«حجازي» يستقبل وفدًا من وزراء التعليم بمجموعة تنمية الجنوب الأفريقي (SADC)    رسميًا.. بدء صرف معاش تكافل وكرامة يونيو 2024 (رابط الاستعلام و طريقة التسجيل )    إطلالة مميزة وساحرة للأميرة رجوة الحسين في حفل الجلوس الملكي «بالصور»    صلاح يورط حسام حسن في موقف محرج    عاجل| أول تعليق من وزير الرياضة بشأن فيديو مدرس الجيولوجيا بصالة حسن مصطفى    الأرصاد: انخفاض درجات الحرارة أول وثاني أيام عيد الأضحى    macOS 15 Sequoia .. أبل تكشف رسميا عن أحدث أنظمة تشغيل ماك    مستشفى 57357 تستقبل أنشطة أتوبيس الفن الجميل    "جدو مرجان وحكاوي زمان".. عرض مسرحي للأطفال ضمن موسم قصور الثقافة    عُزلة السفاح !    الرئيس التشيكي يعرب عن قلقه إزاء صعود الأحزاب الهامشية في أوروبا    وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين    22 صورة لزيارة وزير الإسكان لمدينة العلمين الجديدة    العرض الخاص اليوم.. خالد النبوي يروج لفيلم "أهل الكهف"    قيادى بفتح: الرئيس محمود عباس يتمتع بصحة جيدة وسيشارك غدا فى مؤتمر البحر الميت    الإفتاء: النبي لم يصم العشر من ذي الحجة ولم يدع لصيامها    إرشادات للحفاظ على الوزن المثالي خلال إجازة عيد الأضحى    منطقة سوهاج الأزهرية تنظم ندوة للتوعية بترشيد استهلاك المياه    لميس الحديدي تكشف عن سبب إخفائها خبر إصابتها بالسرطان    إيرادات الأحد.. "شقو" الثاني و"تاني تاني" في المركز الأخير    محمد ممدوح يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3    روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِتسك الشعبية    تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام    الدعم العينى.. أم الدعم النقدى؟    طريقة عمل الكيكة العادية الهشة، ألذ تحلية لأسرتك    "وطني الوحيد".. جريدة المصري اليوم تكرم الكاتب مجدي الجلاد رئيس تحريرها الأسبق    أمين الفتوى: الخروف أو سبع العجل يجزئ عن البيت كله في الأضحية    عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    تطورات جديدة حول اختفاء طائرة نائب رئيس مالاوي ومسؤولين آخرين    أول رد من جامعة الإسكندرية على فيديو رفض إعطاء مريضة سرطان جرعة كيماوي    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    كوريا الشمالية ترسل مزيداً من النفايات نحو الشمال.. وتحذر من رد جديد    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    غدًا.. ولي عهد الكويت يتوجه إلى السعودية في زيارة رسمية    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    الدرندلي: أي مباراة للمنتخب الفترة المقبلة ستكون مهمة.. وتحفيز حسام حسن قبل مواجهة غينيا بيساو    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق الشناوي يكتب: جراح المهزومين فى سباق الأرقام
نشر في الفجر يوم 14 - 08 - 2016

فى الأيام الأخيرة فشلت مهمة تدشين اثنين كنجمى شباك أحمد السعدنى فى «سطو مثلت» وشريف سلامة فى «الباب يفوت أمل»، لم تشهد الأرقام لصالحهما، نعم نحن بصدد أعمال فنية متواضعة، ولكن من قال إن النجم تتأكد جدارته بالمقدمة من خلال أعمال سينمائية متميزة، وللتذكرة فقط فى نهاية السبعينيات تم الدفع بعادل إمام كنجم جماهيرى استثنائى وانتزع المقدمة الرقمية بفيلم متواضع فنيا «رجب فوق صفيح ساخن»، وكانت المرة الأولى التى يسبق فيها اسمه عنوان الفيلم، فى دلالة واضحة على أنه بمفرده يتحمل المسؤولية الجماهيرية.
هناك فارق بين جمهور الفيلم وجمهور النجم، لا أتحدث هنا عن العمل الفنى الذى بالضرورة يعيش مع الناس، فهذه حكاية أخرى، ولكن هناك أفلاما تملك تحقيق الرواج اللحظى وهى التى تصنع فى الحقيقة خارطة النجوم، ولا تتطابق بالضرورة فى ملامحها مع تطور السينما، إلا أن هذا لا يعنى بالضرورة التناقض بين مؤشرات النجوم ومعالم السينما.

