أسعار اللحوم والدواجن اليوم 17 مايو    الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما داعما لغزة بجامعة ديبول في شيكاغو (صور)    رد مفاجئ من «نتنياهو» على حقيقة استقالته بعد خلافات مع بايدن.. ماذا قال؟.. عاجل    «القاهرة الإخبارية»: جالانت يشدد على ضرورة حماية المدنيين في رفح الفلسطينية    قلق في إسرائيل بعد إعلان أمريكا التخلي عنها.. ماذا يحدث؟    «الأرصاد» تحذر من طقس ال 6 أيام المقبلة.. تعلن عن الأماكن الأكثر حرارة    مواعيد القطارات الجمعة على خطوط السكك الحديد    مهرجان إيزيس لمسرح المرأة يكرم مبدعات المسرح العربي    نجوم الفن يحتفلون بعيد ميلاد عادل إمام.. «شكرا يازعيم»    يوسف زيدان : «تكوين» استمرار لمحاولات بدأت منذ 200 عام من التنوير    بسمة وهبة عبر: يجب إعداد منظومة لمعرفة خط سير كل سائق في «أوبر»    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    الأزهر للفتوى يوضح سنن صلاة الجمعة    موعد مباراة ضمك والفيحاء في الدوري السعودي    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    بسبب زيادة حوادث الطرق.. الأبرياء يدفعون ثمن جرائم جنون السرعة    النمسا تتوعد بمكافحة الفساد ومنع إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    الاستخبارات العسكرية الروسية: الناتو قدم لأوكرانيا 800 دبابة وأكثر من 30 ألف مسيرة    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    أضرار السكريات،على الأطفال    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    فودة ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل أبو جالوم    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    باسم سمرة يُعلن انتهاءه من تصوير فيلم «اللعب مع العيال» (صور)    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء حول "ذئاب" داعش
نشر في الفجر يوم 30 - 06 - 2017

حكايات الحب والجنس والانتقام والغيرة فى بيوت "رسل الرعب" بأوروبا
لطالما كانت المرأة حاضرة وبقوة فى الهجمات الإرهابية التى شنتها «الذئاب المنفردة» لتنظيم داعش، والتى ضربت الغرب مؤخراً، ليس فقط كشريك أو منفذ أو متورط، وفقاً للإرهاب فى طبعته الجديدة، وإنما - وهو الأخطر- بصفتها من يمتلك عادةً المفاتيح الشخصية لرسل داعش أو القاعدة الذين روعوا الغرب وضربوا القارة العجوز فى أحصن معاقلها.
كواليس عاطفية.. وحياة عائلية.. وتركيبات نفسية لهؤلاء «الذئاب»، كان لامرأة ما الفضل فى فك شفرتها، فى كل مرة .
هى السر الذى طالما حاول الإرهابى إخفاءه. أو هى المرآة لذلك «الوجه الآخر» له قبل تحوله إلى التطرف.. قد تكون هى «المكافأة».. كما يمكن وبشدة أن تكون «رصاصة الانتقام».. وفى كل الأحوال هناك امرأة هى الأهم والأخطر، تقف دوماً وراء كل رأس من رؤوس القاعدة وداعش فى هجمات أوروبا.
1- صلاح عبدالسلام .. بطل قصة حب لم تكتمل
فى حالة صلاح عبدالسلام الرقم الصعب فى خلية هجمات باريس ثم بروكسل 2015 و 2016، ومسئول الدعم اللوجستى لها أيضاَ، كانت النساء البوابة الأهم كذلك لفهم الدوافع والأفكار، وكذلك شبكة العلاقات الاجتماعية الفيصلية، والعلاقات العاطفية على تنوعاتها فى حياة أخطر قيادات داعش فى أوروبا.
الناجى الوحيد من منفذى هجمات 11 سبتمبر الفرنسى، ترك خلفه قصة حب لم تكتمل بسبب المصير الذى انتهى إليه، وشعورا بالذنب لم يفارقه فى زنزانته، تجاه خطيبة لم تظهر أبداً إلى العلن، فقرر أن يراسلها، يبرر ويطلب منها الصفح عن عجزه عن وعده لها بالزواج: «أكتب إليك، وأطلب منك أن تقبلى اعتذارى الخالص، لقد تركتك وأنا الذى وعدتك بالزواج ليست خيانة.. ولكنه اختيار قمت به لأن هذه الدنيا ما هى إلا حياة للتضحية من أجل الحصول على رضا رب الكون».
