هيباتيا ابنة آثيون استاذ متحف الاسكندرية ومكتبتها "السيزاريوم" لقد تكتمت الكنيسة طوال قرون على قصة هذه العالمة الفذة التي كانت نادرة زمانها وسبب هذا التكتم هو أن الكنيسة كانت تقف وراء هذه الجريمة المروّعة بحق هيباتيا لأن في مقتلها على يد الكنيسة اسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلنية. عملت في مكتبة الإسكندرية ، كانت عالمة فلك و رياضيات و فيزياء و رئيسة المدرسة الفلسفية الأفلاطونية . فهذه انجازات رائعة واستثنائية بالنسبة لمرأة في ذلك الزمن الذي امتدت فيه مخالب الكنيسة إلى كل مكان. اراد من قتلوها القضاء عليها وعلى افكارها، فجاء مصرعها الوحشى سبباً فى خلود اسطورتها، واصبحت هيباتيا ملهمة للكتاب والشعراء والدارسين وصناع السينما وغيرهم حتى مطلع القرن ال21، فقد كانت اول عالمة عرفها التاريخ وكان لها كتب عدبدة فى مجال الرياضيات، والفلك الذى كانت مولعة به. ارتدت هيباتيا ملابس العلماء الرجال وقادت عربتها التى يجرها الجياد بنفسها. وتشير بعض الدلائل انها اخترعت الإسطرلاب المستوى والهيدروميتر والهيدروسكوب بالإشتراك مع تلميذها سيونيسيوس الذى اصبح زميلها فيما بعد. اتسع تأثير ونفوذ هيباتيا كثيراً ليتعدى حدود مدينة الأسكندرية التى عاشت فيها، وقد عرف ذلك من خلال الخطابات المتبادلة بين تلاميذها ومريديها، وكانت محاضراتها تجذب طلاب العلم من شتى انحاء الامبراطورية الرومانية. كان كثير من تلاميذ هيباتيا من المسيحيين، وكانوا يبجلونها، ومع هذا قتلتها بوحشية حشود المسيحيين الغاضبة عقب خلافاتها مع كيرلس الأول بابا الأسكندرية، فكونها فيلسوفة وثنية وعالمة تشجع إجراء التجارب العلمية واعمال العقل، خلق بينهما جدلاً كبيراً وصراعاً انتهى بمصرعها. في عام 415م ، بينما كانت في طريقها إلى العمل وفي أحد الأزقة المؤدية إلى مكتبة الاسكندرية، تعرّضت لكمين على يد رجال الدين المتطرّفين التابعين لرئيس الأساقفة ، جرّوها من داخل العربة التي تقلّها ، مزّقوا ثيابها ، و قاموا بتقطيعها إرباً ! و حرقوا بقايا جسدها !. و أحرقوا معها جميع أعمالها و طمست و دمرت مؤلفاتها العلمية ، ونُسي اسمها تماماً ! وكل من يذكر هيباتيا فإن مصيرة الموت بتهمة الترويج للوثنية . أما رئيس الأساقفة الذي أمر بقتلها، فأصبح فيما بعد قديساً !. وبقتل هيباتيا آثيون اسدل الستار تماما عن عصر الحضارة الهيلنية وبدأ عصر مطاردة العلماء وقتلهم واحراق كل كتب العلم.