"احساس الفراشة حلو بس لما اجنحتها بتتكسر بيبقى احساس صعب، الصم في بلدنا عاملين زي الفراشة اللي اول ما تطلع من بيتها تلاقي 100 صياد" جملة معبرة جاءت في أحد مشاهد العرض المسرحي "العطر" والذي يعد فكرة جديدة من نوعها ابدع فيها فريق العمل بقيادة المخرج والمؤلف "محمد علام" والذي نجح في جمع عدداً من المواهب الشابة من الصم والبكم عن طريق احدى الجمعيات الخاصة بهم، ونجحوا في لمس قلوب الجماهير من خلال تجسيد جزء من واقع وجود 5 مليون أصم حولنا بمصر فقط. أتاح "علام" الفرصة لهؤلاء الشباب لتقديم موهبتهم بالتمثيل للجمهور وتجسيد معاناتهم بأنفسهم، ورواية مواقف من الواقع الذي يعيشونه في كل لحظة، أبكونا وأضحكونا وجعلونا نشعر بالتقصير في حق تلك الفراشات الاتي يجب ان يطرن فوق الجبال وبين الزهور ولكن لأننا بمصر، نقطع اجنحة تلك الفراشات ونقتل أحلامها. اكتشفت اليوم فقط ان الصم بامكانهم ان يغنوا ويرقصوا ويقدموا عرض مسرحي أفضل من الكثير من العروض المسرحية التي يقدمها كبار النجوم الذين بامكانهم التواصل مع الآخرون دون الحاجة إلى لغة الإشارة. أبرز العرض عدداً من النقاط الواجب علينا أخذها بعين الاعتبار وأهمها ان من أبسط حقوق الصم أن نتعلم لغة الاشارة لسهولة التواصل معهم مثلما نتعلم اللغات الجنبية للتواصل مع الاجانب أو ايجاد فرص عمل أفضل، حق الصم في وجود مترجم اشارة بأي مصلحة حكومية أو مستشفى أوبنك أو غيره. حق الأصم في الحصول على فرص عمل وحقهم في االتعليم وممارسة الهوايات المفضلة لهم من مزيكا ورياضة وتمثيل ومشاهدة التلفاز وغيره. "أنا انسان".. جملة أخرى موجعة كثيراً نطقها أحد الصم المشاركين بالعرض، تحمل الكثير من المشاعر أهمها الشعور بالتهميش في المجتمع واختلاف نظرة المجتمع للصم عن أي انسان آخر، بل وخوف البعض منهم. "العطر" هو البذرة لحقوق الصم في الحياه والعامل المحفز لأي شخص وأي مؤسسة لعدم تهميش ال"5 مليون" أصم بمصر، انتبهوا للصم، انتبهوا لعرض "العطر" الذي فتح أول باباً لتحقيق أحلام الصم والاهتمام بهم.