لكن خطيبة صلاح عبدالسلام لم تكن المرأة الوحيدة التى تشاركه لحظات السجن فى الزنزانة، هناك أيضا «السيدة الغامضة» التى سبق وواظبت على إرسال الرسائل له هناك، ثم اختارها للرد على رسائلها، دوناً عن جميع من راسله داخل السجن، ليتواصل معها ويكشف لها عن مشاعره وحالته النفسية بوافر من الأخطاء الإملائية : «لا أخشى التعبير عن شيء بداخلى لأننى لا أخجل مما أنا عليه.. ثم ما الذى يمكن أن يقال عنى أسوأ مما قيل حتى الآن؟» .. «أكتب إليك دون أن أعرف من أين أبدأ، لقد تلقيت رسائلك ولا يمكننى أن أقول إذا كانت تجعلنى أشعر بالسرور أم لا، لكن المؤكد هو أنها سمحت لى بتمضية بعض الوقت مع العالم الخارجى».
ثم بدأت العلاقة بين عبدالسلام وبين مراسلته تنسخ خيوطها: «أنت صادقة وسأكون صادقا معك وإذا كنت أسالك عن دوافعك فلأننى أريد أن أتأكد أنك لا تحبيننى فقط لأننى نجم أو مثل أعلى لأننى أتلقى رسائل مشابهة ولا أكترث لها لأن الله وحده جدير بالعبادة».
قيادى داعش الأخطر فى أوروبا يتكلم للمرة الأولى عن دوافعه ومبرراته للفاجعة التى خطط لها ونفذها وأسفرت عن 130 قتيلا و320 جريحا: «لا أسعى إلى رفع شأنى على الأرض ولا إلى إشاعة الفوضى، كل ما أريده هو الإصلاح فأنا مسلم أى سلمت أمرى إلى الله، هل سلمت أمرك أنت؟ إذا لم تقومى بذلك بعد، سارعى إلى التوبة وتسليم أمرك إلى الله. أصغ إلى الله وليس إلى أقوال الناس»، وهى الرسالة التى تم التعامل معها على إنها خطاب تجنيدى واضح ومحاولة للتأثير أيديولوجياً على مراسلته المجهولة.
أما عن تعلق صلاح عبدالسلام الشديد بأمه وارتباطه البالغ بها، فكشفت عنها رسالته إليها أيضاً بعد إلقاء القبض عليه، طلب منها أن تسامحه عن أفعاله التى سببت لها ألما: «أكتب إليك هذه الرسالة على أمل أن تغفرى لى.. تركتك وأنا أعلم أن رحيلى وغيابى عنك لن يكون لك إلا مصدرا للحزن.. أطلب منك المغفرة 3 مرات ومرة لوالدى الذى أحبه، مع العلم أنه كان من الصعب على أيضا أن أترككما لأننى أحبكما كثيراً».
تمتزج المشاعر بالأفكار والدوافع المشوهة، عندما يتحدث عبدالسلام عن شقيقه، إبراهيم، أحد انتحاريى الهجوم الدامى فى باريس، فيقول لأمه: «ابنك إبراهيم لم ينتحر.. لقد حارب، وقتل من قبل الكفار، إنه بطل الإسلام! إن كنت تعيشين هاته الظرفية الصعبة فلأن الله يحبك.. إنه يريد أن يختبرك فى هاته الحياة الدنيا حتى يغفر لك ذنوبك وليدخلك لأعلى درجات الجنة «الفردوس» برحمته، فالله حرّم النار أن تمس آباء الشهداء.. الحياة قصيرة فى حين أن الآخرة أبدية.. أحبك، واعلمى أن ابنيك «صلاح وإبراهيم» قد حاربا من أجل الله».
