تمكن الجيش المصري، بالتعاون مع الأمن المركزي التابع لوزارة الداخلية، من فض الاعتصام في ميدان التحرير وسط القاهرة، وذلك بعد أن اقتحمت قوات مشتركة من الجيش والشرطة باقتحام الميدان وإزالة خيام المعتصمين. وقالت تقارير إعلامية متطابقة إن الجيش نجح في السيطرة على الميدان، فيما شوهدت أعداد من المعتصمين بجمع حاجاتهم من الميدان. ويقول مراسلون إن هناك أعداد كبيرة من عناصر الجيش بالإضافة إلى نحو 10 مدرعات في الميدان، فضلا عن أعداد من الأمن المركزي وعناصر يعتقد أنها تابعة للأمن الوطني تقوم باستجواب بعض الشباب الموجودين في الميدان. وأشار مراسلون إلى أنه تم بالفعل اعتقال عدد من هؤلاء الشباب. وعقب سيطرة الجيش على الميدان، عادت حركة السيارات والمرور إلى الميدان من جديد. وحول عملية الاقتحام، قال شهود عيان إن القوات دخلت من مكانين مختلفين جانب من ناحية شارع قصر العيني ومجموعة من ناحية طلعت حرب. وأضاف الشهود أن نحو مائتي مجند هاجموا المعتصمين من ناحية قصر العيني وقاموا برفع الحواجز الحديدية التي وضعها المعتصمون للتحكم في الدخول والخروج من الميدان، مشيرين إلى أن اشتباكات اندلعت بين المعتصمين والجنود الذين هاجموا المعتصمين بالهراوات فردوا عليهم بالحجارة وقام الجنود برفع الخيم الموجودة في الجزيرة الوسطى. كما اقتحم المئات من جنود الأمن المركزي الميدان من ناحية طلعت حرب. وذكر شهود عيان بأنه سمعت طلقات رصاص في الهواء وأن الجنود طاردوا المعتصمين وقاموا أيضا بإزالة الخيام من الميدان فيما يطارد الجنود المعتصمين في جوانب الميدان. وأوضح شهود عيان أن قوات الجيش تركت مخرجا آمنًا للمعتصمين من ناحية شارع قصر العيني فيما تتم عمليات مطاردة للموجودين بالخيام. وقد ألقت عناصر الشرطة العسكرية القبض على عدد من البلطجية، وسط هتافات تأييد من المواطنين لهذه الخطوة التى جاءت بعد أن شهد الميدان تزايدا فى اعمال العنف والاشتباكات بين أصحاب المحال المتضررين وعناصر من الخارجين عن القانون والقائمين بأعمال البلطجة، والتى كان آخرها مساء أمس بعد أن كانت عشرات الاحزاب والقوى السياسية والثورية قد اتفقت على وقف الاعتصام فى ميدان التحرير. وقامت القوات المسلحة بالاشتراك مع عناصر من الامن المركزى بازالة كافة الاشغالات فى قلب الميدان، وفى داخل الحديقة التى تتوسط الميدان، وسط حراسة من عناصر الشرطة العسكرية حفاظا على عدم حدوث اشتباكات او دخول عناصر مندسة اثناء عملية الاخلاء. من جانبهم، أعرب أصحاب المحال التجارية بمنطقة ميدان التحرير عن ارتياحهم البالغ لهذه الخطوة الايجابية التى أنهت إغلاق الميدان. وقال سعيد السيد وهو موظف بشركة "ايمكو" للسياحة إنهم كانوا ينتظرون هذه الخطوة منذ أيام معربين عن امتنانهم للقوات المسلحة لتنفيذ هذه الخطوة. واستطرد السيد قائلا إنهم مع مطلب المعتصمين وغيرهم من أبناء مصر فيما يتعلق بضرورة محاكمة الرئيس السابق والمتورطين من رموز النظام السابق فى قضايا تتعلق بدم الشهداء ..الا انهم يرفضون تخريب اقتصاد الوطن والتسبب فى خسائر مادية كبيرة لا داعى لها لاصحاب المحال فضلا عن تعطيل مصالح المواطنين وحركة المرور بالميدان والشوارع المحيطة به فى منطقة وسط المدينة التجارية الحيوية. ومن جانبه قال هانى سعد الذى يعمل موظفا فى احدى شركات الاليكترونيات بالميدان انهم واصحاب المحال بالمنطقة حاولوا بالامس الدخول للميدان لفض الاعتصام وعودة الحياة الطبيعية الى الميدان ,الا انهم فوجئوا بتعرضهم لاعمال عنف من جانب الموجودين بالميدان.