تتوالى أشكال التضامن مع الإعلامية دينا عبد الرحمن التي تم فصلها بشكل مفاجئ وعلى الهواء مباشرة خلال تقديمها حلقة من برنامجها على قناة "دريم" حملت نقدا للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. ففي أحدث تضامن مع دينا أعلن الكاتب الصحفي بلال فضل الذي يقدم البرنامج الثقافي "عصير الكتب" تركه القناة اعتراضا منه على تلك الخطوة.
وفي هذه الأثناء تلقت الإعلامية عدة عروض من محطات فضائية للانضمام إليها بعد 4 أيام من قرار فصلها الصادر 24-7-2011، من بينها قناة "التحرير"، وقناة "أون تي في".
وذكر موقع "في الفن" على الإنترنت أن عرضا بالعمل جاء من ألبير شفيق، رئيس قناة "أون تي في"، وتقديم برنامج "توك شو" صباحي عقب انتهاء شهر رمضان.
كما تلقت دينا عبد الرحمن عرضا كذلك من الإعلامي محمود سعد لكي تنضم لقناة "التحرير" التي يعمل بها، بالإضافة لعرض من القناة الجديدة "سي بي سي".
ويأتي ذلك في الوقت الذي يحاول فيه المسئولون في فضائية "دريم" أن يتوصلوا لحل مع الإعلامية التي تم إنهاء خدمتها بالقناة يوم الأحد الماضي، وذلك من أجل عودتها مرة أخرى.
وتركت دينا عبد الرحمن قناة "دريم" إثر قيام مالك القناة، رجل الأعمال الدكتور أحمد بهجت، بفصلها عقب مداخلة هاتفية أجراها معها الخبير العسكري ومستشار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، اللواء عبد المنعم كاطو، في برنامجها "صباح دريم"، انتقد فيها بشدة قيام إعلاميين بانتقاد المجلس العسكري، واتهام الصحفية نجلاء بدير بالمخربة لكتابتها مقالة نقدية للمجلس، وهو ما اعترضت عليه دينا.
وكان أقوى رد فعل متضامن مع دينا عبد الرحمن توقف الكاتب الصحفي، بلال فضل، عن العمل بقناة "دريم" وعدم إكمال برنامجه الثقافي "عصير الكتب" الذي كان يقدمه على شاشتها.
وقال بلال في مقاله المنشور بعدد الأربعاء من جريدة "التحرير": "لا أدري على وجه التحديد ما المؤهلات الإعلامية التي جعلت من اللواء عبد المنعم كاطو مستشارًا إعلاميًا لإدارة الشئون المعنوية في القوات المسلحة؟ لم يعلن لنا أحد تلك المؤهلات كي نستمع إليه باهتمام، وهو يتصور أنه يقوم بتلقين مذيعة الثورة المصرية دينا عبد الرحمن درسًا في الإعلام، على أية حال اتضح لنا أن اللواء كاطو يمتلك فراسة ثاقبة، جعلته ينظر إلى كل الإعلاميين والصحفيين الذين ينتشرون تحت سمائنا الملوثة، ويختار من بينهم الكاتبة الكبيرة نجلاء بدير كنموذج للمخربين الذين يعيثون في مصر فسادًا".
وختم فضل مقاله قائلا: يعلم الله أنني أحب برنامج"عصير الكتب" وأنني أعتبره ما قدمته في حياتي حتى الآن، ويعلم القائمون على قناة دريم أنني كنت ومازلت وسأظل أقدر لهم حماستهم للبرنامج، لكني بعد أن استمعت من الأستاذة دينا عبد الرحمن إلى تفاصيل إبعاد الدكتور أحمد بهجت لها من برنامجها، أجد نفسي مقتنعا بضرورة التوقف عن التعامل مع قناة دريم ليس فقط تضامنا مع دينا، ولكن لاعتقادي أنه لا يصح أن أستمر في تقديم برنامج ثقافي على شاشة قناة يديرها صاحبها بهذا الشكل".
كذلك أعلن مركز "حماية" لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان قلقه من قرار استبعاد الإعلامية دينا عبد الرحمن من قبل إدارة قناة دريم الفضائية.
وأوضح أحمد غازي، مدير المركز، أن قرار استبعاد الإعلامية جاء تعسفيا ومفاجئا، ودون توضيح أسباب، وبدا أنه تنفيذ لأوامر عليا أكثر منه قرار مهني أو إداري , وبدا الأمر واضحا بعدما أعيدت الحلقة، وتم فيها حذف الفقرة التي شهدت هجوما واسعا على سياسات المجلس العسكري الحاكم.
كما أكد المركزعلى أن ما اتبعته الإعلامية خلال الحلقة التلفزيونية لم يتعد حدود المهنية في انتقاد المجلس الذي يتولى حاليا مهمة سياسية تجيز للإعلام انتقاد قراراته.
وطالب "مركز حماية " إدارة قناة "دريم" بالعدول عن قرار استبعاد دينا، والكف عن مثل هذه المضايقات، مؤكدا ضرورة احترام الحق فى حرية الرأى والتعبير، وكذلك التأكيد على حق وسائل الإعلام فى تناول كافة الموضوعات المطروحة على الساحة المصرية.
وتضامن عدد من المجموعات عبر موقع "فيسبوك" مع الإعلامية المصرية دينا عبدالرحمن، ووصل عدد المجموعات المتضامنة مع دينا إلى أكثر من 10 مجموعات اختلفت أسماؤها بين "كلنا دينا عبد الرحمن" و"الحملة الشعبية لدعم الإعلامية المثقفة دينا عبد الرحمن"..
وتضمن أغلب هذه المجموعات عبارات وانتقادات لاذاعة لرئيس قنوات دريم أحمد بهجت تتهم قراره بأنه تدخل في الإعلام الحر وذلك بفصله إعلامية مثقفة لمجرد محاولتها إظهار الحقيقة في أحداث العباسية التي وقعت مؤخرا، وأن ما حدث هو عودة مرة أخرى للإعلام الموجه الذي كان موجودا قبل ثورة "25 يناير" المصرية.