يتعهد صلاح عبدالسلام فى تنفيذ وصيته الأخيرة لامرأة أخرى أيضاً هى شقيقته الصغرى، التى أوصاها برعاية والدته، وهو يحاول السيطرة على أفكارها لآخر لحظة ويطلب منها الهجرة بوالده ووالدته من فرنسا إلى بلد آخر مسلم: «هذه الرسالة موجهة إلى أختى الحبيبة. أتخيل أنه ليس من السهل بالنسبة لك أن تفترقى عن أخويك الاثنين.. وفوق كل هذا الجميع ينعتوننا بالإرهابيين، اعلمى أننا أرهبنا فقط الشعب غير المؤمن، لأن فرنسا دولة تحارب الإسلام وهذا منذ زمن طويل، لقد قتلوا الآلاف من الأشخاص.. ينشرون الرعب كل يوم فى العديد من البلدان الإسلامية، ولا يمكنك حتى أن تتخيلى ما يفعلونه بهم، كل هذا لمجرد أنهم يريدون إقامة شرع الله، وفى نفس الوقت، ندعى أننا مسلمون ونضحك كل يوم دون أن نبالى، أو نهتم لمصيرهم.. هذا هو الإيمان: أن تؤمن بالله كأنك تراه . لا تستمعى للآخرين، اهتمى فقط بوالدتنا التى أحبها كثيرا، لا يمر يوم إلا وأفكر فيها ابتعدى عن الذنوب واقتربى أكثر من الله حتى يكافئك، أريد أن تهاجروا إلى بلد مسلم لأن هذا هو الأفضل لكم».
وتابع: «أتمنى أن تساعدك هذه النصائح القليلة التى قدمتها لك فى حياتك المقبلة.. اهتمى جيداً بوالدينا يا صغيرتى الحبيبة.. وإلى لقاء قريب فى حياة جديدة».
ومثلما كانت والدة صلاح عبدالسلام وشقيقته وخطيبته، هن البوابة لكشف ملامح الوجه الآخر «العاطفى» و«العائلى» لأحد قادة هجمات الإرهاب الداعشى فى أوروبا، عبر رسائله إليهن، كان لامرأة أخرى كذلك الفضل فى فضح الجانب «الإجرامى والسلوكى» فى حياته، وحياة شقيقه الانتحارى إبراهيم عبدالسلام وهى نعيمة زوجته.
تقول نعيمة: « كان إبراهيم يحب موسيقى الهيب هوب ويستمع إليها طيلة الوقت.. كان عاطلا عن العمل حين تعرفت عليه ولم يكن ينوى البحث عن العمل، ولم ننجب أطفال لأنه لم يملك المال الكافى لرعايتهم».
بحسب نعيمة أيضاً: « كان إبراهيم عبدالسلام يدخن الحشيش بشراهة ويستهلك ما بين ثلاث وأربع لفافات من الماريجوانا يوميا.. يحتسى الخمور بشكل يومى أيضاً، ويركز على البيرة والفودكا بشكل خاص، ويشغل نفسه بالأفلام والأغانى الأجنبية».
قضى إبراهيم عبدالسلام حكمين فى السجن بتهم السرقة، الأولى ثلاثة أشهر والثانية ستة أشهر قبل زواجه بها سنة 2006 وكان يدير مع شقيقه صلاح مقهى أغلقته الشرطة الفرنسية بتهمة الاتجار فى المخدرات، ولكنه كان يحاول إقناع زوجته دوماً بأن ارتكابه للسرقة لم يكن إلا «طيش شباب» وخطيئة مراهقة لا أكثر، على الوعد بأنه لن يعود لذلك مرة أخرى».
2- حسناء وأباعود.. الموت بنفس الرصاصة
لا يعرف أحد إذا كان الزواج قد تم بينهما بالفعل أم أن علاقتهما الرسمية لم تتجاوز صلة القرابة فقط، لكن ما يعرفه الجميع أنها اختارت أن تتقاسم مع عبدالحميد أباعود كل شىء، حتى لحظات الموت!.
رافقت حسناء بولحسن أباعود فى حياة السطو المسلح والمخدرات والملاهى الليلية والعلاقات بالجريمة المنظمة، ثم كانت الداعم الأهم له فى لحظة التحول وكواليس الانضمام إلى داعش والتخطيط والتنفيذ لعملياته فى أوروبا بعلاقاتها ودورها اللوجستى، بعد أن أصبح مسئول الاتصال لتنظيم داعش فى أوروبا، والعقل المدبر لأكبر هجمات شهدتها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وفى النهاية كانت شريكة اللحظات الأخيرة، حيث لقيا مصرعهما معاً فى مخبئه الأخير بشقة سان دونى، برصاص الشرطة.
