تستمر المقاومة الإيرانية في فضح نظام الملالي في إيران، عبر جلساتها ومؤتمراتها التي تعقدها عبر الشبكة العنكبوتية، إذ عُقدت ندوة تحت عنوان "الانتخابات في إيران ومأزق خامنئي"، وشارك في تلك الندوة كل من الدكتور حسن هاشميان، أستاذ جامعي وخبير في الشؤون الإيرانية ونزار جاف، الكاتب والمحلل في الشأن الإيرانيوالعراقي، والدكتور سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. نشاطات لمجاهدي خلق داخل إيران حيث عرضت الندوة مقاطع فيديو عن النشاطات التي قام ويقوم بها مناصرو مجاهدي خلق داخل إيران، تعبيرًا عن الصوت الحقيقي المكتوم للشعب الإيراني المكبل، الداعي إلى إسقاط النظام وذلك في مختلف المدن الإيرانية. وأكد الدكتور سنابرق زاهدي، أن نشاطات مجاهدي خلق داخل إيران، تحمل رسائل عدة من بينها، المفاجأة الكبرى التي تتركز في نشاطات أنصار المقاومة الإيرانية لمقاطعة الانتخابات الإيرانية التي وصفها بالمسرحية. وأضاف زاهدي، أن الجميع يعرف أن الانتخابات الإيرانية، لا معنى لها في ظل نظام ولاية الفقيه. انتخابات ليس لها معنى وأوضح زاهدي، أن الانتخابات ليس لها معنى على الإطلاق، مشيرا إلى أن كل من يريد دخول حلبة التنافس، ويرشّح نفسه يجب أن يكون رجلًا ولا يحق للمرأة الترشح، لافتا إلى أن دستور ولاية الفقيه، نصّ في المادة 115 من الدستور: "ينتخب رئيس الجمهورية من بين الرجال المتدينين السياسيين" بما يؤكد نبذ المرأة وكل شخص من غير الملالي. ديكتاتورية دينية مطلقة واستطرد "زاهدي" لا معنى للانتخابات في الديكتاتورية الدينية المطلقة أو نظام ولاية الفقيه، لأن الانتخابات في كل بلد تعبّر عن إرادة الشعب وتجرى لانتخاب ممثلين عن الشعب، هذا الأمر الذي لا يتوافر على الإطلاق. وذكر أن الحقوق والصلاحيات والخيارات كلها بيد الولي الفقيه، حيث تحوّلت إلى مؤسسة رهيبة تسيطر على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية وغيرها. وقال إن الدستور نص في المادة 57 بقوله: "السلطات الحاكمة في جمهورية إيران الإسلامية هي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية وتمارس صلاحياتها بإشراف ولي الأمر المطلق وإمام الأمة". الالتزام بولاية الفقيه ونوّه "زاهدي" إلى أن من يريد أن يترشح نفسه للانتخابات، يجب أن يكون ملتزمًا بولاية الفقيه في النظر وفي التطبيق قلبا وقالبا، لافتا إلى أن هناك آلية محددة لتأييد هذا الوفاء وهو مجلس الصيانة على الدستور. وأفاد بأن مجلس الصيانة على الدستور مكوّن من 12 شخصا ستة منهم من الملالي، الذين نصبهم زعيم النظام مباشرة، وهؤلاء هم الذين بيدهم القرار، وهناك ستة من الحقوقيين الذين ينصبهم رئيس السلطة القضائية علما بأن رئيس السلطة القضائية منصّب مباشرة من قبل الولي الفقيه. قمع داخلي وإرهاب خارجي كما أشار رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إلى أن هناك قواسم مشتركة بين مختلف أجنحة الحكم وهي القمع المطلق ضد المعارضين والقمع العام ضد أبناء الشعب، وكذلك تصدير الحروب والإرهاب والتطرف إلى الدول الأخرى، كإستراتيجية للبقاء. ولفت إلى أن تلك الإستراتيجية كانت متفقة في التركيز على المشروع النووي لتصنيع الأسلحة، ولذا نرى