كان صلاح السعدنى شديد الاعتزاز بابنه أحمد الذى يرفض تماما أن يتدخل والده لتقديمه للوسط الفنى، بل كان أحمد يداعبه قائلا، بعد ما تكبر ح ابقى أقولهم «الراجل العجوز ده عايزكم تديلو دور معايا»، فى أكثر من مكالمة كانت تلك واحدة من القفشات التى يرويها لى صلاح بكل فخر عن أحمد، وهو بالفعل لم يستفد أبدا من علاقات الأب، إلا أنه تعوزه القدرة على القراءة الصحيحة للحياة الفنية، حيث إن الفنان لا يضع قانونه ولكن عليه التحايل على القانون الفنى وعدم الاستسلام المطلق له، فأنا مثلا لا أتصور أنه كان يشغله هاجس الأرقام فى شباك السينما، فهو يحقق تواجدا ملحوظا فى التليفزيون، إلا أنه ليس من بين أهدافه البطولة المطلقة، فيما يبدو أنها لم تعد تشغله، ليس معنى ذلك أنه يرفضها، ولكن هو ليس على استعداد أن يدفع الفاتورة ويتحمل بعض الخسائر المادية ويقول لا للعديد من الأدوار التى لا تضعه فى المكانة التى يرنو، فهو يرتضى أن يحل ثانيا على «تترات» المسلسل، لديك مثلا محمد إمام شارك مى عز الدين أكثر من مسلسل وكانت هى البطلة وصاحبة المشروع مثل «دلع البنات» ثم اعتذر عن مسلسلها الأخير «وعد» ليأتى بدلا منه أحمد السعدنى، محمد إمام كان يخطط للبطولة السينمائية ثم الخطوة التالية بطلا فى رمضان القادم، بينما سيقف أحمد السعدنى تاليا للبطل أو البطلة سينمائيا وتليفزيونيا، أتصوره فقد طموحه فى البطولة، وهكذا تبدو علاقته بالسينما مجرد أكل عيش، لا أستشعر أنه واخدها بجد حتى أنه يؤدى دورا كوميديا، بينما إمكانياته أساسا تخاصم الكوميديا، سينسى الناس مع الأيام «سطو مثلث»، ولكن يبدو أنه لن يكتفى بهذا القدر من تجرع مرارة الهزيمة.

شريف سلامة هو المهزوم الثانى، كان لديه أمل لتحقيق النجومية فى «الباب يفوت أمل»، شريف كان الرهان عليه فى السنوات الخمس الأخيرة كنجم شباك قادم، وحصل بالفعل على عدد من الفرص، وحقق فى التليفزيون نوعا من التراكم وآخره مسلسل «الخروج» ولكنه لم يقفز بعد للمقدمة منفردا، وأظن أن الأمل بعد تلك الإطلالة السينمائية الباهتة بات شحيحا، خاصة أنه يفتقد أيضا لمقومات التمثيل الكوميدى التى يتصورها نوعا من التشنج العضلى.

هل يغير شريف البوصلة ويتوجه إلى نوعيات أخرى يكون الرهان الأساسى هو العمل الفنى الذى يقوده المخرج، مثل فيلم «اشتباك»، برغم خصوصية التجربة وابتعادها عن المعادلة التى تعود عليها الجمهور، إلا أن الفيلم لا يزال صامدا مع الجمهور، لأنه ليس فيلم النجم ولكنه فيلم المخرج محمد دياب، شريف من الممكن أن يجد مساحته فى تلك الأفلام، وإذا لم تسع إليه فعليه أن يسعى إليها، ولكن عليه أولا الاعتراف بهزيمته الرقمية.

لا يزال «جحيم فى الهند» متربعا على المقدمة منذ عرضه فى العيد، البعض يقول إنه رقم محمد إمام، ورأيى الشخصى أن هذا الفيلم والسابق «كابتن مصر» برغم أنه يتصدر الأفيش فى الحالتين، فإنك لا تستطيع أن تقول إن هذا هو جمهور محمد إمام، ولكنه جمهور النكتة والقفشة، التى كان لنجوم الضحك الجدد الذين شاركوه البطولة النصيب الأكبر فى تحقيقها. لا شك أن «من 30 سنة» حقق رقما لم يرض طموح أحمد السقا خاصة أنه يقف معه عدد من نجوم الجذب بحجم منى زكى وشريف منير، إلا أنه فى العيد لم يحقق وبعد العيد لم يعوض الفارق، خاصة أن السقا فى «الجزيرة 2» كان لديه رقم، إلا أننا يجب أن نذكر دائما بأن شريف عرفة كمخرج يقدم شريطا سينمائيا جاذبا يساهم فى تحقيق الإيرادات.