وهى القصة التى تتشابه فى وقائعها إلى حد كبير مع حكاية أميدى كوليبالى، محتجز الرهائن فى المطعم اليهودى فى أعقاب الهجمات على شارل إبدو، وزوجته حياة بومدين.
دخل كوليبالى السجن لقضاء عقوبة السجن 6 سنوات بتهمة السرقة والسطو المسلح حيث تم تجنيده هناك، وقد انتظرته حياة حتى خرج من السجن، وتم الزواج بينهما.
وقد اعتبرت الشرطة الفرنسية بومدين شريكة لكوليبالى، وتحولت إلى المطلوبة الأولى فى البلاد فى أعقاب عمليتى الهجوم على صحيفة شارل إبدو واحتجاز الرهائن فى المطعم اليهودى، إلى أن ظهرت بعد ذلك فى أحد الفيديوهات الدعائية لداعش ترتدى النقاب وتحمل السلاح، حيث تبين أن كوليبالى قد اتفق معها قبل تنفيذ العملية على الهروب إلى سوريا، حتى تكون فى أمان.
وهو نفس ما حدث أيضاً مع نور سلمان زوجة عمر متين الأفغانى الأصل، ومنفذ مذبحة أورلاندو بالولايات المتحدة الأمريكية، فى يونيو الماضى داخل ناد للمثليين، فيما تم إلقاء القبض عليها، واعتبرتها الشرطة شريكة لزوجها فى تخطيط وتنفيذ الهجوم، رغم كل محاولاتها التنصل وإنكار التهمة.
أما الباكستانية تشفين مالك وزوجها سيد رضوان فاروق، فقد جمعهما الانتماء للتطرف بالأساس، عبر شبكة الإنترنت، حيث كان سيد الأمريكى ذوالأصول الباكستانية أيضا، يعمل مفتشا صحيا فى الأجهزة العامة فى سان باردينو، فيما كانت تشفين تدرس الصيدلة بالسعودية، وقد تعرفا إلى بعضهما عبر موقع لطلبات الزواج الإنترنت حيث جندته، وبعدها سافر فاروق إلى السعودية، ثم تم الزواج وعادت معه تشفين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد عامين فقط نفذ الزوجان «مذبحة كاليفورنيا» فى أحد الحفلات الاجتماعية بالولاية.
3- الغيرة الزوجية تقضى على «كازانوفا» داعش فى إسطنبول
عبدالقادر مارشاريبوف، سفاح إسطنبول السادى، والإرهابى صاحب المكافآت «الجنسية» والعلاقات النسائية الأكثر غموضاً وإثارة، بما فيها من الرسائل الملتهبة والعواطف الساخنة والغيرة الأشد فتكاً كذلك، وقع فى الأخير ضحية «امرأة» قررت أن تضع نهايته بدافع الانتقام والغيرة.
«أنا أحبك جداً.. أنت مجنون للغاية».. لم تكن العبارة السابقة إلا إحدى الرسائل الغرامية التى امتلأت بها شقة مارشاريبوف، وعثر عليها الأمن التركى عند إلقاء القبض عليه ضمن عدة مفاجآت «غير متوقعة»، وعملات ورقية، ورسائل غرامية أخرى، امتلأت بالقلوب الحمراء والمشاعر «الملتهبة» التى تمت كتابتها إلى ماشاريبوف، وقالت إحداها وقد بدت فيها الحبيبة يائسة «افعل ما شئت.. لم أعد اهتم.. لا أستطيع مساعدة نفسى والآخرين .. ولكن فى حال أردت فعل ذلك فلا بأس، ولكن سأكون فى مكان بعيد عن هنا».
وذلك فى مخبأ امتلأ بأدوات الماكياج من كل شكل ولون، وعاش برفقته فيه، فى آن واحد، ثلاث نساء من جنسيات «مصرية» و«سنغالية» و«صومالية»، جسدن مفاجأة بالغة الإثارة إعلامياً، واحتللن صدارة مشهد القبض على «سفاح اسطنبول» الداعشى بالكامل، وكن على ما يبدو مكافأة له من التنظيم، قام بمنحهن له كزوجات.
