أ ش أ دعا مدير إدارتي الإعلام والمشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب إلى حملة وطنية مصرية لجمع ألف كتاب لإهدائها إلى مكتبة اشوربانيبال بالعراق والتي تقوم جامعة الموصل حاليا بتنفيذ مشروع لإحيائها. وصرح الدكتور خالد عزب بأن عميد كلية الآثار بجامعة الموصل أمده بالمعلومات الخاصة بهذا المشروع الضخم، مشيرا إلى أن تنفيذه سيرد إلى آثار العراق اعتبارها من خلال الاهتمام بها وبدراستها وبتعميم كل ما كتب عنها ونشر لغتها وكتاباتها المسمارية والكشف من خلالها عن وجه حضارة العراق. وأضاف الدكتور خالد عزب أن من أهداف تنفيذ هذا المشروع اعداد مكتبة اشوربانيبال الجديدة كبؤرة علمية ثقافية مزودة بأحدث الوسائل والأجهزة والمصادر، تستقطب الباحثين والدارسين من داخل العراق وتوفير الأجواء المناسبة لهم للبحث والدرس. ويرجع اكتشاف بقايا مكتبة أشوربانيبال إلى أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وهو الحدث الذي هز الأوساط العلمية والثقافية في مختلف أرجاء العالم ولفت أنظار المؤسسات والهيئات العلمية في أوربا إلى نينوى، عاصمة الآشوريين، والى ما تبطنه من كنوز أثرية قد تكشف عن حضارة ظلت مطمورة في بطون التلول الأثرية لأكثر من ثلاثة آلاف سنة. وأوضح الدكتور خالد عزب أن من أهداف المشروع الرئيسية وضع أسس متينة لمدرسة عراقية متميزة في دراسة النصوص المسمارية وقراءتها وتدوينها بالخط العربي، إلى جانب الخط اللاتيني، وترجمتها باللغة العربية مباشرة، وسيكون من مهام المكتبة الرئيسية الإشراف على أعمال التنقيب عن الآثار في مدينة نينوى، التي احتضنت بقايا مكتبة اشوربانيبال وحافظت عليها لأكثر من ألفين وخمسمائة عام حتى اختطفتها أيادي الأجانب من المنقبين الرواد، وفي غيرها من المواقع الأثرية، وسيكون التنقيب بالتعاون مع الهيئة العامة للآثار والتراث بالعراق، كما سيكون من مهام المكتبة إقامة المؤتمرات والندوات العلمية والحلقات الدراسية وإصدار الكتب والمجلات العلمية والارتباط بعلاقات وطيدة مع المؤسسات العلمية الرصينة في الوطن العربي وخارجه. ويتضمن مشروع احياء مكتبة اشوربانيبال إقامة متحف علمي يضم ما قد يكشف من آثار أشورية ذات علاقة بالمكتبة ونماذج من الآثار الطينية التي تم الكشف عنها في مكتبة اشوربانيبال ونقلت جميعها الى المتحف البريطاني في لندن أو نسخا جبسية وصورا فوتوغرافية منها. ولتنفيذ المشروع، تولت مجموعة من مهندسي جامعة الموصل وضع التصاميم المعمارية اللازمة آخذة في الاعتبار أهداف المشروع وجذوره التاريخية ووظائفه العلمية، وتوصلت الى تصميم يجمع بين التراث والمعاصرة ويلبي حاجات المكتبة الآنية والمستقبلية تتوافر فيه جميع مستلزمات البحث العلمي الحديث.