لطالما كانت العلاقات الإيرانيةالقطرية محل إنكار دائم من قبل الأخيرة، كون طهران معدودة من ألد أعداء الدول العربية، لا سيما الخليجية، وما أحداث المقاطعة الأخيرة والأسباب التي ساقتها السعودية ودولة الإمارات، التي تمحورت حول العلاقات التآمرية، بين قطروطهران، كانت ضمن الأسباب البديهية، التي احتاجت فعليا إلى اتخاذ موقف جدي وقوي، ضد قطر، التي لا تزال تبرهن بنفسها كل يوم، عن علاقتها الوطيدة مع إيران، دولة الإرهاب الأولى في المنطقة، تجلى ذلك في تسارعها، لحضور مراسم تنصيب الولاية الثانية للرئيس الإيراني، حسن روحاني. زيارة إيرانية في حب قطر وقبل الإعلان عن مراسم تنصيب الرئيس الإيراني "روحاني" التقى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني "علاء الدين بروجردي" والوفد المرافق له الاثنين 31 يوليو، في الدوحة "عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني" رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري. وقالت وكالة الأنباء القطرية، "قنا" إنّ "الطرفين استعرضا خلال المقابلة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها، فيما أوضحت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، إنه سلّم رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني، "علاء الدين بروجردي"، في لقاء جمعه برئيس الوزراء القطري، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفه آل ثاني، دعوة بلاده لحضور قطر في حفل تنصيب روحاني بالبرلمان. تميم أول الحاضرين يوم الثلاثاء الماضي، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سيشارك في مراسم تنصيب حسن روحاني، رئيسًا لإيران لولاية ثانية يوم السبت المقبل، وهذه أول زيارة للأمير تميم إلى إيران منذ تنصيبه أميرًا للبلاد 25 يونيو 2013. جموع الحاضرين فيما ذكر "برويز إسماعيلي" مدير العلاقات في مكتب الرئيس الإيراني في تصريح له، إن 8 زعماء دول و19 من رؤساء البرلمانات سيشاركون في مراسيم تنصيب حسن روحاني، السبت المقبل، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس برلمان كوريا الشمالية، مبينا أن شخصيات سياسية دولية ستشارك في مراسم تنصيب روحاني، تبلغ نحو 120 شخصية من مختلف بلدان العالم ستشارك في هذه المراسم. تميم: تجمعنا علاقات قوية في شهر يوليو الماضي، برهن "تميم" باتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني "روحاني" على مدى الترابط القوي في العلاقات القطريةالإيرانية، جاء بعد الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني بولاية رئاسية ثانية. تميم أكد وقتذاك أن "قطروإيران تجمعهما علاقات عريقة وتاريخية وثيقة" وفق تعبيره، فيما أشارت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن أمير قطر قدم التهاني بمناسبة فوز روحاني لولاية رئاسية ثانية في إيران، مؤكدة أن قطر والجمهورية الإيرانية تجمعهما علاقات عريقة وتاريخية وثيقة. وكالة "تسنيم"، هي الأخرى أكدت من ناحيتها، أن أمير قطر دعا إلى مزيد من تعزيز العلاقات بين طهرانوالدوحة، موضحة أنه أشار إلى أن بلاده لا ترى أي مانع في مسار تعزيز العلاقات الثنائية، مضيفًا أن الحوار والمفاوضات تشكّل قطعًا السبيل الوحيد لحل المشكلات، متعهدًا أنه سيوعز إلى الجهات المعنية في بلاده، باتخاذ الجهود لتنمية العلاقات بين طهرانوالدوحة. البيان: استفزاز قطري لمشاعر العرب من جانبها علّقت صحف إماراتية على زيارة تميم، حيث قالت صحيفة "البيان"، إن ذهاب أمير قطر إلى إيران ليشارك في مراسم تنصيب رئيسها في هذا التوقيت بالتحديد، ينطبق عليه القول، "إذا لم تستحِ فافعل ما شئت". واعتبرت الصحيفة، أن المسألة هنا ليست مجرد استفزاز قطري لمشاعر أشقائها العرب، بل كذلك تمثل عدم احترام للشهداء من أبناء دول الخليج العربي، ومن بينهم قطريون، والذين قتلهم "الحوثيون" بالسلاح الذي تمدّهم به إيران. دلائل هامة وذكرت الصحيفة، إن المسألة هنا أخطر بكثير لأنها تؤكد فضائح دعم قطر للحوثيين وتزويدهم بإحداثيات ومعلومات وتحركات قوات التحالف العربي، الذي صرحت قطر بأنها أجبرت على المشاركة فيه، واصف ذلك بقولها "إنها خيانة الأشقاء." الخليج: حفل تآمري جديد من جهتها وصفت صحيفة الخليج، في افتتاحيتها تحت عنوان "تميم وروحانى.. حفل التآمر مستمر"، إن قلب تميم يتجه إلى إيران ورأس نظامها روحاني، ومن خلفه خامنئى، فيما ينصرف بوجهه تماما عن خليجه العربي ووطنه العربي. وترى أن حضور تميم بن حمد، حفل تنصيب الرئيس الإيراني لمدة رئاسية ثانية المقرر السبت، يعنى أن حفل التآمر بين تميم وروحانى مستمر". حسب توصيفها، مشيرة إلى أن هذا يؤكد من جديد على أن قطر ماضية، أبعد وأعمق، في خطواتها الاستفزازية غير المسئولة، وأن حضوره الشخصي يحقق أمل إيران في اختراق القرار الخليجي المفترض من شأنه موحدا. مجافاة الواقع ودائما كانت قطر نافية للعلاقات مع طهران، لا سيما بعد اتهام الأولى أنها تعمل دائما على تخريب الوطن العربي، وقرار قطع دول الإمارات والسعودية وليبيا ومصر، علاقاتها مع قطر بسبب علاقاتها مع إيران الداعم الأول للإرهاب في الدول العربية، إلا أن الزيارة الصريحة لتميم أمير قطر، ومشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني "روحاني"، تدلل وبقوة على صدق الاتهامات التي وجهت لها، بجانب الانسيابية في العلاقات ما بين الجانبين، التي تصل لحد التعاون في التخريب والتدمير، المستمر في دول الوطن العربي.