دعاء هربت من بخل زوجها أمين الشرطة.. ورشا طلبت الطلاق من «أبوعيون زايغة» .. وحنان رفضت العجرفة لا يعانى المواطنون، فقط، من جبروت أمناء الشرطة، المتسلطين الذين يستغلون علاقاتهم ونفوذهم، ولكن الأمر يمتد لأقرب المحيطين بالأمناء الذين صورهم المخرج يوسف شاهين فى فيلم هى فوضى، فى شخصية «حاتم» الذى يمارس مع البسطاء أنواعا مختلفة من الانتهاكات. ممارسات نموذج «حاتم» فى الشارع هى نفسها أسلوبه مع زوجته، وتعانى زوجات الأمناء، من هذه التصرفات بشكل تستحيل معه الحياة، ولكن طلب الطلاق معناه الوقوف أمام حائط سد مكون من العلاقات التى يستغلها الزوج الأمين لإيقاف الدعوى والهروب من تنفيذ الأحكام، فى حال رفع الزوجة لدعوى نفقة أو الحصول على قائمة الأثاث، ولذلك تطول رحلة الزوجة فى المحاكم سنوات. بعد أن أصبحت الحياة بينهما مستحيلة اضطرت الزوجة «دعاء - د» إلى إقامة دعوى رقم 10674 لسنة 2013 جنح السلام ضد زوجها «محمد- ع» الذى يعمل أمين شرطة، بعد زواج استمر 3 سنوات كان الزوج يعاملها خلالهما أسوأ أنواع المعاملة، منها عدم الإنفاق عليها وعلى طفلها وبسبب استفادة الزوج الأمين لعلاقاته فى أروقة المحاكم استمرت الدعوى أكثر من عامين وبعد حصولها على حكم بالنفقة لم تستطع تنفيذه بعدما طلب الزوج نقله من قسم العجوزة إلى قسم أوسيم. تقول دعاء إن معاناتها مع زوجها الأمين، بدأت منذ أقامت دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة، وأخرى لتبديد أثاث الزوجية والتى صدر فيها حكم غيابى بالحبس لمدة سنة وكفالة 500 جنيه فى 19 نوفمبر 2013، حيث لجأ الزوج بعدها إلى الطعن على الحكم ولكن المحكمة أيدت الزوجة فى 6 يناير 2015. وتوجهت الزوجة إلى قسم الشرطة مراراً وتكراراً، لتنفيذ حكم بالنفقة الزوجية وقدرها 500 جنيه شهرياً، وتعويض قدره 10 آلاف جنيه فى قضية تبديد الأثاث، ولكنها لم تستطع سوى الحصول على شهرين فقط، وبعدها تم وقف التنفيذ لانتقال طليقها إلى قسم شرطة أوسيم لتنفيذ الحكم بحبسه وتنفيذ حكم النفقة، لكنها فشلت أيضاً، فقدمت شكوى بالإدارة العامة لتنفيذ الأحكام للحصول على حقوقها، ولكن لم يتم تنفيذ أى قرار لأن زوجها يستغل علاقاته ويوقف أى قرارات أو أحكام تحصل عليها ولم يتم عرضه على النيابة العامة رغم أن مكان عمله معروف، ويتهرب الزوج السابق ل«دعاء» من دفع النفقة رغم أن راتبه يصل ل2500 جنيه شهرياً. وتعيش حنان، نفس مسلسل المعاناة الذى تعيشه دعاء، حيث تزوجت من ابن خالها «محمد .م.م» والذى يعمل أمين شرطة بمحافظة المنوفية، ثم انتقلت معه إلى القاهرة، ولكن بعد أن ضاقت الزوجة من شكوك الزوج المستمرة فى سلوكها طلبت الطلاق، ورغم إنجابها طفلة تدعى «حبيبة»، إلا أن الأمين طردها من المنزل، فلجأت إلى المحكمة ورفعت دعوى نفقة، وحكمت المحكمة لهاب 280 جنيها. الزوج رد برفع دعوى ضد حنان بإنكار نسب طفلته، ولكن المحكمة لم تعتد بها، فرفعت قضية طلاق فى محكمة أسرة شبين الكوم، رقم 1254لسنة 2014، وخلال تداول القضية قدم الزوج مفردات مرتب ضئيل مستغلاً علاقاته بهدف تخفيض النفقة التى وصلت ل280 جنيها شهرياً، ورغم ذلك لم تتمكن من تنفيذ الحكم، لأن من ينفذونه زملاء لزوجها. أما «رشا. م» فرفعت دعوى تبديد رقم 1157لسنة 2015 محكمة أسرة نجع حمادى، ضد زوجها «محمد .م» الأمين بمديرية أمن قنا، لأنه يضربها ويهينها، كما أنه متعدد العلاقات النسائية، ويطارد أى امرأة تقع عيناه عليها، رغم أن زواجهما لم يمر عليه أكثر من سنتين. ولم يكتف الزوج بإهانة الزوجة وطعنها فى أنوثتها بسعيه وراء غيرها ولكنه أهانها بالاعتداء عليها وعلى أهلها وهددهم بعد رفع قضيتى الطلاق وتبديد المنقولات الزوجية، بأنه سينتقم منهم، وأكد لهم أن ابنتهم لن تتمكن من الحصول على الطلاق، ولكن المحكمة أصدرت حكمها لصالح الزوجة بحصولها على جميع مستحقاتها المالية ومصوغاتها الذهبية، ولكن الزوج الأمين لم ينفذ الحكم، بحبسه سنة، فى قضية التبديد.. أما «حنان. س» التى رفعت الدعوى رقم1853 لسنة 2016، محكمة أسرة نجع حمادى، تطلب فيها الطلاق متهمةً زوجها «غريب. ح» الأمين فى مديرية أمن قنا، والمقيم بمحافظة سوهاج، لأنه يضربها باستمرار ويهينها ويتعامل معها ومع أسرتها بعجرفة فضلاً عن أنه لا ينفق على المنزل، كما أنه على حد قولها ذو طباع غريبة ويفتعل المشكلات مع الجيران، ما أدى إلى هروبها من المنزل أكثر من مرة خلال حياة زوجية لم تزد على السنة الواحدة. حنان كانت أكثر حظاً، من مثيلاتها المتزوجات من أمناء شرطة، حيث قضت المحكمة بطلاقها، وحصولها على كافة مستحقاتها المالية، وغرمت الزوج 50 ألف جنيه، لكنه كان مثل جميع زملائه قادرا على تحويل الحكم إلى حبر على ورق، يحتاج إلى معاناة شديدة لتنفيذه.