قدمت إدارة مهرجان وهران السينمائي الدولي للفيلم العربي، على هامش برنامج "سينما السعادة-وهران"، منذ قليل شريطًا تسجيليا حول فيلم "عمر قتلاتو" بحضور مخرجه الجزائري مرزاق علواش، والممثل بوعلام بناني، وتابع الحضور مقاطع من الفيلم الذي أنتج سنة 1976 ليكتشفوا روائع السينما الجزائرية بعد 40 سنة من الإبداع والتميز، وقامت إدارة المهرجان الذي تقام فعاليات دورته التاسعة هذه الأيام بمدينة وهرانالجزائرية، بتكريم طاقم الفيلم بمناسبة مرور 40 سنة على إنتاجه. هذه الفترة التي صورها المخرج حول واقع الشباب بعد 14 سنة من الإستقلال شارك فيها أهم وألمع نجوم الفن السابع على غرار الفنان القدير بوعلام بناني الذي جسد شخصية موظف حكومي، يعيش يومياته كأي مواطن عادي رفقة أفراد عائلته وجدّيه، وكيف أنه يجد في الموسيقى الهندية ملاذا له للهروب من الروتين والكلل اللذان يخيمان على حياته. وقد أبرز الشريط التسجيلي الرؤية الإخراجية المميزة لعلواش الذي وظف طابعا كوميديا ساخرا يهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على واقع مألوف ومعهود في المجتمعات العربية ككل، وربما هو ما ساهم في رواج العمل الفني الذي شكّل طفرة نوعية في المشهد السينمائي الجزائري ومسيرة مرزاق علواش. وأكد مخرج العمل أنه بعد الانتهاء من الفيلم وعرضه في العاصمة وقسنطينة ووهران، لاحظ اهتمام الجمهور بالعمل السينمائي وتجاوبهم مع قصة عادية تجري حيثياتها في إحدى الأحياء الشعبية، فالعاطفة التي أظهرها المواطنون وتفاعلهم مع المشاهد ضمن نجاح الفيلم الذي يبدو أنه بقي راسخا في تاريخ السينما الجزائرية إلى الآن. كما أوضح علواش أنه ورغم تعرضه للانتقادات بسبب عرضه لجوانب سلبية من مجتمعنا، إلا أنه مقتنع بما قدمه كونه مجرد مخرج سينمائي وليس سوسيولوجي على حد تعبيره. الفيلم يكشف مراحل معينة من تاريخ الجزائر التي لا يمكن تجاهلها ولا إخفاءها، مضيفا أن الكثير من النقاد ومتابعي الشاشة الذهبية يطالبونه بأفلام كوميدية فكاهية، وهو ما رفضه بالتأكيد معتبرا أن رسالته ليست الفكاهة ولا الترفيه بل نقل الحقائق التي يعشيها مجتمعنا بتفاصيله وخباياه، مشيدا بقدرات الجيل الجديد الذي يمكن له أن يقدم هذا النوع من الأفلام الترفيهية غير أن مسألة غياب الجمهور بات يؤرقه كغيره من المخرجين، بل اعتبر المسألة خطيرة جدا من شأنها التأثير سلبا على واقع الفن السابع ببلادنا ورهن استمراره وتطوره، ونفس الشيء بالنسبة للقاعات التي يتم غلقها مباشرة بعد المهرجانات والتظاهرات، ما يؤدي إلى تجميد الحركة السينمائية والفنية.
