بالرغم من احتفاء الدول العربية الإسلامية وواشنطن بنتائج "قمة الرياض" غير المسبوقة، والتي بنيت على أساس شراكة وثيقة بين قادة الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدةالأمريكية لمواجهة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام والاستقرار والتنمية إقليمياً ودولياً، إلا أنها لم توضع استيراتيجية واضحة من قريب أو بعيد إلى الاتفاق على مصطلح واحد للإرهاب الذي ينوي الجميع محاربته، ما يعني أن تطبيق مبادئ "إعلان الرياض" سيظل مرهونًا بالتعريف الأمريكي على الأرجح، وهو ما يشير إلى أن من الممكن تتم المصالحة الخليجية مع قطر برعاية واشنطن، لاسيما عقب مساعي الرئيس الاأمريكي دونالد ترامب، لحل الأزمة. غياب التعريف للإرهاب ربِح منه "ترامب" في ملف مكافحة الإرهاب، واستخدمه في لعب دور الوسيط ، بالرغم أنه منذ اللحظات الأولى وواشنطن تدعم قرارات الدول العربية، في محاربة الدول الممولة للإرهاب، حيث وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدة تحذيرات لقطر، لكن دون جدوى، أعقبها تسريبات لأمير قطر كشفت تمويله وتحريضه على الدول العربية الكبرى ، ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية لهذه الدول مع قطر، بمباركة "ترامب". فالاتفاقية العربية الإسلامية الأمريكية، أثنت على موقف البلدان العربية، إلى صعدت الأزمة، فتغير موقغ ترامب وعرض المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية، وبالفعل بدأ محادثاته مع العديد من زعماء الدول العربية لحل الأزمة. اتصال ترامب ب"تميم" وعقب التحذيرات الممنهجة من قبل واشنطن تجاه الدوحة، وتعنت أمير قطر تميم حمد آل ثاني، بالاستجابة ولإصرار على موقفه، أجرى"ترامب" اتصال هاتفي ب"تميم"، شدد من خلاله على ضرورة التعاون مع كل الدول لوقف تمويل الإرهاب، متابعًا: " على الجميع التعاون لوقف انتشار الفكر المتطرف". "قطر" لن تقبل دعوة "ترامب" واعتبرت قطر، أن هدف تلك الإجراءات "فرض الوصاية على الدولة"، وهو ما يعد بحد ذاته "انتهاكاً للسيادة"، بحسب بيان للخارجية القطرية، بالإضافة إلى أن مسؤول قطري، قال إن أمير قطر لن يقبل دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور محادثات في واشنطن للوساطة في خلاف في المنطقة بينما لا تزال بلاده "تحت حصار" من جيرانها. وأضاف المسؤول، ل" رويترز"، أن "تميم ليست لديه خطط لمغادرة قطر والبلاد تحت حصا، و لن يقبل دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور قمة لبحث الازمة في واشنطن طالما الحصار مستمر على قطر". لقاء خليجي بواشنطن وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يحاول تنظيم لقاء بين وزيري خارجية السعودية وقطر وولي عهد أبوظبي في واشنطن هذا الأسبوع لتجاوز الأزمة القطرية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه من المتوقع أن يمثل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان دولة الإمارات خلال اللقاء، فيما ستكون قطر ممثلة بوزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. الأطراف الثلاثة غير جاهزة لكن أحد المسؤولين في وزارة الخارجية قال ل"واشنطن بوست" إن الفرص لعقد اللقاء المخطط له هذا الأسبوع، أصبحت أضعف، إذ يبدو أن الأطراف الثلاثة غير جاهزة حتى الآن لمثل هذه الخطوة. وكانت ناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت إن تيلرسون اتفق خلال لقاء نظيره السعودي عادل الجبير حول ضرورة جمع كافة أطراف الأزمة على طاولة واحدة لتسوية الخلافات، وأضافت أن الوزيرين يشعران بالتفاؤل ويعتقدان أنه تم تجاوز أسوأ مراحل الأزمة. موقف ترامب المتشدد من الدوحة كما لفتت الصحيفة، إلى التباين الواضح في مقاربات الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته تجاه الأزمة القطرية، إذ يسعى الأخير للوساطة بين الدول المنخرطة في الخلاف، فيما يخشى مسؤولون أمريكيون تحدثت معهم الصحيفة من أن موقف ترامب المتشدد من الدوحة قد يقوض جهود وزارة الخارجية في هذا السياق. ش