استخدمت الولايات المتحدة، مساء الاثنين، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي تقدمت به مصر في مجلس الأمن، الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس. وقالت سفيرة الولايات المتحدة، نيكي هايلي، في جلسة مجلس الأمن: "إن مشروع القرار المطروح يُعيق السلام"، مضيفة أن "واشنطن ملتزمة بالتوصل إلى سلام دائم مبني على حل الدولتين".
وصوّت لصالح مشروع القرار المصري، 14 دولة، هي: مصر، الصين، فرنسا، روسيا، بريطانيا، السنغال، إثيوبيا، اليابان، كازاخستان، أوروجواي، بوليفيا، السويد، إيطاليا، وأوكرانيا، مقابل صوت واحد ضده هو الولايات المتحدة التي استخدمت حق الفيتو.
وبعد استخدام أمريكا حق "الفيتو" ضد مشروع القرار المصري، تعددت ردود الأفعال الغاضبة والرافضة له.
مصر: من المقلق عجز مجلس الأمن اعتماد القرار أعرب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عن أسف مصر لعدم اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع القرار المقدم من مصر، نيابةً عن المجموعة العربية، حول القدس.
وقال أبو زيد، في بيان له اليوم الإثنين، إن هذا القرار الهام جاء استجابةً لضمير المجتمع الدولي الذي عبر بوضوح عن رفض اعتراف الولايات المتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل".
ولفت إلى أنه من المقلق للغاية أن يعجز مجلس الأمن عن اعتماد قرار يؤكد على قراراته ومواقفه السابقة بشأن الوضعية القانونية لمدينة القدس؛ باعتبارها مدينة محتلة تخضع لمفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفقاً لكافة مرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دولياً.
وأشار إلى أن حصول مشروع القرار على دعم 14 عضواً من أعضاء المجلس الخمسة عشر يؤكد مجدداً أن المجتمع الدولي رافض لأية قرارات من شأنها أن تستهدف تغيير وضعية مدينة القدس، والتأثير السلبي على مستقبل عملية السلام والتسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.
دعم فرنسي وبريطاني لمشروع مصر أعرب المندوب الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرانسوا دي لاتر، عن رفض بلاده للقرارات أحادية الجانب بشأن القدس، في إشارة إلى اعتراف واشنطن بالمدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وقال دي لاتر، إن المسودة المصرية جيدة وتعيد تأكيد مرجعيات أسس القانون الدولي بضرورة التوصل إلى حل الدولتين، متابعًا: "حل الدولتين هو الطريق الأمثل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مؤكدًا أن كل الجهود ستُبذَل لإعادة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات.
فيما أكد المندوب البريطانى لدى مجلس الأمن، أن القدسالشرقية ستبقى جزءًا من الأراضى الفلسطينية، وأن بلاده لن تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
دحلان: شكرًا مصر العروبة وتوجه محمد دحلان، القيادي الفلسطيني، بالشكر للدول ال 14 التى صوتت لصالح القرار، موجهًا شكره لمصر العروبة، متابعًا: "سنواصل الكفاح بكل الوسائل القانونية والشعبية ولن نتوقف حتى نحرر عاصمتنا المقدسة، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مهد المسيح عليه السلام، ومسرى النبى محمد صلى الله عليه وسلم."
الرئاسة الفلسطينية: الفيتو يزيد عزلة الولايات المتحدة ودانت الرئاسة الفلسطينية، الفيتو الأمريكي ضد مشروع القرار المصري بشأن القدس، وأكدت أن ذلك يعد استهتارا بالمجتمع الدولي.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار بشأن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، هو ضد الإجماع الدولي، ومخالف لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، ويمثل انحيازا كاملا للاحتلال والعدوان.
وأكد أبو ردينة، أن الفيتو سيؤدي إلى مزيد من عزلة الولايات المتحدة، كما سيشكل استفزازا للمجتمع الدولي.
وشدد على أن بلاده ستواصل تحركاتها في الأممالمتحدة وفي كافة المؤسسات الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
الجبهة الديمقراطية: أمريكا تعادي الشعب الفلسطيني كما نددت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بشدة بلجوء مندوبة الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن إلى حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار المصري بشأن مدينة القدس وقرار الرئيس ترامب اعتبارها عاصمة لإسرائيل.
وقالت الجبهة في بيان لها اليوم الاثنين إن الإدارة الأميركية أصرت على اشهار عدائها لشعبنا الفلسطيني ولحقوقه الوطنية المشروعة وتحديها للشرعية الدولية في موقفها المشين من المشروع المصري بتأكيده على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بمدينة القدس والتي رسمت حالتها القانونية باعتبارها مدينة محتلة.
ولفتت الجبهة النظر إلى أن الإدارة الأميركية بقرارها الليلة تكون قد لجأت إلى الفيتو لصالح اسرائيل ومنذ ولادتها وحتى الآن 43 مرة من أصل 80 مرة مارست فيها واشنطن حق النقض في مجلس الأمن الدولي.
إيران: فيتو واشنطن انتهاك للشرعية الدولية وأدانت إيران استخدام الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروع القرار الذي تقدمت به مصر في مجلس الأمن الدولي حول التنديد باعتراف واشنطنبالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في بيان، مساء اليوم الاثنين، إن "إيران تدين الفيتو الأمريكي الذي استخدم ضد القرار المصري في مجلس الأمن بشأن القدس".
وأضاف قاسمي: "الفيتو يأتي استمرارا للسياسات الأمريكية العنصرية، ويؤكد عرقلة واشنطن لأي خطة من شأنها إيقاف قرارها الأخير باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أن "فيتو واشنطن انتهاك صريح لقرارات الشرعية الدولية"، مضيفا: "الإدارة الأمريكية، من خلال قرارها الاستفزازي وغير الناضج في الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، لم تبرهن فقط عدم التزامها بالقرارات الدولية، بل وأثبتت هذه المرة أيضا، وفي سياق تحقيق مصالح ذلك الكيان رغم دعم الدول ال14 الأخرى في مجلس الأمن ومن خلال الفيتو ضد هذا القرار، إنها تسعى لحل عبر طمس الحقوق المشروعة لجميع الفلسطينيين".