مثلا في مسرحيات المناظرات التي جرت بين المرشحين الستة فإنهم قد التزموا بعدم الاقتراب بالخطوط الحمراء، وخاصة الإشارة إلى مجزرة إعدام 30 ألفًا من السجناء السياسيين في عام 1988، وإلى تصعيد الإعدامات في عهد روحاني، وإلى الاختلاسات النجومية والسرقات والنفقات الضخمة في سوريا. خلافات قوية بين أجنحة النظام من جانبه أكد الدكتور حسن هاشميان الأستاذ الجامعي والخبير في الشؤون الإيرانية، أن الخلافات القائمة حاليا بين مختلف الأجنحة الداخلية للنظام تأتي في ظل تأثير المأزق الحاكم في هذا النظام. وأشار إلى أن المأزق الأول، يتمحور حول وعود الملالي للشعب الإيراني، بحصولهم بعد الاتفاق النووي على كافة حقوقهم، وأن الاقتصاد سيكون على ما يرام وما شابه ذلك، لكن هذا لم يحصل. ولفت " هاشميان" إلى أن هناك أزمة في خلافة "علي خامنئي" وهناك مخاوف كبيرة، تبينها خطاباته الكثيرة، تزامنا مع الانتخابات، قائلًا: "هذه تشير إلى مخاوف "علي خامنئي" بشكل كبير وبالتالي يتم فرضها على الشعب الإيراني بالنار والحديد، قائلا " خامنئي بات يحتاج إلى مثل هذه الخطابات والتصريحات، وتكرارها وهذه تكشف "الهيستيريا" الحاكمة في هذا النظام. استطلاعات رأي مزيفة ومعارك منتظرة "هاشميان" أكد أيضا أن هناك استطلاعات مزيفة وإحصائيات تنشر من قبل الإصلاحيين، والتي تعني أو بالأحرى تخاطب خامنئي بالقول " إذا لديك نوايا لتزوير هذه الانتخابات في صالح رئيسي نحن لدينا شارع قوي فربما سيحدث أو ستحدث أحداث انتخابات 2009 يعني إستراتيجية الإصلاحيين أو جماعة حسن روحاني الآن هي تخويف علي خامنئي من التوجه للتزوير والتركيز على هذه الإحصائيات. انتصارات كبيرة للمقاومة وأفاد "هاشميان" بأن النظام الإيراني كان يأمل أن يمحي بتاتا أية مقاومة إيرانية، ولكن لم يحصل هذا خاصة كان هناك انتصار كبير للمقاومة الإيرانية، ونقل أعضائها من "ليبرتي" إلى خارج العراق. وأوضح أن هذه التحركات الداخلية لمجاهدي خلقن تُعد رقم أساسي بات مؤثرا تأثيرا كبيرا، لان تحرك المقاومة بهذا الشكل لديها دلالة أساسية ورسالة قوية لنظام الولي الفقيه. النظام يصل إلى طريق مسدود من جانبه قال نزار جاف، الكاتب والمحلل في الشأن الإيرانيوالعراقي، إن ما يحدث الآن في المسرح الإيراني، هو حصيلة 38 عاما، مشيرا إلى أن هذا النظام من خلال تراكماته الكمية وصل إلى طريق مسدود لا مفر منه، قائلا "" من الملاحظ بان النظام وصل إلى مرحلة النهاية". وأوضح "جاف" أن النظام الآن في مرحلته الأخيرة، وفي النهاية، لافتا إلى أنه محاصر من كل الجهات، محاصر بأزماته ومحاصر دوليا ومحاصر إقليميا ومحاصر من قبل الشعب الإيراني ومحاصر من قبل المعارضة الإيرانية، حسب تعبيره. انتخابات تمثل عدًا تنازليًا للنظام وأكد "جاف" أن هذه الانتخابات بداية للعد التنازلي الحقيقي للنظام، لأنه بات مرفوضا من كل الأطراف، وطبعا أهم طرف هو الشعب الإيراني، موضحا أن لديه علاقات بكثير من الإيرانيين في ألمانيا وفي بلدان أخرى وحتى كثير من الإيرانيين الذين هم ليسوا من المعارضة، كلهم يذكرون هموم أهاليهم وأقاربهم داخل إيران بان الناس يعيش في حالة مزرية ووخيمة وهناك أزمات في كل المجالات وهم يتمنون التغيير.