في مثل هذه الأيام من كل عام يكون شارع السد في حي السيدة زينب، مزدحم ملئ بالمواطنين الذين لا يتركوا ركن في هذا الشارع يمكن العبور منه، ولكن اختلف الأمر هذا العام وساد الهدوء أركان المكان..هكذا عبر تجار "الياميش" عن استيائهم من قلة الإقبال عليهم هذا العام. حي السيدة، واحد من بين مئات الأحياء الشعبية، وأشهرهم، يلجأ إليه المواطنين قبيل أي مناسبة دينية لتبدأ احتفالاتهم من هناك، وبالتزامن مع قرب بدء شهر رمضان الكريم الذي تحتفل به الأمة المصرية الآن، تجوّلت "الفجر" داخل محال بيع الياميش في شارع السد أشهر شوارع السيدة زينب، لرصد حالة البيع والشراء والإحتفالات التي تسبق رمضان من كل عام. أسعار الياميش في ارتفاع والتجار يمتنعون عن البيع بدأت جولتنا من محل المعلم سمير الخطيب، أحد تجار الياميش، الذي أكد لنا أن أسعار الياميش هذا العام ارتفعت أضعاف العام الماضي، لافتًا أنه بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه امتنع العديد من تجار بيع الياميش هذا العام، قائلاً: "شارع السد كان فيه 14 فرشة بتبيع ياميش دلوقتي أربعة بس، ده غير أن واحد زيي كان بيبيع لوحده دلوقتي مشارك ثلاثة علشان أقدر أبيع". وأضاف الخطيب، أنه لا يبيع إلا البلح بسعر أقل من أسعار السوق لأنه يشتريه من بلده الصعيد، أما باقي أنواع الياميش مستوردة، يبيعها بسعر أعلى من سعرها العام الماضي بثلاثة أضعاف، موضحًا أنه بسبب ارتفاع الأسعار لن يقوم بإعطاء أسرته ياميش هذا العام. ركود في حركة البيع ومصائب تلاحق التجار "الناس بتيجي تسمع السعر تتصدم وتمشي"...بتلك الكلمات عبرت "أم رحمة" إحدى تجار بيع الياميش عن حالة البيع والشراء، فأشارت أن الانواع التي ارتفع سعرها بشكل معقول والتي عليها أكثر إقبال "البلح والسوداني والزبيب". ونوّهت أم رحمة، عن الأزمات التي يواجهها صغار التجار هذا العام، فقالت: "التجار الكبار رفضوا يبيعوا لينا الياميش إلا قبل سداده عكس كل عام حيث كنا نسدده بعد انتهاء الشهر، لكنهم هذا العام لا يضمنون أن تباع البضاعة بسبب الركود الموجود في حركة البيع". وأضافت أنها امتنعت عن بيع أصناف معينة من الياميش كالكاجو والفسدق، فقالت: "مستحيل كنت اشتري كاجو وفسدق، الناس مش هترضى تشتري كيلو كاجو ب340 جنيه، وفسدق ب240 جنيه الناس أصلا الناس مش لاقية تاكل علشان تجيب كاجو وفسدق". رمضان بدون ياميش وعبرت سامية نجيب، عن استيائهم من ارتفاع الأسعار لياميش رمضان 2017، وقالت: "الأسعار نار ومحدش بيشتري وناس كتير في رمضان مش هتشتري ياميش، هو شوية بلح والأكل ويدوب يكفينا وكده هتبقى من العائلات الغنية التي هتقدر تكمل رمضان". فيما سخر فاروق محمود، من ارتفاع الأسعار قائلاً: "كنت فاكر أني هنزل هشتري العيال ياميش زي كل سنة بس بعد جولة محترمة لقيت الأسعار غريبة وقررت أني أخد العيلة وألف بيهم على الجوامع في رمضان علشان نقدر ناكل ياميش ونشرب أي عصاير، وبالمرة ندي ثواب للناس دي بدل ما ياخدوا هما مني حسناتي لما افتكر اللي دفعته في الياميش كل يوم على الفطار وأدعي عليهم فمنشتريش أحسن وأكرم لينا".