لم يكن يعلم محمد البوعزيزي أو ربما يتخيل أن النيران التي أشعلها في جسده بسبب قلة حيلته، ستكون ظاهرة يتبعها شباب العرب من بعده كوسيلة لهم يعلنون بها احتجاجهم على الأوضاع. فمنذ أن أقدم الشاب التونسي "محمد البوعزيزي" الذي لم يكمل ال27 من عمره على إحراق نفسه بسبب قساوة الشرطة وضيق الحال، وقام عدداً من شباب الوطن العربي بتقليده واتخاذ طريقته نهجًا ثاروا على دربه. وتمر اليوم علينا ذكرى ميلاد مفجر الربيع العربي "محمد البوعزيزي"، وتخليداً لذكراه رصدنا لكم أبرز الدول التي قام شبابها بانتهاج نهج البوعزيزي واحرقوا نفسهم للاحتجاج على أوضاعهم. بوعزيزي "التونسي" قام شاباً بإضرام النار في جسده، في مدينة "المروج" من محافظة بن عروسالم، في مارس 2012، إحتجاجًا على عدم إستجابة البادية لطلب تقدم به للحصول على ترخيص لفتح كشك يساعده على العيش الكريم، خاصةً وأن الشاب قد غادر السجن حديثًا. بوعزيزي "المغربي" توفي الشاب "أمبارك الكراسي"، بائع متجول مغربي، في مستشفى بمدينة مراكشجنوب المغرب، متأثرا بحروقه، في مايو 2013، بعدما أشعل النيران في جسده، احتجاجا على حجز السلطات لسلعته. بوعزيزي "السعودي" محمد علي جابري الحوريسي، بائع خضروات سعوديا مات بعدما أضرم النار في نفسه احتجاجا على طريقة تعامل السلطات معه في مايو 2013. وتفيد التقارير بأنه أضرم النار في نفسه بعدما لم يستطع تقديم أوراق هوية أثناء تفتيش الشرطة له، وأفادت تقارير غير مؤكدة أن بائع الخضار كان من بين عشرات أسقطت عنهم الجنسية السعودية، وأنه واجه صعوبات في الحصول على الجنسية. بوعزيزي "الجزائري" أقدم الشاب كمال فالق ببلدية المحمل التابعة لمدينة خنشلة، في ديسمبر 2013، على إضرام النار في جسده بعد صب الوقود على نفسه، حيث أوضحت مصادر إعلامية جزائرية أن اسباب إضرام الشاب للنار في جسده هو قيام الشرطة بالتحقيق مع شقيقه في شكاية قدمتها ضده بلدية المحمل. بوعزيزي "التركي" أولاش آكين، مواطن تركي، عاطل، يبلغ من العمر 32 عاما، أحرق نفسه في فبراير 2016 بمادة البنزين سريعة الاشتعال بسبب وضعه المادي أمام مقر بلدية "مدحت باشا" ليلقى مصرعه بعد نقله إلى المستشفى. وأقدم (آكين) على حرق نفسه احتجاجا على سياسيات الحكومة، في مدينة أنطاليا جنوب غرب تركيا، وتجمع مواطنون حوله محاولين إطفاء النار، باستعمال أنبوب إطفاء الحرائق، لتلتهم النيران 45% من جسده وسط هلع الأهالي وبعدها لقي مصرعه. بوعزيزي "المصري" أشرف محمد شاهين، سائق تاكسي، يبلغ من العمر 30 عاما، من كفر الدوار، في منطقة كورنيش سيدي جابر أمام أحد الأندية التابعة للجيش شرق الإسكندرية، قام في أكتوبر 2016، بسكب (بنزين)على نفسه، وحرق 50% بالبطن والصدر والساقين"، وأشعل النار بنفسه اعتراضا على ظلم تعرض له من قبل بعض الأفراد وتلفيق محضر سرقة له نافيا أن يكون السبب هو الجوع، في حين أشارت أقاويل أخرى إلى أن الشاب أقدم على ذلك بسبب غلاء الأسعار والوضع المعيشي الصعب. بوعزيزي "السوري" رياض مصطفى ديدان، رجل سوري، يبلغ من العمر 53 عاما، وهو من سكان حي العزة في جبلة، أقدم على سكب مادة المازوت على جسمه وإشعال النار فيه في سوق المدينة، ليهرع البعض لإطفاء النار ونقله إلى المشفى، وكان ذلك في نوفمبر 2016.