الإخفاق بتحقيق الليجا أو كأس الملك، وليحافظ زيدان علي وظيفته كمدرب للفريق.
*طريقة لعب الفريقين : من المتوقع أن يعتمد زين الدين زيدان في هذه المباراة علي خطة 4-4-2 أو 4-3-3 أو 4-3-1-2 وبالتشكيل المتوقع الآتي (نافاس - فاران - مارسيلو - ناتشو - مارسيلو - كاسيميرو - مودريتش - كروس - بيل - بنزيما - رونالدو)، أو بتغيير المثلث الهجومي ليكون (إيسكو - رونالدو - بنزيما).
فيما قد يعتمد إيمري في الغالب علي خطة 4-3-3، ولكن يقع المدرب الإسباني في مشكلة بخط الوسط، حيث تعرض تياجو موتا للإصابة، ولذا فهو متحير بشأن الإختيار بين جيوفاني لو سيلسو أو لاسانا ديارا، كما أنه متحير في مركز الظهير الأيسر، وعبي كل فإن التشكيل المتوقع هو (أريولا - داني ألفيس - تياجو سيلفا - ماركينيوس - بيرتيشتي أو كورازو - لو سيلسو - فيراتي - دي ماريا - مبابي - نيمار - كافاني).
*نقاط القوة التي يجب علي الريال الاعتماد عليها : 1- "خط الوسط".. برغم تراجع مستوي خط وسط الميرنجي هذا الموسم، إلا أنه يظل به أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم إن لم يكونوا الأفضل وهم (كاسيميرو - مودريتش - كروس)، وحال وظفهم زيزو بالشكل الجيد فقد يكونوا مفتاح فوز الملكي.
2- "الضغط العالي".. لم يمارس الريال هذا الموسم ضغطه العالي الذي اعتاد منذ قبل أن يفرضه علي الخصوم، وهو ما كان يتيح للفريق غزارة تهديفية وإرباك لحسابات الفرق المنافسة، ولذا يجب علي الفريق معاودة الضغط
3-"فرض الشخصية".. افتقد الريال هذا الموسم لفرض شخصيته على الخصوم، والسير بخطة واضحة، وخاصة بعد التقدم، حيث نجد المجموعة قد تلجأ لتهدئة الرتم وتهتم أكثر بالدفاع، وهذا ما يعود بأبلغ الضرر، فنجد الفريق المنافس يواصل الهجمة تلو الأخري حتي يقلب النتيجة لصالحه.
4-"الدقائق الأخيرة".. من أكبر وأوضح المشاكل التي واجهها ريال مدريد هذا الموسم هو تلقي أهداف قاتلة في الدقائق الأخيرة، وظهر ذلك أمام سيلتا فيجو وليجانيس وفالنسيا وليفانتي وغيرهم، وهذا يحتاج لخطة واضحة يسير عليها الفريق وعدم الإكتفاء بالدفاع بعد إحراز التقدم.
5-"صناع اللعب".. يمتلك ريال مدريد عدد وفير من صناع اللعب بمستوي مميز، يصنعون سواء من الأطراف (بيل - مارسيلو - كروس - مودريتش - إيسكو - أسينسيو)، ورغم هبوط أرقام معظم تلك الأسماء في الفترة الأخيرة، إلا أنه لا يجب الاستهانة بأحدهم، وبلا شك إذا كانوا في يومهم فسيكون لهم دور حاسم.
6-"صحوة مارسيلو".. يحتاج ريال مدريد إلي أن يستعيد ظهيره الأيسر البرازيلي مارسيلو صحوته ومستوياته المعهودة، حيث سيقع علي كاهله مهمة كبري وهي مراقبة مواطنه نيمار دا سيلفا أو الشاب الواعد كيليان مبابي، الذين يعول البي إس جي عليهم من أجل حسم المباراة.
7-"تحركات إيسكو".. لا شك في أن فرانشيسكو إيسكو أحد أهم لاعبي ريال مدريد علي الرغم من تراجع مستواه، لكنه يبقي مؤثرًا، ويجب علي زيدان توظيفه في مكانه الطبيعي "صانع ألعاب متقدم - أو خلف المهاجم"، ولا أحد ينسي دوره الملموس في شتي البطولات التي حققها الميرنجي عام 2017.
8-"حسم رونالدو".. يظل كريستيانو رونالدو بتاريخه الحافل في بطولة دوري أبطال أوروبا ولا سيما في الموسم الحالي الذي سجل خلاله حوالي 10 أهداف، محلاً لثقة مشجعي الريال، وأملاً كبيرًا للكثيرين من أجل حسم الصعود لدور الثمانية، وبوصفه في المقام الأول "هدافًا تاريخيًا" لتلك للبطولة الكبيرة.
