يقترن اسم المنتجين أحمد ومحمد السبكي، دائما بالأفلام الأكثر إثارة للجدل لدى الجمهور، خاصة بعد احتكارهما إنتاج عدد كبير من الأفلام، التي يطلق عليها البعض مصطلح "أفلام المقاولات" خلال السنوات الأخيرة، وتحقيق هذه الأفلام إيرادات كبيرة في دور العرض السينمائي، ما دفع النقاد إلى شن هجوما حادً على ما أسموه "سينما السبكي" متهمين أفلام "الشقيقين" بأنها أحد أسباب الانحدار بالذوق العام لجمهور السينما المصرية، فضلا عن اعتماد معظمها بشكل أساسي على الراقصة والمطرب الشعبي. بالرغم من دخول عدد كبير من النجوم الشباب في عباءة أفلام "السبكي" خلال السنوات الأخيرة، نجد أن للجمهور رأي آخر هذا العام، فلم تكن الأفلام التي قدمها "السبكي" في موسمي شم النسيم، وعيد الفطر، هي الأفضل هذا العام، حيث جاءت في مراكز متتالية بعد أفلام أخرى نجحت في الوصول إلى الجمهور، بدون الاعتماد على الأدوات المعتادة لسينما السبكي، والتي يفضلها الجمهور من فئة الشباب، لكنها لا ترقى لتكون سفيرا لمصر لدى الدول العربية والأجنبية. حقق فيلمي المنتج أحمد السبكي، "أوشن 14" بطولة نجوم فرقة "مسرح مصر"، و"من ضهر راجل" بطولة آسر يس وياسمين رئيس، أعلى الإيرادات خلال موسم إجازة نصف العام الدراسي هذا العام، وصمد أمامهما فيلم "الهرم الرابع" من إنتاج شركة "مقام" للإنتاج الفني، وقام ببطولته النجوم الشباب أحمد حاتم، ميريهان حسين، تارا عماد وغيرهم. فيما عاند الحظ باقي أفلام الموسم، وهي "كدبة كل يوم" بطولة عمرو يوسف والفنانة التونسية درة، و"المشخصاتي2" بطولة تامر عبدالمنعم، و"خانة اليك" بطولة محمد فراج، ومحمد شاهين، وفيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داوود عبدالسيد، بالرغم من حصوله على أكثر من جائزة، خلال فعاليات الدورة ال64 من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، في مارس الماضي. وفي موسم أفلام شم النسيم الماضي، تراجع الفيلم الكوميدي "حسن وبقلظ" الذي أنتجه محمد السبكي، وقام ببطولته النجم علي ربيع، وكريم فهمي، عن اللحاق بالإيردات الخيالية التي حققها الفيلم الرومانسي "هيبتا- المحاضرة الأخيرة" المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتب محمد صادق، وقام ببطولته عدد من النجوم منهم عمرو يوسف، ياسمين رئيس، وماجد الكدواني، وأنتجه هاني أسامة، وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، فيما جاء فيلم "كنغر حبنا" الذي قام ببطولته رامز جلال، وسارة سلامة ، في المركز الثالث، ثم فيلمي "اللي اختشوا ماتوا" بطولة الفنانة غادة عبدالرازق، و"فص ملح وداخ" بطولة الفنان عمرو عبدالجليل. وتكرر المشهد مرة أخرى، في موسم عيد الفطر الماضي، بتفوق فيلم "جحيم في الهند" بطولة الفنان الشاب محمد إمام، وعدد من النجوم الشباب، محققا أعلى الإيرادات، إضافة إلى تسجيل الفيلم لأعلى إيراد يومي، بعد فيلم "شد أجزاء" الذي قام ببطولته الفنان محمد رمضان، وأنتجه أحمد السبكي، العام الماضي. وكما يقول المثل المصري الشهير "خطبتين في الراس توجع"، شهد الموسم نفسه تفوق فيلم "من 30 سنة" الذي قام ببطولته نجوم الصف الأول أحمد السقا، منى زكي، وشريف منير، على "أفلام السبكي" محققا إيرادات كبيرة بدور العرض السينمائي، فضلا عن حصوله على إشادة بعض النقاد، فيما جاء فيلمي أحمد السبكي، "أبو شنب" بطولة الفنانة ياسمين عبدالعزيز، والفنان التونسي ظافر العابدين، و"30 يوم في العز" بطولة الراقصة الأرمينية صافيناز، والفنان سعد الصغير، في المركزين التاليين، بعد تحقيقهما إيرادات ضعيفة خلال الموسم نفسه لم تكن "الإيردات" هي المقياس الوحيد لنجاح الأفلام التي خرجت من عباءة "السبكي"، بل شهد هذا العام، طرح فيلم "نوارة" بطولة الفنانة منة شلبي، محمود حميدة، وشيرين رضا، والذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "دبي" السينمائي الدولي، وفازت منة شلبي، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها فيه، فضلا عن حصول الفيلم على إشادة النقاد في مصر. ومن "دبي"، إلى مهرجان "كان" السينمائي الدولي، حيث شارك فيلم "اشتباك" بطولة الفنانة نيللي كريم، والفنان هاني عادل، في قسم "نظرة خاصة" ضمن فعاليات المهرجان، وبالرغم من ابتعاده عن موسم عيد الفطر المنقضي، حقق فيلم "اشتباك" إيردات تجاوزت ال2 مليون جنيها، في أقل من أسبوع واحد من طرحه بدور العرض السينمائي. "اشتباك" تدور أحداثه داخل عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين أثناء حالة الاضطراب السياسي في 2013، وتم تصوير مشاهد الفيلم في مساحة لا تزيد بالحقيقة عن 8 أمتار مربعة، من تأليف خالد دياب، وإخراج محمد دياب، وإنتاج مشترك بين فرنسا، ألمانيا، مصر، والإمارات العربية المتحدة.