تمكَّن ملهم بن محمد بن هندي، الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، من التقاط صورتين لرصد الخسوف الكاذب مساء أمس الجمعة من مكةالمكرمة، موضحًا من خلال الصورتين التغيُّر الذي طرأ على البدر قبل الخسوف، وفي ذروة الخسوف. يأتي ذلك تأكيدًا منه لما كان قد أعلنه سابقًا بحدوث تلك الظاهرة، ونشرت "سبق" تفاصيل ذلك انفرادًا.
وتزامن اكتمال قمر ذي الحجة مساء أمس الجمعة مع مرور القمر في منطقة شبه ظل الأرض، وهي منطقة تقلُّ فيها أشعة الشمس؛ فيطرأ تغيُّر غير ملحوظ للعين على لون القمر؛ إذ يتحول لونه للون الرمادي؛ ولذلك يطلق عليه "الخسوف الكاذب"؛ لكونه يقع حسابيًّا ويُرصد عبر أجهزة متخصصة، ولكن لا يُرى بالعين.
وكان الفلكي هندي قد أوضح أن منطقة شبه الظل هي منطقة تنشأ بسبب اختلاف الحجم بين الأرض الشمس؛ فينشأ الظل المظلم على شكل مخروط، الذي يسبب الخسوف الحقيقي المعروف، ويحيط بمنطقة الظل منطقة تقلُّ فيها إضاءة الشمس، ولا تنعدم، وتسمى منطقة شبه الظل؛ إذ يمكن تشبيهها بشخص يقف على القمر، فإنه رئي ككسوف جزئي للشمس أثناء الخسوف الكاذب.
وأضاف: بدأ القمر في الدخول في منطقة شبه الظل الساعة ال7:55 مساء الجمعة بتوقيت مكةالمكرمة، ووصل الخسوف الكاذب ذروته الساعة ال9:54 مساء؛ إذ كان أكثر من 80 % من القمر داخل منطقة شبه الظل، وانتهي الخسوف الكاذب في الساعة ال11:53 مساء.
وأردف: "يُعتبر هذا الخسوف الكاذب الثاني الذي يقع هذا العام بعد حدوثه في منتصف جمادى الآخرة الماضي.
وكانت الجمعية الفلكية بجدة قد صرحت بأنه "رصد بسماء السعودية مساء الجمعة 16 سبتمبر 2016 خسوف شبه ظل القمر الثاني والأخير هذا العام، وقد استمرت مراحله كافة قرابة 4 ساعات. وعلى عكس خسوف القمر الجزئي أو الكلي، فإن القمر أثناء مراحل خسوف شبه الظل كافة يبقى في كامل إضاءته مع حدوث خفوت عام".
وأضافت: "هذا الخسوف حدث والقمر يبعد يومين عن وقوعه في أقرب نقطة في مداره إلى الأرض خلال الشهر؛ وهذا جعل القمر يظهر أكبر بمقدار 4.6 % من المعدل. ويعتبر هذا التوقيت من الشهر مثاليًّا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير، خلافًا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس. وتلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة، تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات".
وأوضحت أنه خلال الليالي المقبلة سوف يشرق القمر متأخرًا بنحو الساعة كل يوم، وخلال بضعة أيام سيكون مشاهَدًا فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من وقوعه في مرحلة البدر المكتمل نقلًا عن صحيفة سبق.