9-"القشة التي سيتعلق بها زيدان".. بات إستمرار الفرنسي زيدان علي رأس الإدارة الفنية للريال محل شك كبير، وحال نجاحه في حفظ ماء وجه بطل أوروبا 2017، بإحراز التشامبيونزليج هذا العام، فقد يتم الإبقاء عليه، وهذا ما يجعله يقاتل لتحقيق الفوز والعبور لدور الثمانية لإعادة جزء من الثقة المفقودة.
10-"التاريخ".. يظل التاريخ عنصرًا في غاية الأهمية بالنسبة للفريقين، وهذا العنصر علي وجه التحديد قد يقلب الطاولة على النادي الباريسي الذي لا يمتلك علي المستوي الأوروبي قاعدة صلبة يستند عليها، علي العكس من النادي الملكي "الأكثر تتويجًا بالبطولة"، والذي استطاع إحرازها لثلاثة مرات (2014-2016-2017) خلال الأعوام الأربعة الماضية.
11-"مباراة سوسيداد بروفة أخيرة لتصحيح الأخطاء".. برغم سحق ريال مدريد لسوسيداد بخماسية، إلا أن المباراة شهدت عودة الأخطاء الدفاعية مرة أخرى، والتي ظهرت جلية بغياب نجم الوسط "كاسيميرو"، ولكن الفرصة مازالت بيد زيزو لتدارك تلك الهفوات، قبل مواجهة باريس الذي يضم ثلاثي هجومي خطير مكون من (نيمار - مبابي - كافاني).
*نقاط ضعف لدي باريس يجب علي الريال إستغلالها : -تكمن أبرز نقاط ضعف نادي باريس سان جيرمان في "العمق".. فعند بناء الهجمة بصورة منظمة في الوضع الطبيعي، فإن البي إس جي يفتقد القدرة على الإختراق من العمق، وخاصة في حال وجود خط وسط متماسك، مما يؤدي لتأخر الهجمة وحدوث مداورة للكرة في مناطق حساسة، مما يتيح للريال عندما يضغط بقوة علي لاعبي باريس أن يوقعهم في أخطاء وخاصة بين المدافعين وحارس المرمي.
ويعول زيزو في هذا الجانب علي الخماسي المتقدم (رونالدو - بيل - مودريتش - بنزيما - أسينسيو) من أجل الضغط المتواصل، وإحداث "إفتكاك للكرة"، وهذا سيعطل الهجمات الباريسية ويقلل من خطورتها، ومن المنتظر أن تزيد الخطورة بغياب لاعب الوسط تياجو موتا للإصابة.
-لاعبي اللوس بلانكوس يمتلكون "الأفضلية" في مواجهة نجوم باريس؛ فإذا كان مارسيلو في يومه فسيكون جديرًا بإيقاف خطورة مبابي، وكروس يستطيع إيقاف فيراتي، وكذلك كاسيميرو يستطيع إبطال تحركات رابيو أو داركسلر في الوسط، ولكن الداهية البرازيلية نيمار فلن يستطيع ناتشو إيقافه بمفرده، ولذا يجب دعمه بالجناح الويلزي جاريث بيل في غلق الجبهة أمامه.
-يمتلك باريس "حارس مرمي" بمستوي ضعيف جداً، ويتلقي أهداف من كرات سهلة أو بالأوضح "ميتة"، ولكن الملاحظ أن حارس البي إس جي يعتاد الخطأ في التعامل مع الكرات العرضية والضربات الحرة المباشرة، وهي نقاط في غاية الأهمية لصالح الريال ومهاجميه. *نقاط مشتركة بين ريال مدريدوباريس : -"الأطراف".. يعتمد كلا الفريق علي الأطراف، ولكن الريال يعتمد عليهم في إرسال الكرات العرضية للمهاجمين، في حين يعتمد باريس علي الأطراف في إرسال العرضيات وتنفيذ الإختراقات.
-"الأظهرة".. يعتمد الملكي علي مجهودات الأظهرة لعدم إمتلاكه لأجنحة حقيقية بالفريق، بينما يعتمد سان جيرمان علي الأجنحة بمسماها ووظائفها الحقيقية، ويعتمد كذلك علي الأظهرة، ومن ثم فإن الأطراف والأظهرة عند باريس أكثر قوة، ولذا من المتوقع أن تحد أظهرة النادي الفرنسي من قوة هجوم الريال (أقوي نقاط هجومه).
ويتعين علي زيدان لذلك المجازفة بالإعتماد الكامل علي الأطراف، وهذا ما قد يعرضه لضربات قاسية من نيمار ومبابي، وإما أن يتراجع الأطراف ويتحفظوا إلي حد ما دفاعيًا، لكن ذلك أيضًا سيضر بهجوم الميرنجي ويفتح المباراة لصالح باريس.