يلقي أسطورة الكرة الأرجنتينية والعالمية ليونيل ميسي بكل أوراقه في الموسم الجديد، بعدما خاض 9 مباريات مع فريقه برشلونة الإسباني ومباراتين مع "راقصي التانجو" حتى الدقيقة الأخيرة. ولا يملك نجم برشلونة رفاهية الخلود إلى الراحة في الوقت الراهن فهو يمر بلحظات رائعة بعد أن سجل 12 هدفا حتى الآن، كما أن جدول المباريات لا يحمل بين طياته أي فرصة لميسي من أجل التقاط الأنفاس. ولكن المواسم الأخيرة أثبتت أنه حتى اللاعبين الكبار يحتاجون إلى التوقف لبعض الوقت خلال الموسم ليصلوا إلى المراحل الحاسمة منه في لياقة بدنية وفنية جيدة. ولعب ميسي أول أمس السبت مباراة فريقه أمام جيرونا حتى الدقيقة الأخيرة، رغم ضعف الفريق المنافس وتفوق برشلونة عليه بثلاثية نظيفة منذ الدقيقة 69 من اللقاء الذي جاء ضمن منافسات المرحلة السادسة من الدوري الإسباني. وقال إرنستو فالفيردي، المدير الفني لبرشلونة، قبل مباراة جيرونا: "المداورة مع ميسي؟ عندما يسجل أحد اللاعبين أربعة أهداف لا أغيره في اليوم التالي عادة، بالفعل هذا لم يحدث لي أبدا". واستهل ميسي موسمه بمباراة الذهاب لبطولة كأس السوبر الإسباني وسقط برشلونة على ملعبه "كامب نو" في تلك المباراة أمام ريال مدريد بنتيجة 3 / 1. وخاض ميسي بعد تلك المباراة بثلاثة أيام لقاء العودة، الذي أقيم على ملعب "سانتياجو بيرنابيو"، معقل ريال مدريد، حتى الدقيقة الأخيرة وخسر مع فريقه بثنائية نظيفة. وبدأت مرارة ضياع اللقب والمشاعر السيئة التي خلفها السقوط أمام الغريم التاريخي، تتبدد مع انطلاق الدوري الإسباني. وحقق برشلونة في المراحل الست الأولى للدوري الإسباني ستة انتصارات وسجل 20 هدفا واستقبلت شباكه هدفين، وكان ميسي أبرز نجوم الفريق الكتالوني في تلك المباريات بعد أن أحرز تسعة أهداف. وفي بطولة دوري أبطال أوروبا للموسم الجاري، التقى برشلونة نظيره يوفنتوس الإيطالي في المرحلة الأولى من دوري المجموعات، وهي مباراة شارك فيها ميسي أيضا حتى الدقيقة الأخيرة وسجل هدفين. وتأخذ هذه الأرقام المذهلة منحنى آخر مع الأرجنتين، فقد شارك ميسي مع منتخب بلاده في مباراتين في مطلع سبتمبر الجاري ولم يحرز أي أهداف. ويخوض ميسي خلال الأيام ال 30 المقبلة ثماني مباريات، حيث يحل ضيفا مع برشلونة على سبورتنج لشبونة البرتغالي بعد غد الأربعاء في دوري أبطال أوروبا، ثم يستضيف لاس بالماس في مطلع الأسبوع المقبل في الدوري الإسباني، قبل أن ينطلق للالتحاق بالمنتخب الأرجنتيني. وتنتظر ميسي مع منتخب بلاده مباراتان حاسمتان في مشواره في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018، يخوض أولها أمام بيرو في الخامس من أكتوبر المقبل ثم يواجه الإكوادور في العاشر من نفس الشهر. وتواجه الأرجنتين خطرا محدقا في هاتين المباراتين بالغياب عن العرس الكروي الكبير في العام المقبل، مما يعني أن منتخب "التانجو" يحتاج إلى ميسي المتألق مع برشلونة. وبعد العودة من هذه الرحلة، يحل برشلونة ضيفا على أتلتيكو مدريد في 14 أكتوبر، ثم يلتقي على ملعبه أولمبياكوس اليوناني في دوري الأبطال في 18 من الشهر ذاته ثم يواجه مالاجا بعد ذلك التاريخ بثلاثة أيام. وقد يحظى ميسي بأول فرصة للراحة والتوقف بعد مباراة مالاجا، حيث يستعد برشلونة في 25 أكتوبر لخوض مباراة في دور الستة عشر من كأس ملك إسبانيا. وإذا ما خاض ميسي جميع المباريات حتى نهاية شهر أكتوبر، فإنه سيصل إلى ألف و440 دقيقة من اللعب في شهرين فقط من المنافسات، فيما يتبقى أمامه سبعة أشهر أخرى.