الكل ينتظر عيد الأضحى باعتباره المباراة الفاصلة، لدينا نجمان من جرحى الأرقام، لديهما معركة قادمة فى العيد، محمد هنيدى ومحمد سعد، هنيدى كان هو الورقة الرابحة فى 97 مع «إسماعيلية رايح جاى» وأكدها فى «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» وظل فى المقدمة حتى 2001 لتفقد بعدها بطارية الإبداع بحكم التقادم والتكرار الكثير من قوة الشحن ويتضاءل الحضور، ليصعد سعد 2002 مع «اللمبى» ثم لا يلبس أن يفقد هو أيضا المقدمة بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية، عندما لم يستطع الهروب من قيود اللمبى، لتبدأ مرحلة أحمد حلمى ويحتل المقدمة بقوة منذ 2007 ب«كده رضا»، حلمى الوحيد بين نجوم الكوميديا فى هذا الجيل الذى يملك أن يقفز فوق السور التقليدى، وهكذا قدم أفلاما مثل ألف مبروك وعسل أسود وإكس لارج، تحمل روح المغامرة ثم أخفق فى آخر إطلالة له فى «صُنع فى مصر» ولكنه يملك الإرادة لهزيمة الهزيمة الرقمية.

هنيدى يعود فى العيد ب«الخطة العامية» ومحمد سعد «أنا عندى شعرة» والذى صار «حنكو فى المصيدة» على طريقة «شنبو فى المصيدة» رائعة فؤاد المهندس التى أخرجها حسام الدين مصطفى قبل أكثر من 40 عاما، سعد جرب حظه فى الدراما التليفزيونية مرتين وأخفق وانتقل للبرامج وتأكد إخفاقه لكنه لا يعترف أبدا بضعفه وهوانه على شباك التذاكر.

يفقد النجوم الكثير من السيطرة على مفردات العمل الفنى كلما هبط معدل الإيرادات، وهذا هو ما يعيشه المهزومان شريف والسعدنى والمجروحان هنيدى وسعد، حيث إن الفرصة للبطولة لن تأتى فقط إلا بعد اعتذار النجوم فيصبحون هم المحطة الأخيرة، لينتقلوا من «وش القفص» إلى «قعر القفة».

الرقم هو اعتراف لا يحتمل أى شك بأن هذا المصنف الفنى قد أقبل عليه الناس، لا يعنى هذا بالطبع أن الرقم هو العنصر الوحيد الحاسم، ولا هو أيضاً الأهم، لكنه واحد من المؤشرات التى من الممكن أن ترشدنا إلى تغيير فى ذوق الناس وأسلوب التلقى.

هناك بالفعل إبداعات فنية وفى كل المجالات لها حس جماهيرى وأخرى تفتقد نبض الناس، فيلم عظيم مثل «المومياء» لشادى عبدالسلام والذى يحتل دائماً المركز الأول فى أغلب استفتاءات أفضل الأفلام المصرية والعربية، ولا يهبط أبداً للمركز الثانى.. «المومياء» ليس فيلماً تجارياً، وجماهيريته تظل محدودة، إلا أنه يكتسب مع الزمن أرضاً جديدة.

بعض الأعمال الفنية قد تفتقد فى بداية ظهورها الانتشار، قبل نحو 30 عاما، قدم محمد عبدالوهاب أغنية «من غير ليه» وغنى حمدى باتشان «الأساتوك» وزعت «الأساتوك» خمسة أضعاف «من غير ليه»، ولم تمر سوى أعوام قليلة ونسى الناس «الأساتوك» وظلت «من غير ليه» تتردد من غير ليه!.

هناك بالتأكيد أعمال فنية تجارية تنجح فى اللحظة وتشتعل مرة واحدة لتنطفئ إلى الأبد، وعلى المقابل لدينا أعمال فنية قادرة على الحياة والاشتعال الدائم، علينا أن نقرأ أيضا دلالات الأرقام فى تلك الأيام التى أكدت أن لدينا نجمين مهزومين بعد عيد الفطر ونجمين مجروحين ينتظران من يضمّد جراحهما فى عيد الأضحى!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.