أوصى مؤتمر "التحرر من إضطرابات الغذاء النفسية"، الذي نظمه مركز الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس، بإعلان مرضى اضطرابات الغذاء النفسية فئة غير مهمشة، وعمل عيادات لعلاج المرض بالمؤسسات الطبية المختلفة على غرار تلك الموجودة بمركز الطب النفسي، إضافة إلى تبني حملات توعية قوية للآباء بخطورة اضطرابات الغذاء النفسية. وحضر المؤتمر الذي تم تنظيمه لأول مرة في الشرق الأوسط الدكتورعبد الوهاب عزت رئيس الجامعة، والدكتور محمود المتيني عميد كلية الطب، والدكتور هشام رامي الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، والدكتور أحمد سعد مدير مركز الطب النفسي. وقال الدكتور محمود المتيني، إن قسم الطب النفسي متداخل مع مختلف الأقسام الطبية، وأنه شخصياً يدعم التخصصات والأنشطة الجديدة في إطار مؤسسي مدروس بعيداً عن العشوائية، مشيرا إلى أنه قام بتوفير أماكن لعيادات اضطرابات الغذاء. وطالب المتيني، الدكتور أحمد سعد، مدير مركز الطب النفسي بالمشاركة الفاعلة في مؤتمر الكلية الذي يقام في شهر مارس من كل عام حيث سيتم عمل مؤتمرات الأقسام المختلفة بالكلية على هامش المؤتمر لإعطاءه ثقلاً على ثقله، موجهاً الشكر للدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي والرئيس الفخري للمؤتمر على فكرته في إنشاء مركزاً للطب النفسي بكلية الطب وجهوده مؤخراً في تطويره أيضاً. ومن جانبه، أشاد الدكتور عبد الوهاب عزت، بكلية الطب، واصفاً إياها بالسباقة حيث سبقت الجميع بإنشاء عيادة لاضطرابات الغذاء النفسية، كما سبقت قبل ذلك في إنشاء عيادة أمراض الكبد. وفي السياق ذاته أوضحت الدكتورة هبة العيسوي، مدير عيادة اضطرابات الغذاء النفسية ومنسق عام المؤتمر، أن المؤتمر يهدف إلى رفع الوعي بالمرض وإلقاء الضوء على فئة مهمشة هم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، مشيرة إلى أن هذه الاضطرابات ليست مرضاً واحداً وإنما هي عدة أمراض وفقاً للقاموس الأمريكي للطب النفسي وتشمل أمراض فقدان الشهية العصبي، النهم العصبي، والشرهة العصبية وهي أمراض نفسية مسكوت عنها رغم انتشارها بنسبة كبيرة جداً. وألقت الدكتورة سهير الغنيمي، نائب مدير مركز الطب النفسي محاضرة عن الانتحار بين مرضى اضطرابات الغذاء النفسية، مؤكدة أن نسبة محاولات الإنتحار لدى هؤلاء المرضى غير قليلة وبالتالي يجب توعية المجتمع بالمرض، مشيرة إلى أن العلاج يعتمد في الأساس على العلاج السلوكي لأنها طريقة للتكيف مع المجتمع الخارجي وهو يختلف من مريض لآخر وفقاً لحالة المريض والعوامل المحيطة به، ولكن في بعض الأحيان نضطر إلى اللجوء للعلاج الدوائي ومضادات الإكتئاب. ونوهت بأن 40% من المراهقين معرضين للإصابة بإضطرابات الغذاء النفسية، و20% منهم معرضون للانتحار، حيث أن نسبة محاولات الانتحار بين مرضى الشرهة العصبية أكبر من الأمراض الأخرى، بينما نسبة نجاح محاولات الانتحار فعلياً بين مرضى فقدان الشهية العصبي أكبر. وشددت على أنه يجب أن يعلم مرضى اضطرابات الغذاء النفسية أن هناك من يستطيع المساعدة في حل مشكلاتهم وإخراجهم من الصراع النفسي الذي يعيشونه، مطالبة الآباء بملاحظة أبنائهم وملاحظة أي تغيرات سلوكية قد تطرأ عليهم مثل فقدان الوزن بشكل كبير فيوقت قصير، ممارسة إحدى الرياضات العنيفة، أو دخول دورة المياه بعد تناول الطعام مباشرة، ونصحتهم بطلب العلاج مبكراً وعدم الانتظار حتى يتفاقم الأمر.