قال الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن أئمة ودعاة الأوقاف بالمحافظة قد أدوا خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان "الإيمان وأثره فى تحقيق السكينة للفرد والمجتمع" التزاما بتعليمات الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بنشر الفكر الوسطى المستنير ولإبراز مظاهر قوة الإيمان وتأثيرها فى الأمة. وأكد "العجمى" أن قوة الإيمان تتجلى فى الأمن النفسى وهو شعور المرء بالسكينة والراحة والاطمئنان على النفس والرزق والمال، فهو شعور يدفع صاحبه إلى الرضا بالله ربا مدبرا رازقا خالقا وعندها يجد المسلم نفسه لا يخاف من أحد إلا الله ولا يخاف من الحاضر ولا المستقبل لأن الذي يدير الكون هو الرب الرحيم الحافظ، حيث يقول الله تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175، أما إذا افتقد الإنسان الأمن النفسي فإنه يعيش في قلق وخوف ويعاني من الشعور بالاكتئاب والاضطراب الذي يحول حياة المرء إلى جحيم لا يطاق يدفعه إلى المعاصي وربما يزجه في هوة الانتحار. وأكد وكيل أوقاف الإسكندرية، أن الإيمان بالله تعالى هو صمام الأمن والأمان لدى الفرد والمجتمع فالإيمان به سبحانه وتعالى خالقا مدبرا رازقا يحيي ويميت يجعل الإنسان يعيش في أمن وسكينة، فعندما تؤمن بأن الله تعالى هو الذي يدبر الأمور وهو الذي يسير الحياة بقدرته وقوته عندها يجد المسلم برد الأمن في قلبه ونفسه ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31]. فإن الله تعالى قد أخبرنا في القرآن بأنه يدبر الأمر، وتدبير الأمر يعم تقديره وتسهيله وإنفاذه على أحسن حال وفى أفضل صورة. وأكد العجمى على أن نؤمن بقضاء الله وقدره وأنه لا يكون في كونه إلا ما يريد وأن كل شيء بقضاء وقدر فإن رسخ ذلك المفهوم في نفسية المؤمن أورثه أمنا وأمانا وثقة بربه سبحانه وتعالى وأنه فعال لما يريد وأن ما صابه لم يكن ليخطئه وما أخطئه لم يكن ليصيبه. والله تعالى يقول مبينا لنا تلك الحقيقة ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد22-24]. واختتم وكيل أوقاف الإسكندرية حديثه بالتأكيد على أن قوة الإيمان تجعل القلب فى سكينة وهدوء مما يلقى بأثره على الأفراد والمجتمعات فنرى هذا الأثر إقتصاديا وصناعبا وزراعيا واجتماعيا وفى جميع المجالات.