النساء الثلاث هن من تكفلن بالتمويه على مكان وجود أبومحمد الخراسانى، الاسم الحركى لمارشاريبوف، كما تولين خدمته وشراء جميع مستلزماته، طيلة 16 يوما قضاها فى مخبئه بعد أن هز العالم بأكمله فى الساعات الأولى من مطلع العام الجديد، بمذبحةً ملهى «رينا»،التى سقط فيها 39 قتيلاً، أطلق النار عليهم مباشرةً، دون أن ينجح الأمن فى التوصل أو الشك فى مكانه، لولا زوجته الأولى الداعشية أيضاً، التى قررت فى مفاجأة كانت خارج كل التوقعات، أن «تهدم المعبد»وتتجاوز أي اعتبارات جهادية أو انتماءات تنظيمية، فتقوم بإبلاغ الشرطة عن مكان زوجها، الذى تتقاسمه ثلاث نساء أخريات فى غيابه وتم القبض على الزوجة بتهمة التورط فى العملية.
4- مهاجم لندن.. كل نسائك خُنّك يا مسعود
فور وقوع الهجوم على البرلمان البريطانى، وكذلك حادث الدهس والطعن على جسر ويستمنستر، احتلت صورة ابنة مهاجم لندن 18 عاماً، الصفحات الأولى للصحف ووسائل الغربية.
ظهرت بملابسها القصيرة والمكشوفة التى تبرز أكثر مما تخفى، وكان إصرارها كبيرا على عدم تغيير نمط حياتها، فى صورة غير اعتيادية لامرأة ترتبط بإرهابى احتل صدارة المشهد الإرهابى الدولى، بعملية هزت العالم.
إصرار ابنة خالد مسعود على نشر صورها بذلك المظهر المتحرر على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، وانها لن تغير فى نمط حياتها الغربى وأنها لا تكترث لمبادئ والدها وأفكاره، تم التعامل معه على أنه إعلان تحد للأب ولمساره المتشدد، رغم عدم ثبوت انتماءات تنظيمية مباشرة له، والميل إلى فرضية العمل بمفرده.
فى ذات التوقيت أيضا ظهرت صور متحررة مشابهة لوالدتها، جاين هارفى، الزوجة الأولى لمهاجم لندن، أدريان راسل، قبل أن يتحول إلي الإسلام ويطلق على نفسه خالد مسعود ويسافر إلى السعودية، حيث استمر زواجها من مسعود من عام 1991 قبل أن يعتنق «الفكر المتطرف» وانفصلت عنه عام 2002، بعد أن حكم عليه بالسجن لعامين لإدانته باعتداء وحشى على مالك أحد الملاهى الليلية.
هكذا أصبحت الزوجة الأولى والابنة الصغرى له من زواجه الأول، هما المرآة الحية، لنمط الحياة، وذلك الشخص الذى كان عليه قبل أن ينتهى به المسار إلى التطرف ودهس المدنيين على جسر المشاة.
فيما لم تشذ والدته جانيت أجاو عن القاعدة هى الأخرى، حيث أصدرت بيانا رسميا تبدى فيه حزنها على الضحايا وتدين ما ارتكبه ابنها.
الحياة الاجتماعية الجديدة لمسعود بعد تحوله للإسلام ثم اتجاهه للتطرف، أشار إليها بوضوح «النقاب» الذى ارتدته ابنته الكبرى 24عاماً، وكذلك زوجته الثانية جامبية الأصل، وهى مسلمة تدعى روهى هيدارا 39 عاماً .
وقد تم إلقاء القبض عليها، وخضعت للاستجواب بعد العملية الإرهابية، قبل أن تطلق اسكوتلاند يارد سراحها بعد ذلك، حيث بدأت فى تبرئة ساحتها فى بيان رسمى مماثل وإثبات تنصلها كذلك من كل ما ارتكبه مسعود، وإنكار معرفتها المسبقة بنواياه، والإعراب عن شعورها بالحزن والصدمة، وتعازيها لأسر الضحايا، مطالبة بمراعاة الخصوصية لها ولأطفالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.