أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن الرياضة تعتبر عنصرًا مهمًا من عناصر الحياة، وأساسًا رئيسيًا في بناء إنسان مصداقًا للقول المأثور "العقل السليم في الجسم السليم"، فضلًا عن أثرها البالغ والفعال في تربية النفس، وتعلم الإنسان تحمل المشاق واجتياز المصاعب، من خلال التنافس مع الآخر. وقال المجلس في بيان له، اليوم، إن هذا يجعل عليه لزامًا بأن تُسن للرياضة القوانين واللوائح والآداب، التي تضمن التحلي بالخلق الكريم، واللعب النظيف، وتقدير الموهبة، واحترام الآخر، ومصافحة اللاعب لمنافسه حتى ولو غلبه. وتابع البيان: عشنا زمنًا كانت مشاهدة المسابقات الرياضية، خاصة مباريات كرة القدم، وسيلة من وسائل الترفيه عن النفس وتفريغ شحنات الإرهاق والتعب، ونسيان هموم الحياة، فامتلأت الملاعب بالرواد والمدرجات بالمتفرجين يسودها البهجة وحماس المنافسة الشريفة، دون تعصب مقيت يحفز على العنف، وفي كافة مباريات المنتخب القومي يسود الملاعب المصرية دائمًا روح رياضية تنتصر للوطنية المصرية دون تعصب مقيت. وشدد البيان على أنه مع اشتداد المنافسة خاصة بين الأندية، حاد البعض عن الطريق السليم، فانتشر التعصب الذي زكاه في كثير من الحالات، صور من ألوان الإعلام الرياضي أخفقت في الحفاظ على رسالة الرياضة وأخلاقياتها وأهدافها ومعانيها، مما أدى في كثير من الأحيان إلى حوادث مؤسفة، بلغت ذروتها في مذبحة بورسعيد، التي وقعت عام 2012، التي أججها روح التعصب بين النادي الضيف والنادي المضيف، وكانت النتيجة فقدان الأمن والاستقرار وانتشار روح الثأر والانتقام، عكس ما هو مطلوب تمامًا من الرياضة، الأمر الذي أدى إلى إخلاء المدرجات من المتفرجين، لتصبح لسنوات متصلة خاوية على عروشها، تنعى من بناها. وتابع البيان: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يرى في تأهل المنتخب المصري لكأس العالم، فرصة كبيرة لوضع الأمور في نصابها الصحيح، متعاونًا مع كل الأطراف المعنية، وفي مقدمتها وزارة الشباب والأندية الرياضية، والتقاء الرياضيين وكافة العاملين في حقل الإعلام الرياضي، خاصة أن الجماهير المصرية أظهرت خلال احتفالاتها في هذه المناسبة، التي ملأت الشوارع بهجة وسرورًا، قدرة فائقة على الحفاظ على النظام والأمن العام والظهور بمظهر مشرف أثلج صدور الجميع. واستطرد المجلس بأن عودة الجماهير المصرية إلى الملاعب بات أمرًا مهمًا ينبغي الحرص عليه، في إطار يحافظ على الأمن والاستقرار، ويحفظ للرياضة رسالتها ويرسخ قيمها، مؤكدًا أن تلك مهمة يصعب تحقيقها دون مساهمة واعية من الإعلام الرياضي، ترسخ عدة مبادىء ومفاهيم مهنية تكاد تكون غائبة بشكل كامل. وأوضح أن أولها احترام ثوابت المجتمع الرياضي، من خلال تجنب إثارة القضايا التي تثير الفرقة والتخريب، والحرص على عدم تقديم المواد التي تزكي الفتنة بين الجماهير، خاصة جماهير الأندية الكبرى ذات الشعبية، وثانيها عدم التعرض لكل ما يمس الجوانب الأخلاقية والقيم الإنسانية والمجتمعية، فضلًا عن التأكيد على احترام جميع أطراف المنظومة الرياضية، من فرق وأندية وحكام ولاعبين ومسؤولين ومدربين. وأوضح المجلس أن يحرص على التفرقة بين الخبر والرأي الشخصي، وبين المعلومة و الاجتهاد، وتنطبق هذه القواعد على كل أطراف العمل الإعلامي. كما تشمل هذه المبادئ العامة المحتوى الإعلامي، سواء كان أفكارًا مطروحة، أو قضايا تناقش وتنطبق أيضًا على جميع المباريات الرياضية في اللعبات الأخرى، وليس كرة القدم فقط. وفي إطار هذه المبادئ ولضمان حسن تطبيقها، قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تشكيل هيئة من كبار النقاد الرياضيين المشهود لهم بالأمانة والوطنية والحرفية العالية، والموضوعية وحسن السمعة، تكون مهمتها ضبط الأداء المهني في الإعلام الرياضي، بما يحافظ على قيم الرياضة ويصون أخلاقياتها، ورصد أداء الإعلام الرياضي في مختلف القنوات والشبكات الإذاعية والصحف، وتسجيل أية مخالفات في هذا الشأن وإعلان جزاءاتها، كما سيكون ضمن مهام هذه اللجنة الموقرة الاحتفاء بكل أداء جيد يساعد على القضاء على العنف والتعصب؛ لتعود أجواء الملاعب المصرية إلى سابق عهدها مليئة بالمحبة والروح الرياضية، مؤكدًا أنه سوف يساعد بكل ما يملكه من قوة القانون والسلطة الأدبية ومساندة الرأي العام على تنفيذ توصيات وقرارات وملاحظات هذه الهيئة، التي تقدم تقريرًا دوريًا عن كافة ملاحظاتها على أداء الإعلام الرياضي سلبًا أو إيجابًا، بنشر في كل وسائل الإعلام.
