شهدت فترة التسعينات، مشاركة الهضبة عمرو دياب، في ثلاثة أفلام سينمائية، انقطع بعدها عن التمثيل، وكانت تلك الأفلام بمثابة شهادة ميلاد جديدة ل"دياب" بعد نجاحه الكبير في الغناء، وعبرت الأدوار التي جسدها عن حال أبناء جيله، بشخصيات نالت استحسان جمهوره، وتضمنت عرض الصعوبات التي واجهته في بداية مشواره الفني، وكيف ذلل تلك العقبات للوصول إلى حلم النجومية، حتى بات واحدا من أهم نجوم الفن في العالم، متربعا على عرش الغناء لعشرات السنين. يحتفل الهضبة، اليوم الأربعاء، بذكرى عيد ميلاده، ال56، وسط احتفاء جماهيري كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا"، حيث حرص محبوه على تهنئته، فيما فضل هو الاحتفال مع عدد من أصدقائه بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وبالتزامن مع المناسبة، يرصد "الفجرالفني"، أهم شخصيات الهضبة في أفلامه.
"العفاريت" 1990 يعتبر فيلم "العفاريت" ثاني مشاركة لعمرو دياب، في السينما، بعد فيلم "السجينتان" مع يوسف شعبان، سماح أنور، وإلهام شاهين، ولكنه شهد البطولة الأولى ل"دياب" بجانب الفنانة الكبيرة الراحلة مديحة كامل، وظهرا الثنائي على الأفيش الرسمي للفيلم، عام 1990، كما ظهر دياب، باسمه الحقيقي، حيث جسد شخصيته كمطرب يبحث عن الشهرة، وتضمنت أحداث الفيلم مجموعة من الأغنيات التي نالت شهرة واسعة، ومنها "ميال"، التي تم إصدارها عام 1988، وترجمتها إلى خمس لغات حول العالم.
"شوقنا" كانت الأغنية الثانية التي اشتهر بها فيلم "العفاريت"، حيث اختتم بها "دياب" أخر مشاهد الفيلم، وظهر بصحبة مديحة كامل "ماما كريمة"، والطفلتين "بلية ولوزة"، على ظهر مركب نيلي، في حالة من السعادة والبهجة، جاءت خاتمة لأحداث الفيلم التي دارت حول المطرب "عمرو دياب" الذي يتعرف على طفلة لقيطة تدعى "بلية"، ويحاول تخليصها من عصابة سرقة الأطفال بقيادة "الكتعة" التي جسدتها الفنانة نعيمة الصغير، والفيلم من تأليف ماجدة خيرالله، وإخراج حسام الدين مصطفى.
"أيس كريم في جليم" 1992 "أنا جوا دماغي حاجات هتغير وجه الكون"، جملة رددها الهضبة في أغنية فيلمه "أيس كريم في جليم"، والذي تضمنت قصة رحلة صعود المطرب "سيف"، وفرقته من العازفين الشباب، الذين آمنوا بموهبتهم الفنية، بعيدا عن سيطرة أصحاب المال عليهم، في مشهد عبر عن تكسير الحواجز للوصول إلى الجماهير، التي امتلئ بها شاطئ "ستنالي" الشهير، بمدينة الإسكندرية، وعلى الجانب الأخر عرض الفيلم قصة الشاب الثورجي والشاعر "نور"، والملحن المغمور "زرياب"، وكيف كان لهما تأثير في تغيير حياة "سيف".
وداخل محل أيس كريم صغير ب جليم، يصادف "سيف" فتاة لا يعرفها، تستحوذ على اهتمامه منذ اللحظة الأولى، حتى بعد انتقاله من الإسكندرية إلى القاهرة لتحقيق أحلامه، تكون هي أحد تلك الأحلام أثناء تناوله "الأيس كريم" في الشتاء، ويعبر "سيف" عن انكساره من عدم قدرته على تحقيق طموحاته، والواقع الذي اصطدم به، بعمله لدى موزع شرائط مستغل يدعى "زيكو"، وسكنه في جراج متواضع على الطريق، فيؤكد في مشهد حزين انتهى بالدموع، أنه سيظل "سيف بتاع اسكندرية"، تعبيرا عن حنينه إلى مسقط رأسه.
"ضحك ولعب وجد وحب" 1993 ومن "سيف" الذي ملئ الطموح كيانه، إلى "أدهم لبش"، الشاب المفتول العضلات الذي تسبب والده في تمرده على الحياة والنجاح بها، فبات الفشل هو صديقه الوحيد، حتى يقابل "عائشة" أو إش إش، التي جسدتها "يسرا"، وهنا يدق قلب "أدهم"، للمرة الأولى، ويرى في إش إش، صورة والدته التي ماتت ظلما بسبب طلاق والدها لها، وشقيقته الوحيدة التي تولت تربيته ورعايته في صغره، فيما تتخلص إش إش، من لعنة ماضيها الملوث قبل معرفة "أدهم"، وينتهي الأمر بزواجهما.
"دوامة الحياة فيها قلبي تاه"، بكلمات أغنية "ذكريات"، اختتم الهضبة أخر مشاهد فيلمه " ضحك ولعب وجد وحب"، لتأتي معبرة عن حاله خلال الأحداث، ومحاولته للتخلص من عقدة سخطه على أبيه، بعد غدره بوالدته تنفيذا لرغبات أقارب زوجته الأولى، ويعرض الفيلم قصص طارق وفريد وحسن، وهم شباب يحاولون الوقوع في فخ الفشل في الحياة، ولكنهم يتعلمون الدرس بتعرفهم على "أدهم"، ليصبحوا أشخاص ناجحين بعد ذلك.