تظل نقطة سوداء في جبينه وتقف أمامه بالمرصاد، في حياة حسن روحاني مأساة دموية من داخل بيته، لا ينساها بالتأكيد، حتى وسط نشوة ترشحه للرئاسة، يظل طمعه وركده وراء السلطة يذكره بجثة "ابنه" الأكبر الذي لاقي مصرعه قبل 21سنة نتيجة انتحاره "لخجله من انتماء أبيه إلى نظام الملالي" طبقاً للواضح من رسالة كتبها ولخص فيها سبب إقدامه على إنهاء حياته بيديه. شعوره بالذنب كون "روحاني" والده ذكر أن حسين روحاني، كان لايزال طالباً في 1992 وعمره 23 سنة، شعر بذنب كبير لكون والده جزءا من نظام قام بحملة إعدامات بالجملة بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية، فعلق على حبال الموت الكثيرين من المعارضين "ومن بينهم بعض أصدقائه وزملائه في الدراسة"، وكان هو من النوع الحساس على ما يبدو، فانتابه خجل من كون أبيه مسؤولا ذلك العام عن إدارة شؤون الحرب زمن رئاسة هاشمي رفسنجاني "ولم ير حلا إلا بالانتحار"، كما قال.
انتحر بمسدس أبيه كان ذلك في أبريل 1992 بطهران، ولم يكن في البيت أحد، فوالدة حسين روحاني كانت خارج المنزل، ووالده كان في زيارة رسمية إلى الصومال، وإخوته الأربعة بمدارسهم "فمضى وسحب المسدس وأطلق على نفسه رصاصة داخل البيت".
سمع بعض الجيران صوت الطلقة وأسرعوا إلى المنزل ووجدوه جثة مضرجة بدمها "منتحرا بمسدس أبيه نفسه"، وفق تعبيرالخبير بشؤون بلاده ومجريات ما يجري فيها من أحداث، "علي نوري زاده" الذي يروي في مدونته على الإنترنت معظم ما وصله من معلومات عن فحوى الرسالة التي تركها الابن المنتحر، من ضمن موضوع كتبه عن الحالة في إيران عموماً.
نص الرسالة وفي الرسالة يقول المنتحر، إنه قرر الانتحار لأن والده "جزء من السلطة الفاسدة والقمعية"، ولأنه سئم الكذب على نفسه وعلى الآخرين، قائلا "سئمت الكذب على نفسي، أكره نظامكم وحكومتكم وأكاذيبكم وفسادكم"، ثم يقول في فقرة أخرى, "كلي أسف لأني أعيش في بيئة أنا مضطر فيها إلى الكذب على زملائي كل يوم، بتكراري أن والدي ليس جزءاً من النظام"، وفق تعبيره.
الزوجة المتدينة ويتابع علي نوري زاده متحدثا إلى "العربية.نت" فيقول إنهم دفنوا حسين روحاني في "قسم الشهداء" بمقبرة "بهشت الزهراء" في طهران، أو "جنة الزهراء" بالعربية، وإن والده الرئيس المنتخب شعر في ذلك الوقت بهزة عميقة لانتحاره "فعزل نفسه عن العالم لأكثر من عام كامل، وكذلك زوجته التي عانت من صدمة وأصبحت متدينة أكثر إلى درجة أنها كانت الوحيدة التي لم تظهر مع زوجها في حملته الانتخابية كزوجات بقية المرشحين".
حالات الانتحار سببها فساد النظام وهذه ليست أول مرة يقدم فيها نجل مسؤول إيراني على الانتحار، ففي أواخر 2011 انتحر نجل محسن رضائي، وهو مرشح فشل في الانتخابات الأخيرة، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، في غرفته بأحد فنادق إمارة دبي، بعدها بيوم أعلن مكتب محسن رضائي، وهو أيضاً رئيس الحرس الثوري الإيراني الأسبق، خبر وفاة نجله أحمد في فندق "غلوريا" بدبي من دون أن يذكر تفاصيل "الوفاة" التي تم تصنيفها من قبل الكثيرين بأنها انتحار، وبشكل خاص من قبل مسؤول بشرطة الإمارة تحدث وقتها إلى وكالة "أسوشيتدبرس" إضافة إلى أن موظفين بالفندق ذكروا أنهم عثروا عليه ميتاً وفي معصمه جرح بالغ.